الديموقراطية في الغرب

د. مروان الغفوري
الجمعة ، ٢٠ اكتوبر ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٤٤ مساءً
مشاركة |

الحكومة المصرية تسمح بالتظاهر في القاهرة، الحكومة الألمانية تعتقل المتظاهرين في برلين.

الديموقراطية، مثل كل الأشياء، في خدمة الرؤية السياسية لنظام الحكم. خمسينيات القرن الماضي شهدت انهياراً حادّاً في الديموقراطية الأميركية لصالح المكارثية. واجهت المكارثية عدواً وهمياً يقال له الشيوعية. في الطريق إليه ألقي بالكتاب، المثقفين، الأكاديميين، والفلاسفة في السجون. كانت أوروبا غارقة في فقر ما بعد الحرب، دول عديدة تعتمد على دعم اميركي مباشر. سمعت الأنظمة الأوروبية "الديموقراطية" إرشادات أميركية واضحة: فوز الشيوعية في الانتخابات سيقابل بقطع كل أشكال المساعدات. حتى عندما قال كنيدي، مطلع الستينيات، إن مهمة أميركا هي أن تحمل شعلة الديموقراطية إلى كل العالم فإن مخابرات بلاده المركزية كانت تغتال العشرات من رجال الدين في أميركا اللاتينية، ممن قادوا تحركات منظمة ضد هيمنة الشمال الأميركي.

الديموقراطية منتج غربي. قيل، فرنسياً، إذا اخترعت سفينة فأنت تخترق حطامها، وإن اخترعت طائرة فأنت تخترع سقوطها. ثمة حطام داخل الديموقراطية. لم يحدث قط أن تظاهر الفرنسيون الديموقراطيون ضد إطاحة بلادهم بحوالي عشرين محاولة ديموقراطية في أفريقيا.

تصير الديموقراطية إلى عملية بيروقراطية تسمح بتوزيع جزء من الثراء في الداخل. خارجياً تبرز شبكة مصالح، نفوذ، وتقديرات، وتتنحى الديموقراطية. في سبيل الصالح العام (المادي، الديني، القومي) يحدد نظام الحكم الشكل الممكن للديموقراطية، تتخلق صورة عاجلة من الديموقراطية تسمح فقط ب"التعبير في الاتجاه الصحيح". الاقتباس جئت له من بيان تدشين جائزة نوبل في الأدب قبل قرن وثلث قرن. حتى الأدب الذي تحتفي به الديموقراطية لا بد وأن يكون في الاتجاه الصحيح. في ضوء هذا حصل فقط ٥ أدباء صينيون على جائزة نوبل، أربعة منهم يعيشون في أوروبا. أي في الجهة الصحيحة من العالم.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!