لو رغب الحوثيون في المضي بالمعركة إلى آخرها  فلن تكون لعبة مسليّة

د. مروان الغفوري
الثلاثاء ، ١٩ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٤:٥٦ صباحاً
مشاركة |

إجبار إسرائيل على احترام القواعد الدولية، والاعتراف بفلسطين دولة مستقلة على حدود ١٩٦٧م. هكذا تعملون على حل النزاع في الشرق الأدنى. 

غير ذلك فأنتم تدفعون المعضلة إلى الأمام في منطقة لا يمكنكم التنبؤ بمصيرها. وكلما تلكأتم صارت المشكلة أعقد وأكثر خطورة.   المسألة الحوثية مجرد إشارة صغيرة تخبركم: فلسطين ليست موضوعاً للنسيان. ليس بالنسبة لأمة لا تزال تبكي الأندلس ومانيللا، ويعتصر قلبها لأن سهماً أصاب الغافقي بالقرب من باريس!

المعركة تجري، إسرائيل تقامر، تبدو أمام العالم بلطجياً طليقاً يبصق في وجه الكوكب لمجرد أن "قبيلته" تملك المال والنفوذ في واشنطن. هذه الحال ليست قابلة للاستمرار، وأميركا اليوم ليست أميركا ما بعد جدار برلين. لم تعد شرطي العالم ولكنه قادرة على إحداث الخراب في كل بقعة من الأرض.

 الخراب تستطيعه كل جماعة، وها هم الحوثيون يتصرفون كأنهم أميركان، ينقلون حرفياً من الكتاب الأميركي: فرض الإرادة من خلال السلاح بصرف النظر عمّا تقوله القواعد.

من حيث المبدأ يملك الحوثيون غطاء أخلاقياً، وهم لا يطالبون بالكثير. فقط بالزيت والطحين لأهل غزة. هل يبدو العالم عاجزاً عن مهمة كهذه؟ يجد العرب الحوثيون أسوة في شاعر قال: فإن متّ ظمآناً فلا نزل القطرُ. أجواء التوحش التي خلقها الأميركان جعلت العالم يتردد في إدانة الحوثيين، فالصانع الأكبر للتوحش والبلطجة هناك في القلعة الأعلى. 

ما الحل؟ مزيداً من الطرادات في البحرين العربي والأحمر؟

 لو رغب الحوثيون في المضي بالمعركة إلى آخرها  فلن تكون لعبة مسليّة. يجيد الحوثيون الألعاب الهوائية التي تهددونهم بها، ولطالما ركبوا ظهر النمر.  ماذا ستفعلون؟ ستقتلون شعباً في صنعاء بأطنان القنابل كما فعلتم بالشعب في غزة؟ وكالعادة إنما كنتم تبحثون عن الإرهابيين، وتملكون الحق في الدفاع عن أنفسكم. تظنونها لعبة آمنة على المدى الطويل؟

 الحل أيسر من متتالية الحروب هذه، غزة تطلق الصواريخ من صنعاء، صنعاء تطلق المسيرات من بغداد، وبغداد تشغل النيران من لبنان، وهكذا. أوقفوا الحرب واعترفوا بدولة فلسطين، بدولة لشعب ر قوامه ١٥ مليوناً، يسانده مليارا مسلم. ليسو هنودا حمر، لن يكونوا هنودا حمر.    

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!