أخطر الناس على اليمن المحايدون

د. عادل الشجاع
الاربعاء ، ٠٨ سبتمبر ٢٠٢١ الساعة ١٢:٣٦ صباحاً
مشاركة |

إن أخطر الناس على اليمن، هم أولئك الذين يقفون في منتصف الطريق بين أعدائها الداخليين والخارجيين ، فالحياد الذي يتبناه البعض يعد ضربا من الخيانة ، يحاولون تقديم أنفسهم أنهم مع السلام ، لكنهم لا يضعون قواعد السلام ، كل ما يعنيهم هو أن يصبحوا قادة باسم السلام الذي لن يتحقق بسبب عدم وجود أدواته وآلياته ، لذلك فإن الصمت الذي يمارسه البعض يعد شكلا من أشكال العدوان ، فالمحايد رجل يقف عاجزا في منتصف الطريق بين عدوان المعتدي وصرخة الضحية.

لقد خذل المحايدون اليمن وخذلوا المدافعين عنها في الوقت نفسه ، فما يحدث لمأرب ليس قضية أبناء مأرب وحدهم وما يحدث في تعز ليس قضية التعزيين وحدهم وما يحدث في عدن ليس قضية العدنيين وحدهم ، وما سيحدث غدا ليس قضية الجيل الذي مازال في مرحلة الطفولة ، بل هي قضية أولئك الذين ماتوا من أجل سبتمبر وأكتوبر وقضية أولئك الذين ناضلوا من أجل الوحدة وسكنوا السجون والمعتقلات ، فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الوحدة والجمهورية من الجبناء والانتهازيين.

فالمرء ليس مسؤلا عما يقوله فقط ، بل مسؤل عن الأشياء التي كان يجب أن يقولها ، فمنذ بدأت الحرب وهي تلتهم المحافظة بعد الأخرى ، وهؤلاء مازالوا يلتزمون الصمت ، إما بسبب الخوف ، أو بحثا عن منصب لا قيمة له في ظل غياب الوطن ، إن حفنة من تراب الوطن أعظم وأشرف من كل سلطة ناقصة ، ففي تراب هذا الوطن بعض من أهلك وكل هويتك.

ولست بحاجة للقول إن ثورة 26 سبتمبر كانت ساذجة حين أعطت دعاة الإمامة فرصة لا يستحقونها في الحياة ، لهذا لم تشهد اليمن لحظة انحطاط تاريخي مثل اللحظة التي نعيشها اليوم ، فدعاة الإمامة البعض منهم يقتلنا بالسلاح والبعض الآخر يقتلنا بصمته وحول الذين يقتلوننا بالسلاح أو بالصمت يلتف الضحايا منا لنصرهم علينا.

وأمام كل ذلك نجد الطبقة السياسية تتعامل معنا كما لو كانت نصف إله ، وفي الوقت نفسه تبدو أمام الإمارات أو السعودية أو إيران راضية بذلها ، وليس أدل على ذلك من وصف الإيرانيين للحوثيين بأنهم شيعة شوارع وبالمثل تعامل الإماراتيون والسعوديون مع أولئك الذين حسبوا على الطبقة السياسية ، الذين لا يفكرون إلا بالاستمرار وبالمصالح مهما كان الثمن ، فهذه الطبقة تستثمر بالحرب وباعت البلاد لأجندات خارجية.

لليمن أعداء كثيرون ، لكن الطبقة السياسية هي الأخطر عليه ، أكثر من ستة عشر مستشارا للرئيس كانوا زعماء للمعارضة في الماضي ، كانوا يعارضون كل صغيرة وكبيرة لكنهم اليوم اكتفوا بصفة مستشار وبلعوا ألسنتهم واتضح أنهم كانو يعارضون الاستقرار ليس إلا ، وأغلب هؤلاء جاؤا بالوراثة والبعض الآخر جاءت بهم البندقية والحروب والمليشيات المسلحة ، البعض أنتج نوابا والبعض أنتج ضباطا وآخرون أنشاؤا مليشيات ، فإلى متى سيظل الضحايا ينصرون قتلتهم؟

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!