أين أصاب التحالف وأين أخطأ نقاده؟

د. عادل الشجاع
الجمعة ، ٠٦ مايو ٢٠٢٢ الساعة ٠٢:٣٧ صباحاً
مشاركة |

ظهرت في الأونة الأخيرة مجموعة من الذباب الإلكتروني ، مهمتها تلميع التحالف والإساءة للشرفاء اعتقادا منها أنها ستحرف مسار النقد عن وجهته الحقيقية ، فقد استطاع آل جابر أن يرمي لمرتزقته بالونات عديدة فتقافزوا لالتقاطها واللعب بها والتطاول على الشرفاء ، لكن هؤلاء لم يدركوا أن ما يفصل بين الشريف والأجير هو ما ينجزه التحالف على الأرض ، وأن المشترك بين النقاد وبين التحالف هو بناء الدولة اليمنية على الأرض وأن ما هو قائم حتى اليوم هو تفتيت مؤسسات هذه الدولة.

وعد التحالف بضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي ففرح اليمنيون بذلك ، لكنهم اكتشفوا بعد فترة من الزمن أن هذه الدول تتسابق على ضم إسرائيل وليس اليمن ، دعت السعودية الشرعية والمجلس الانتقالي إلى مؤتمر في الرياض ، فهللنا جميعا وقلنا السعودية فطنت إلى خطأ حليفتها الإمارات في إنشاء مليشيا ومساعدتها في انقلابها على الشرعية وإذا بالسعودية تمنح هذه المليشيا الشرعية من خلال هذا المؤتمر.

حذرنا من عودة الحكومة إلى عدن قبل تنفيذ الشق العسكري والأمني ، فاتهمونا بأننا نعطل اتفاق الرياض ، ولم يمض الوقت طويلا حتى أقدم الانتقالي على طرد الحكومة ، قبلها توافد البرلمان إلى سيئون وفرح اليمنيون بانعقاد البرلمان واعتبروه نصرا للشرعية ، لكن البرلمان لم يجتمع بعدها ، فطالبنا البرلمان بالاجتماع رد علينا أصحاب بالونات آل جابر بأن رئيس البرلمان ليس فاضيا للاجتماعات  في الداخل فهو يدير اجتماعات عابرة للدول  يفطر سندوتشا في بلد ويتغدى سندوتشا في بلد آخر ، فليس لديه الوقت لتناول الوجبات.

شاهدنا طيران التحالف ينكل بالجيش الوطني مرة تحت مبرر أنه بالخطأ ومرة يبرر أنهم قاعدة ، مع أننا طوال السبع سنوات لم نشاهد أو نسمع أنه استهدف أي من أجنحة عناصر تنظيم القاعدة ، بل قدمت تسهيلات لتنظيم القاعدة في الاستيلاء على المكلا وفي الخروج منها دون طلقة واحدة ، وهناك أسماء قيادات في التنظيم عينت في الأحزمة الأمنية والنخب والمجالس السياسية.

قلنا إن التحالف كشف تخادمه مع الحوثي وهو ما أكدته حصيلة سبع سنوات من الحرب ، فالحوثي سرق منا الدولة والتحالف سرق منا الشرعية والسلام الذي تسعى إليه أمريكا يحمل أبعادا جغرافية وسياسية ، فكل الرحلات التي قام بها المبعوث الأممي والأمريكي يظهر فيها أن الشق السيادي من خارطة إنقاذ اليمن معطل بالقوة.

ذهبوا إلى اتفاق ستوكهولم وأبقوا على الحوثي في الحديدة وحملوا الشرعية مسؤلية اتخاذ القرار ، ولما انسحبوا من الحديدة لم يعيروا هذه الشرعية أدنى اعتبار ، طالبناهم بتسليح الجيش فذهبوا يسلحون المليشيات ، قلنا لهم إن الأمم المتحدة والتحالف أهدروا القرارات الأممية وعرضوا وحدة اليمن للخطر ، فرد علينا ذباب آل جابر بأننا نعرض وحدة التحالف للخطر ونحرفه عن مسار المعركة مع الحوثي .

قلنا لهم إن المعركة في صنعاء وليست في سقطرى ولا في بلحاف ولا في مطار الريان أو الغيضة فردوا علينا بأننا نعمل لصالح الحوثيين ، طالبناهم بفتح جميع الجبهات في وقت واحد للقضاء على الحوثي، فردوا علينا بأن الجيش الوطني يتبع جهة ما ستستثمر الانتصار على الحوثي لصالحها ، وكلما حاولنا نقترب من عناصر القوة بددوها واختلقوا لأنفسهم الأعذار ، ونحن بعد سبع سنوات من الحرب مازلنا نجزم بأن التحالف بما يمتلكه من قوة وما أنفقه على شراء الأسلحة قادر على جعل الشرعية تحسم المعركة في بضعة أشهر ، لكنه لا يريد دولة في اليمن ، وهنا علينا أن نهمس في أذن الرئيس رشاد العليمي ونقول له : يجب عليك أن تحسم قرارك من الآن وأي تهاون سيجعلك تسلك نفس الطريق الذي سلكه هادي ، وعليك أن تغضب أطرافا فإن الحاكم الذي لا يغضب أحدا لا يستطيع أن يحكم أحدا ، ونقول لمن توعدونا بالقضاء إنا لمنتظرون وسوف نتحاسب على سبع سنوات من تدمير الشرعية وتقوية الحوثي الذي بات يمتلك أسلحة ذهبت إليه بمعرفة التحالف والأمريكان بوصفهم المسؤليين عن حصار اليمن.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!