الاربعاء ، ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٢:٠٠ صباحاً
مشاركة |

أمس، بعد يوم حافل في الشغل، قضيت عدة ساعات مع كتاب هاشم صالح الجديد (من التنوير الاوروبي إلى التنوير العربي. دار المدى، ٢٠٢٣). الكتاب تجميعة مقالات وانطباعات برز من خلالها صالح كمراسل ثقافي لصحيفة الشرق الأوسط أكثر من مفكر. خلال فصول الكتاب (المقالات) كان حريصاً على إدانة الربيع العربي بشراسة.

الكتاب عامر بالتعميمات، بالانطباعات الطفولية حول التاريخ والعالم، وبالنبوءات الساذجة حول أبدية تفوق الحضارة الأوروبية، ومعها انتهاء الصراع العالمي. مع تمرير اقتباسات عن الفيلسوف الفرنسي فلان الذي قال لو أجبرت على الدخول في الإسلام فسأكون شيعياً (فالتشيع يعني الثورة والعدالة والديموقراطية والمجتمع الحديث، وفقا للاقتباسات). ترك الاقتباسات تلك دون تعليق.

لا توجد إشارة واحدة إلى مرجع، لا قائمة مصادر لكتاب حجمه ٦٠٠ صفحة. ارتجال بحت يهين الكاتب والناشر والقارئ. أفرد الكتاب أكثر من فصل للسخرية من ابن خلدون، وبين فقرة وأخرى يعلق المؤلف: أين هذا الأصولي المتزمت من التنويري العظيم إيمانويل كانت. من المؤكد أنه لا يعرف الكثير عن "أصولية وتزمت" كانت! ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع، يعلق صالح، ثم يقول حازماً: يا لها من نكتة.

طلعت من الكتاب وتصفحت السوشال ميديا.

وجدت الناشطين الإماميين (نسخة صنعاء) يبتهلون ويتضرعون آملين أن ينهي وفدهم في الرياض الحصار والحرب، وأن تطلق المرتبات وتفتح المطارات وتعود لليمن حكومة مركزية تدير شؤونها. لا تلويح بمزيد من الحرب، ولا إشارة إلى بدائل لحل النزاع. فقط: المطارات والرواتب.

انتهى موسم الصمود، إذن، ودخلوا في "إعياء الحرب". أشك في أن تكون الدويلة الإمامية قد أدركت هذه الحقيقة. يكاد التاريخ يحلف أيمانا غليظة على أن أبرز سمة في رجال آل البيت، على مر التاريخ، هي الخفة والطيش. وقد تتبع الأصفهاني رجالهم في القرون الثلاثة الأولى فوجد أن ٥٠٠ منهم ماتوا قتلى بسبب الخفة والطيش، فضلاً عن الوهم.

وقلبت شوية على الإعلام المصري. شفت معتز مطر، الإخواني المعارض، يتحدث عن قمة العشرين قائلاً: والتحق بها الكلب الأجرب بتاعنا. شفت محمد ناصر يعرض صورة للسيسي إلى جوار أردوغان ويسخر لدقائق من قصر قامة السيسي مقارنة ببطل الأناضول.

تفاهات أخرى مرت أمامي في دقائق، ولا أدري إلى أينا ستأخذنا هذه الأيام.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!