الثلاثاء ، ٢٢ فبراير ٢٠٢٢ الساعة ٠٢:٢٣ صباحاً
مشاركة |

الكتابة عن روسيا مسألة صعبة، جماعتنا يتساهلون في أمور كثيرة عدا روسيا. مع كل تدوينة تنفجر التعليقات، غير أن المعلقين اليمنيين اختاروا شتيمة رهيبة يكررونها في كل تدوينة: يمني ويسخر من روسيا العظمى. الغاضبون يكتبونها روسياء، وهناك من يزيد عدد الهمزات. الحقيقة أن بعضهم نأى بنفسه عن الإشارة إلى يمنيتي، واختاروا: شمالي. آخرون وصفوني بالبرغلي الذي يسخر من روسيا، إلى أن آلت الأمور إلى "التعزي" الذي .. 

كان عندي مريض من موسكو. رجل محترم، كان في شبابه مهندسا، تحدثنا بالإنحليزية طيلة الوقت. ابنه يعمل في مؤسسة أكاديمية ألمانية، تعرفنا على بعض في ظروف ما. بعد أن اطلعت على تقارير والده قدمت له نصيحة غير أن الرجل عاود الاتصال بي، كان مصرا على أن يأتي والده إلى ألمانيا للعلاج لأنه لا يثق في طب بلاده. جاء وعاد. بعد سنة، في الموجة الأولى من جائحة كورونا، وصلتني رسائل من الأب، كما من الإبن. دخل الأب في مشاكل صحية جديدة. قال في واحدة من رسائله: يوجد أطباء قلب جيدون هنا ولكن كيف أجدهم؟ قلة بسيطة وأنا بحاجة لمن يشير إليهم لأعرفهم. لا توجد مؤسسات طبية موثوقة، كل شيء فاسد، نحن في متاهة. 

 كان يدافع بهذه الطريقة ضد أي فكرة تقول: من الأفضل أن لا تغادر موسكو، تداو في بلادك، كورونا أغلقت كل شيء.  في النهاية حصل على دعوة وجاء إلى العلاج. طلب مني أن أعطبه رسالة الخروج بالإنجليزية، قلت له ستحصل عليها بالروسية. هاتفت زميل أوكراني، طبيب في التدريب، وطلبت منه الذهاب إلى غرفة المريض والاتفاق معه على شكل النص. تصادق الاثنان فورا، حتى أن شخصية المريض تغيرت كليا بمجرد أن انهار حاجز اللغة. في نهاية اليوم قال لي الطبيب الأوكراني إنه فخور برئيسه الديموقراطي، وأراني صورة جمعته به قبل انتخابه. قال إنه التقطها في مدينة دوسلدورف، بغرب ألمانيا. 

في اليوم التالي، في الكافتيريا، كان الشاب الأوكراني يصب غضبه على بوتين وجيشه المغشوش. قاطعه زميل تركي: الحقيقة أن الجيش الروسي جيش ضارب القوة وليس كما تتحدث عنه. رفع الشاب الأوكراني يده لأعلى من رأسه وقال للتركي: طيار تركي واحد طلع واجههم وأسقط طائراتهم وعاد. 

آنذاك أحس التركي بالرضا وشرد طويلا متأملا في قاع صحنه. 

بينما أكمل الأوكراني حديثه عن بوتين الذي يدعي لنفسه قوة أكبر من الحقيقة.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!