إطلاق العنان لعقولنا

علي الحجوري
الاربعاء ، ١٨ مايو ٢٠٢٢ الساعة ٠١:٢٧ صباحاً
مشاركة |

إيماننا عظيم بأن بناء الأوطان، وضمان العيش بسعادة حاضراً ومستقبلاً، يكون البدء فيه بأنفسنا والسمو بها وكمايقول احد الفلاسفة (أصلح نفسك فقط هذا هو الشيئ الوحيد الذي تستطيع أن تفعله لتجعل العالم أفضل).

ومن خلال إطلاق العنان لعقولنا في التأمل العميق في كل مايحيط بنا والإستفادة من تجربة الإنسان الغربي الذي حقق الغاية من وجود ءآدم على الارض بالاستخلاف فيها وعمارتها وتطوريها من خلال أخذه بالمعادلات الكونية (السنن الالهية) وإحداث ثورة علمية خدمت البشرية ،ولكي لانعطي  فرصة لتلك الاصوات النشاز التي تسلط الضوء على بعض الجوانب السلبية في المجتمع الغربي بحجة أن الحصول على الدنيا يكون بالتنازل عن جزء من الدين هذه المفاهيم الخاطئة لابد أن تُعدل .

يقول سيد القمني (نحن نرى الغرب بعيوننا التي لاترى في حضارتهم سوى الأفخاذ العارية لأننا بين الأفخاذ نركز عيوننا، فيكون العيب في عيوننا وليس في الأفخاذ).

تقدمت الحضارة الغربية وارتقت العلاقات بينهم واصبح الخط الأبيض المرسوم على الارض هو الحاجز الذي يفصل بين تلك الدول ودّعوا الحروب والتناحر واتجهوا لبناء الحياة  في الوقت الذي مازلنا فيه نحن في ذيل الأمم وفي مكّب نفايات العالم منشغلين بصراعات وحروب وأزمات فتتت كل شيئ في العلاقات والعادات والقيم والمسّلمات والأحلام اننا كمايقول أحد الكتّاب قال: كأننا في بروفات أوليه ليوم القيامة إنها الفتنة في أشد صورها قسوة..، صراعتنا لاتختلف كثيراً عن صراعات الانسان العربي في العصر الجاهلي وإن كان لكل عصر جاهليته فنحن اليوم نجمع جاهلية كل العصور  ليس هذا تشاؤماً بل وصفاً لواقع اسوأ من كل الكلمات فتشخيصنا الدقيق لحالة أمتنا المرضية التي وصلت لغرفة (الإنعاش)  هو الخطوة الاولى للخروج من أزماتنا و سنبحث عن العلاج الصحيح.

وتأخرنا وتقصيرنا في طرح مثل هذه الأمور ليس عن جهلٍ منا بالحقيقية لكننا نمارس العمى بإحتراف لكي نعيش.

فالتعرض لمناقشة مايعتقد الناس أنه من المسّلمات امر خطير ، ونشر بعض الأمور والمقاطع التي نعتقد بأهميتها في بناء ارواحنا وذواتنا في مجتمع يرى أن الاستماع لهذه المقاطع من الامورالمحرمة في الشرع.

وكان بإمكاني كغيري من الاعلاميين ممارسة مايُعجبني لوحدي والظهور للمجتمع بصورة اخرى هذا امر سهل ومريح للبال لكن العيش بوجهين أمر مقرف..

نسأل الله أن يعيينا لمعرفة انفسنا والثقة بها ليثق بها الآخرون وأن يجعلنا صادقين  مع ذواتنا ليصدّقنا الآخرون فنكون وإياهم قارب النجاة للأجيال القادمة...

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!