الرد الإيراني.. من قاعدة الاقتصاص إلى قاعدة الامتصاص

محمد الحزمي
الاثنين ، ١٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٢ مساءً
مشاركة |

القاعدة المذهبية والطائفية التي لا تخفيها ايران بتصرفاتها وأدبياتها ومرجعياتها وأعلامها هي منطلق سياستها

 

ومن هنا كان الرد الإيراني مبني على ذلك وليس كما يتمناه الساخطون على العدو الصهيوني ،فهدف هذا الرد ليس كما صرحت هي بنفسها انه الاقتصاص من اسرائيل لما فعلته في قنصليتها في دمشق وقتل قادتها العسكريين .. ولو كان رد اقتصاص لكان منطلقاً من "..النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ" 

 

لكنه خرج عن  قاعدة الاقتصاص إلى قاعدة الامتصاص ، امتصاص العتب والغضب الداخلي من شعبها والخارجي من اذرعها والذي تحول إلى سخرية في العالم كله 

 

ولهذا اقدمت على هذا الرد الناعم الذي لم يقتل احداً، مستخدمة كل أدوات السلامة 

 

من إبلاغ العدو بموعد الضربة ،وعدد المسيرات والصواريخ ووجهتها، وكم المسافة التي ستقطعها ،وكم سيستمر الهجوم …

 

ايران بهذا الرد المدروس حققت هدفها بإمتصاص العتب وحافظت على مكتسبات اجتياحها للعالم العربي وابقائها قوة إقليمية متخصصة في تهديد العرب فقط وكأداة من أدوات الابتزاز الغربي للعالم العربي ، وتنافس العدو الصهيوني تنافس نفوذ لا تنافس وجود ،ولا عتب على جمهورها وأذرعها إن احتفلوا بهذا الرد اللطيف الناعم فهم بين ذكي يعرف هدف القيادة الإيرانية من هذا الرد وبين محب لا يرى عيب معشوقه..

 

 

سيرد البعض بالقول : ايران دعمت المقاومة الفلسطينية 

لا ننكر أنها فعلت ذلك وهذا الدعم ايضاً مدروساً بعناية بما يخدم مشروعها لا بما يحرر فلسطين  والدليل 

 

لماذا تقنية صواريخ المقاومة الفلسطينية اقل فعالية ومدى من تقنية السلاح الذي اعطته ايران لحزب الله والحوثيين ؟!!

 

لماذا إيران لم تفعل المأمول من جمهور المقاومة الفلسطينية وهم اغلب الأمة الإسلامية بتدخلها بقوة لمنع الإبادة الجماعية في غزة وهي تدعي أنها رأس محور المقاومة ؟!!!!!

 

ايران تقوم سياستها على المناورات السياسية والعسكرية التي لا تصادم قوى عالمية كبرى قد تعيدها إلى الصفر ،لكنها أوهمت اتباعها أنها قوة عالمية …،وأوهمت بعض المسلمين المتعطشين لتحرير فلسطين أنها هي من ستفعل ذلك، وسيطول انتظارهم بطول غباءهم،

 

اخيراً ما كتبته مبني على معطيات ظاهرة لكل ذي عقل ومن لديه حجة تدحضه فساتقبلها وأغير رأيي.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!