يوم نادر في لاهاي

د. مروان الغفوري
الجمعة ، ١٢ يناير ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٧ صباحاً
مشاركة |

تعلمت جنوب أفريقيا من تجربتها مع الأبارتهايد معنى الحق في العيش، والحق في الحرية.

وبسبب تجربتها مع الهولوكوست  أعفت إسرائيل نفسها من كل التزام أخلاقي أو قانوني تجاه الآخرين. 

ماذا تعلم الألمان، والغرب إجمالاً، من الهولوكوست؟ يحق لليهود الذين قتلنا آباءهم أن يقتلوا آباء الآخرين وأبناءهم دون خوف من العقاب.

لأول مرة في حياتها تجد إسرائيل نفسها في مواجهة مباشرة مع حقيقتها. الجيش الأكثر أخلاقية في العالم يعرض على شاشات العالم داخل حقيقته: لا حدود لهمجيته وطغيانه، ولا قاع لجبنه وفوضاه.

عرف العالم الآن، كل قرية في العالم، أن ثمة شعباً عربيا في فلسطين، وأن له الحق في الأرض وفي التحرير. انهار الصرح الذي بناه نتنياهو لشعبه، كان يقول لهم إن مسألة فلسطين قد طويت، وصار من الممكن الانفتاح على العرب دون ذكر فلسطين.

 وماذا عن الفلسطينيين؟ سنمنحهم عقود عمل، سيعملون لصالحنا في بناء المستوطنات. تقول الوعود الإبراهيمية "تحسين حياة الفلسطينيين". ماذا يعنون بذلك؟  قال لي عامل "بلاط" في رام الله: أتحصل على ما يزيد عن مائتي دولار في اليوم من العمل في المستوطنات. كان ذلك هو العرض الختامي الذي قدمه نتنياهو لأهل فلسطين: ابنوا لي صرحا في بلادكم يا أهل فلسطين وسأعطيكم النقود.

 واليوم من لاهاي يراه العالم طاغية أحمق، وتوراتي لعين، منع الدواء والوقود فمات الأطفال في العناية المركزة، وألقى "قنابل نووية" على أحياء مكتظة بالسكان!

المعركة مع آخر بؤرة استيطانية غربية (كما ترد الإشارة إليها في مذكرات خروتشوف) على الضفة الجنوبية للمتوسط بدأت للتو.

 تذكروا أن الغارديان أقالت، في أكتوبر الماضي، رساما كاريكاتيريا يعمل لصالحها منذ أكثر من ثلاثة عقود! جريرته أنه رسم نتنياهو على نحو لا يليق. وعاقبت ألمانيا بالسجن كل من تجرأ على القول إن هناك مجزرة في فلسطين. وفي العشرين من أكتوبر الماضي قال بايدن: اتخذنا قرارات ستغير شكل الشرق الأوسط. قرارات؟ لم نر سوى الإبادة الجماعية في غزة، ولا شك في أنها هي القرارات التي اتخذتها إدارة بايدين، وإلا فما هي!

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!