القرآن ليس نشيداً

د. مروان الغفوري
الأحد ، ٢٣ يوليو ٢٠٢٣ الساعة ٠٢:٠٣ صباحاً
مشاركة |

يُحرق القرآن لأسباب خارجة عنه.

يمجّد القرآن لأسباب ليست على صلة به.

الذين يدافعون عنه، ويبدون استعداداً لافتدائه بأعناقهم، يفعلون ذلك انطلاقاً من نصوص يحفظونها، نصوص لا علاقة لها بالقرآن.

القرآن كتاب صعب ومكثّف، كي تدركه عليك أن تفهم العالم، وأن تمتلك حريّتك بالكامل.

إذا قال مقتدى الصدر إنه يفهم القرآن فلا بد أنه يتحدث عن كتاب آخر.

إن قال عبدالملك بدر الدين إنه يعلمُ القرآنَ فإما أن القرآن نصٌ لا معنى له أو أن ابن بدر الدين لا يدري عمّا يتحدث.

كان أبرز محدث في اليمن يقول إنه لا حدود لمحفوظاته من الحديث، وحين يُسأل عن القرآن يقول إنه عجز عن حفظه.

وغالباً: عن فهمه أيضاً.

حفظة القرآن في الغالب لا يعلمون معنى ما دسّوه في رؤوسهم.

القُران كتابٌ أنهى النبوة، ووضع نهاية لاتصال الأرض بالسماء، أيّاً كان الاتصال أو الادعاء. هكذا سيبدو جداراً كبيراً بين ماض سحيق ومستقبل سحيق. جاء ليقول: كل ادعاء حول السماء بعد نصّي هذا باطل.

يجد آل البيت في القرآن تحدياً صعباً، فكل ادعاءاتهم تمرّ عبر طرق ليس من بينها القرآن.

يجد الجهادي في القرآن تحدياً صعباً، كل الادعاءات عن الجهاد تصطدم بأكثر من 116 آية تدعو إلى السلام والتسامح.

يجد المثقف المدعي في القرآن تحدياً صعباً، ويبدو في الغالب وكأنه يتحدث عن كتاب لم يفكّر حتى بقراءته.

يجد المتدين في القرآن عُملة صعبة، فكل ما يتخيله عن العالم لا يجد له مكاناً داخل القرآن.

المؤمنون الذين يمنون على الله بصلاتهم وحشمتهم ينحازون إلى نصوص من القرآن دون سواها. ولا ترتاح أنفسهم إلا إن قرأوا نصوصاً من خارج القرآن.

القرآن ليس نشيداً.

يسألونك ماذا ينفقون، قلِ العفوَ. يقول القرآن.

يردد المفسرون، ربما بلا استثناء، إن العفو مقصود به الزيادة.

من معاني العفو في اللغة "الزيادة، الفائض عن الحاجة".

بينما سيبدو القرآن عبقرياً أكثر لو أن العفوَ تعني، على الأقل فيما تعنيه، الغفران. أن يكون أفضل ما تنفقه في حياتك عفوك عن الآخرين.

اغتيال مباشر لأهم ملكات القرآن: المجاز، التكثيف، الإشعاع.

يحرق القرآن رجلان:

أحدهما يشعل فيه النار، والآخر يهدرُ معناه.

ويهين القرآن رجلان:

الأوّل من آل البيت [ربما بلا استثناء]، والآخر يجعلُ منه كتاب حرب.

ويبدّل كلام الله رجلان:

الأول من آل البيت [ربما بلا استثناء]، والآخر يخدم به الأنظمة.

ويصادر القرآن رجلان:

الأوّل رجلُ دين يحتكر تأويله، والآخر رجل يسخر من الكتاب جملة وتفصيلاً.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!