هذه فرحة تخصنا وحدنا...

غالب العاطفي
الثلاثاء ، ١٤ ديسمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٢:١٥ صباحاً
مشاركة |

لم أجد صنعاء مبتهجة هكذا من قبل، ولا أظن أن أحدا سينام الليلة من شدة الفرح. إنها فرحة يمنية خالصة، فرحة صنعها أبطالنا الصغار بأقدامهم المبدعة وروحهم اليمنية المتقدة، إنها فرحتنا نحن، فرحتنا التي نسج خيوطها صغارنا الأبطال وأهدوها لنا وحدنا،  فكانت سعادة تخصنا، ولا يمكن أن يستغلها السياسيون الحمقى هنا وهناك، ولا يحق لهم ذلك أصلا، هذه سعادة لا تخصهم، ولا ناقة لهم فيها ولا جمل. 

أنا الآن في الشارع، وكل شوارع صنعاء الآن تبدو كما لو أنها في عرس جماعي، كلنا هو صاحب ذلك العرس ومالكه. 

زحمة سير تفوق زحمة أوقات الظهيرة، ألعاب نارية من كل اتجاه، رؤوس كثيرة تطل من نوافذ السيارات هاتفة: "حيوا اليماني حيوه... حيوا اليماني حيوه"، نساء كثيرات يزغردن من نوافذ البيوت، ونوافذ السيارات أيضا!! لم أسمع حسناوات هذه المدينة يزغردن، ولا أظنهن سيفعلنها بسعادة حقيقية وصادقة بعد الليلة. 

خمسة وتسعون دقيقة فقط احتاجها أبطالنا الصغار ليصنعوا لنا كل هذا الفرح، وسبع سنوات عجاف لم تكن كافية لكم أيها السياسيون الحمقى، لا لتصنعوا لنا فرحة مماثلة، فهذا ما لا يمكنكم فعله ولو أنفقتم ما في الأرض جميعا ومثله معه، لكن هذه السنوات السبع لم تكن كافية لتكفوا عن حماقاتكم الصغيرة والكبيرة، حماقاتكم المرتكبة بحق هؤلاء الناس الذين يرقصون الليلة في كل المدن اليمنية وهم يرددون:" بالروح بالدم... نفديك يا يمن".

وبعيدا عن كل حساباتكم السخيفة، وأساليبكم المعتادة في سرقة أفراحنا الخاصة، لا بد أن تستوعبوا أنكم غير قادرين على مصادرة هذه الفرحة، هذه فرحتنا نحن وحسب، وهذا الانتصار، الذي حققه أبطالنا الصغار، انتصارنا نحن. انتصار اليمني الذي كانت حياته كلها سلسلة من الهزائم المتتالية على كل الأصعدة، انتصار اليمني الذي توجه أبناؤه بكأس غالية لم يكن يتوقعها، ولم يحمل قبلها كأسا، غير كؤوس المرارة والخيبة التي يتجرعها منذ زمن طويل. 

سنفرح الليلة، وسنرقص كما لم نفعل من قبل،  وعليكم أن تقفوا بعيدا عن انتصارنا الخالص، ولكم أن تراقبونا بكل ما أوتيتم من توجس وريبة ونحن نحتفل بانتصارنا، ونعبر عن فرحتنا التي لا تعنيكم، راقبونا وحسب، وإياكم أن تتظاهروا بالسعادة مثلنا، فهذه سعادتنا نحن،  ولا يد لكم فيها ولا قدم. 

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!