واحدة من آليات الموت بين مخزني القات في اليمن..

د. مروان الغفوري
الاثنين ، ١١ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠٨:٠٥ صباحاً
مشاركة |

لمزودي الصحة:

1.

أمس استقبلنا حالة مرضية، امرأة شابة في الثانية والستين من عمرها. السيدة الطيبة مقيمة في منزلها منذ أسابيع. وبسبب الخوف من كورونا فقد قررت أن لا تخالط أحدا. اكتفت بمشاهدة التلفاز وبألعاب الكمبيوتر. انخفض معدل حركتها إلى قرابة الصفر. فجأة أصيبت بكتمة نفس، ولكن حالتها بقيت مستقرة. التشخيص: جلطة رئوية مركزية. بعدت عن الموت بضعة ميلليمترات. الجلوس الطويل يتسبب في تخثر دم الأوردة، تصعد الجلطات إلى القلب وتوقف النظام.

ملحوظة: واحدة من آليات الموت بين مخزني القات في اليمن .

هذا السيناريو يدخل ضمن آليات القتل الخاصة بكورونا. يقتل أيضا عندما لا يصيب.

 

1. مثال آخر لكيف يصيب كورونا الشخص دون أن يلمسه:

امرأة في ال 82 من عمرها، جاءت إلى المستشفى بألم شديد في الصدر. رسم القلب وأنزيمات القلب قالت إن السيدة تعاني من جلطة في الشرايين التاجية STEMI. القسطرة كانت سلبية، ولكن صورة الإيكو وتصوير البطين الأيسر بالصبغة أظهرتا شيئا مثيرا: السيدة تعاني من متلازمة تاكاو تسوبو (متلازمة القلب المفطور). تتطابق هذه المتلازمة إكلينيكيا مع الجلطة القلبية (وصفت لأول مرة مطلع تسعينات القرن الماضي، وأخذت وضعها العلمي المستقل منذ ٢٠٠٢). تنهار وظائف القلب دفعة واحدة، ويكون السبب الرئيسي ضاغط نفسي أو عاطفي. ما الذي حدث للسيدة؟ عاشت في رعب، وحيدة، خائفة من كورونا انهوست، وانهارت نفسيا، ثم دخلت في تاكو تسوبو! وفيات هذا المرض أقل من ١٠%، وهناك بيانات تضعها في حدود ١%.

 

2. سيناريو ثالث لتجليات كورونا:

رجل في السبعين من العمر، أصيب بجلطة تاجية حادة. أجريت له عملية قسطرة، سحبت الجلطة بتقنية تداخلية. كان الرجل مصابا بالتهاب رئوي بسبب كوفيد ١٩، كورونا، تشكلت لديه سلسلة جلطات في دمه، داخل ذلك السياق أصيب باحتشاء في الشريان التاجي (يمكن الجدل حول هذا الميكانيزم). حدثت القصة داخل المستشفى، داخل سياق التهاب كوفيد ١٩.

 

3'.

Reversed tako tsubo

سيدة في ال ٤٥، أصيبت بمرض كوفيد ١٩. جاءت بأعراض جلطة تاجية. القسطرة القلبية أبانت شرايين قلبية سليمة. أشعة الرنين كشفت عن التهاب واسع في عضلة القلب

Fulminant myocarditis.

أمكن إنقاذ المريضة. في المجمل هذه الصورة قاتلة، وهي واحدة من آليات الفتك في وباء كوفيد ١٩.

 

4. هذا الأمر مهم:

أصدر الاتحاد الألماني لأطباء الأوعية الدموية يوم الجمعة (أمس الأول) تقدير موقف بخصوص كوفيد ١٩.

التوصيات:

إذا كان المريض عرضة للإصابة بجلطات (من خلال مقاييس معينة ومعروفة) يعطى مميعات دم بنسبة ٧٥% من الجرعة العلاجية. النصيحة: كليكسان وما شابهه من LMW

ينصح الخبراء بإجراء فحصD Dimer لكل مريض. في الغالب ستكون النتيجة موجبة، ضمن آليات الاستجابة الجسدية العامة للعدوى. لكن إذا كانت بين 1,5و 3.5 يعطى مميعات بنسبة ٧٥% من الجرعة العلاجية.

إذا تجاوزت ال D Dimer ال 5mg/dl يعطى الجرعة الكاملة. أيضا يضع الطبيب المعالج نصب عينه مسألة التخثر الدموي كواحدة من مفاجآت الفيروس. الانهيارات المفاجئة في الدورة الدموية سببها في العادة جلطات / احتشاءات رئوية.

ينصح أيضا بإعطاء المريض المتعافي مميعات دم بنسبة ٥٠% من الجرعة العلاجية لمدة أسبوعين بعد تسريحه من المستشفى.

أمر مهم على المعالجين التنبه له:

Covid- induced coagulopathy

هذه مسألة مركزية في مراقبة المريض. ما يعني أن المريض الذي تظهر أشعته المقطعية الارتشاحات الالتهابية في الرئة لا بد من وضعه تحت المراقبة الطبية. بيانات كثيرة تحدثت عن موتى وجدوا في منازلهم في دول عديدة. هذا اليوم وصلتني أشعة مقطعية لمريض في عدن طلب منه الأطباء البقاء في البيت. حياته على المحك.

أضع هذه السيناريوهات أمام الزملاء، وهي من جديد النقاش في المجتمع الطبي في ألمانيا. فقد جرت العادة على اعتبار وباء كوفيد ١٩ مجرد شكل من أشكال ال ARDS، او فشل الرئة الحاد، وهذا الصورة مجرد جانب بسيط من عالم كورونا الغامض والمثير.

محبة وتقدير

م.غ.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!