في صنعاء وعدن كورونا سياسي!

د. مروان الغفوري
الاربعاء ، ٢٩ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ١١:٤٩ مساءً
مشاركة |

في صنعاء يعتقدون أن الحديث عن "كورونا" هو دعم للعدوان، وحيلة لتفكيك الجبهات.  وفي عدن يعتبر الحديث عن "كورونا" محاولة خبيثة لإجهاض مشروع الاستقلال، ولبسط نفوذ الإخوان المسلمين.

هذه ليست دعاية عليا وحسب، بل مواقف شعبية. يمكنك اختبار ذلك بنفسك، اكتب فقط وسترى. انظروا هنا إلى التعليقات وسترون. هذا مشهد لا يصدق لكنه يجري، يحدث. نعم يحدث وببسالة قل نظيرها.

العقل الشعبي في العاصمتين يعمل بالطريقة نفسها، ويجلب على نفسه الكوارث بالإصرار ذاته، وستتشابه أقداره ومآسيه في المستقبل.

هناك وباء. لنقل: وباء غامض، في العاصمتين. حالات وفاة غير مفهومة. في عدن: أحيلت الوفيات إلى حمى الصنك. في صنعاء: أحيلت الوفيات إلى الالتهاب الرئوي البكتيري، أو انفلونزا الخنازير. لا تجري عدن أو صنعاء فحوصات "كوفيد ١٩/كورونا". من يقول إن الإصابة بوباء كوفيد ١٩ / كورونا يجري استبعادها في العاصمتين من خلال فحص معملي PCR هو شخص يهجص أو يكذب. المعلومات المتوفرة تقول إن عدن ترتجل وتهرتل، وأن صنعاء تكذب وتراوغ.

لماذا يتعرض من يطرح هذه الأسئلة والشكوك، ومن يقدم المعلومات، للسباب والعنف شمالا وجنوبا؟

ذلك لأن الضحايا يحبون أن يشرحوا للعالم لماذا صاروا ضحايا، ولماذا تطاولت مأساتهم واستفحلت. نحن حمقى، نحن نغرق، نحن نحب الغرق، اغربوا عن وجوهنا يا أوغاد، لا تزعجونا في هذه الخرابة العظيمة، لا تساعدونا، نحن حمقى نعيش على سفينة هالكة، نشعر بالسعادة، كل شيء على ما يرام.

المآسي لا تنزل من النجوم. المآسي يصنعها الحمقى لأنفسهم وذرياتهم.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!