اليمن على بعد خطوات قليلة من كارثة تاريخية وإنسانية

د. عادل الشجاع
الاربعاء ، ٢٧ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠٧:١٥ صباحاً
مشاركة |

يحاول العالم أن يتخطى الموجة الأولى لفيروس كورونا ، بينما اليمن قد تشكل خطورة حقيقية لمواطنيها في انتشار الموجة الثانية . نتلقى كل يوم عشرات المعلومات من مواطنين يموتون أقرباءهم ، مما يبرهن على أن الإصابات والوفيات كبيرة جدا .

وقد طلب مني الكثيرون أن أطلق باسمهم استغاثة لمنظمة الصحة العالمية بأن تتحمل مسؤليتها في المتابعة والمراقبة لحقيقة وضع انتشار الوباء في اليمن . ونحن بدورنا نقول لمنظمة الصحة العالمية يجب مساعدة اليمن قبل أن تحل الكارثة .

في عدن يحصد الفيروس ضحاياه وينسب الموت لغيره بسبب الوضع الذي فرضته المليشيات الانقلابية وغياب وزير الصحة الذي يبد أنه ليس له من المهنة سوى الاسم . وفي صنعاء يحصد الفيروس ضحاياه في ظل وضع مليشيات الحوثي إجراءات صارمة لمن يتحدث أو يدلي بمعلومات عن الإصابات .

العالم كله وضع عقوبات تحاسب كل من يخفي معلومات الإصابة بكورونا ، وعصابة الحوثي تعاقب كل من يدلي بمعلومات الإصابة بكورونا . في روسيا وبريطانيا وفرنسا السجن لمن يخفي معلومات الإصابة . وفي الصين الإعدام . وفي أمريكا ترقى إلى جريمة الإرهاب . وعند الحوثيالسجن لمن يدلي بمعلومات الإصابة وليس لمن يخفيها .

الخطر يداهم اليمنيين ويداهم الطاقم الطبي المتبقي ، من أطباء وممرضين الذين يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية لسلامتهم الشخصية . إنهم يواجهون مخاطر الموت المحقق في المستشفيات بسبب عدم اعتراف عصابة الحوثي بانتشار فيروس كورونا .

لكي نواجه فيروس كورونا لابد من مواجهة التضليل الإعلامي أولا ، فمكافحة الفيروس تستلزم الاعتراف بوجوده . وهذا يحتم على المواطنين أن يلتزموا بالقواعد الأساسية للحجر المنزلي لأن عصابة الحوثي لا يهمها سلامتهم وتريد التخلص من أكبر قدر ممكن من المواطنين . تخفي عصابة الحوثي إنتشار الفيروس لكي لا يتوقف الحشد إلى جبهات القتال . وقد صرح أكثر من مشرف من مشرفيهم بأن الموت في جبهات القتال أفضل من الموت بفيروس كورونا في البيوت .

أدعو اليمنيين كافة إلى تقديم تفاصيل عن الأعراض التي يعانون منها ، فهم بحاجة اليوم إلى الخوف على حياتهم أكثر من الأمل . الإصابة بكورونا ليست عارا وعلى من يشعر بالأعراض التوجه للتشخيص . فهو ليس شيء مخزي حتى تتستر عليه ، بل هو مثل الكثير من الأمراض ، لكن خطورته في تجاهل التعامل معه ومع أعراضه . العار أن نخفي إصابتنا بأي مرض فنقتل أنفسنا ونقتل الآخرين .

إن التأخير أو التردد عن الإبلاغ عن وجود إصابة بالفيروس أو وجود مشتبه لإصابته تقصير في حق الوطن وجرم يعاقب عليه القانون . إخفاء المرض يعد جريمة إرهابية تضاف إلى الجرائم الإرهابية التي ترتكبها هذه العصابة في حق اليمن واليمنيين .

العالم كله خلال شهر رمضان أوقف كل إمكاناته لمواجهة الفيروس وعصابة الحوثي تفرغت لنهب المرتبات وجمع الزكاة والضرائب والإتاوات وسرقة السلل الغذائية التي تبرع بها رجال الأعمال للمحتاجين . لم ينتج التاريخ ولن ينجب مثل هذه العصابة الإرهابية .

أخيرا أقول للعالم الحر إن عصابة الحوثي تخفي حقيقة انتشار الوباء وتعرض اليمنيين للخطر . لقد مارست القمع ضد الأطباء والصحفيين الذين يدلون بمعلومات عن وجود الفيروس . ولابد من التحرك الدولي للأخذ على يد هذه العصابة التي جمعت كل صواعق التفجير بيدها .

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!