الجيل المحظوظ!

أ.د. مصطفى العبسي
الأحد ، ٢٤ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:٥٧ صباحاً
مشاركة |

الكاتب والفيلسوف الامريكي الساخر مارك توين قال: الصدفة هي اعظم المخترعين!

والصدفة قد تعني ايضا اي حدث قد يصدم العالم بدون انذار.

وهانحن نعيش حادث الكورونا العظيم في 2020.

كورونا تحرض على الإبداع لمن يعشقون الحياة. وهي تحرض على الجنون والخمول لمن يختارون الاهمال والموت لأنفسهم او لمن حولهم.

بؤر الإبتكار تنبثق في كل مكان في العالم (مع بعض الاستثناءات). كل العقول تفكر. دافعها القوى هو الحرص على الحياة ومقاومة المرض والموت. في مواجهة معركة البقاء يتجلي الرقي الانساني في عصارة انتاجه الذي غالبا ما يبهر ويستمر تاثيره إلى المستقبل.

نعيش طفرة كونية رهيبه في التغيير والابداع رغم مآسي الموت.

هي بالتأكيد معركة فريدة في حياة من يعيش معنا الان على هذه الارض. معركة ستعزز قاعدة البقاء للأفضل (أي الاذكى والأقوى). معركة ستفرز من يريد ان يصنع قَدَرَه ومن يفضل ان يعيش على الحظ والهامش.

جيلنا الذي امتد عمره عبر قرنين من الزمن (اخر ثلاثة عقود من القرن العشرين واول عقدين من القرن الواحد والعشرين) محظوظ جدا. عاش ويعيش ثراءا بشريا غير مسبوق في تاريخ الكون. محظوظون فعلا من يعيشون معنا على هذه الارض هذه الايام رغم كل هذا السواد والشلل.

هذا الجيل عاش مراحل مذهلة من التاريخ:

ثورة اتصالات تعد في سياق الاعجاز

تقدم طبي مذهل

إندثار امبراطوريات ودول وظهور اخرى واندثارها فيما بعد ايضا

حروب حرقت الشرق الاوسط وتشرذم شعوب كانت تعتقد انها رائدة العالم

توحد دول وتفرقها وظهور تكتلات وغيابها

ثورات وربيع عربي تذهل العالم ثم يتم حرقها

غياب نماذج مثل ناصر، بورقيبه، صدام وظهور خِرَق مثل السيسي، حفتر، وهادي

ظهور وغياب خلافة الاسلام (داعش) الدموي في ثلاث سنوات -- رقم قياسي

واخيرا الحدث التاريخي الاكبر: كورونا!

(ولاشك، هناك احداث تاريخيه اخرى تستطيعون ان تضيفوها)

افكر في الامر وإلى اين نمضي وارجع اقول: الان لايهم اي شي.

فلقد كنا ومازلنا محظوظين!

"الزايد عندنا."

كل سنة وانتم بخير!

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!