مناقشة رسالة الزوكا إلى المؤتمريين

د. عادل الشجاع
السبت ، ٢١ أغسطس ٢٠٢١ الساعة ٠٩:٢١ مساءً
مشاركة |

وجه عوض عارف الزوكا رسالة إلى المؤتمريين طمأنهم بأن المؤتمر ، بجهود المخلصين سيعمل على تضميد جراحه، وسيتجاوز ما حدث له من مؤامرات خلال السنوات الأخيرة ، ولخص دعوته بثلاث جهات رئيسية ، هي : قيادات المؤتمر التي فرقتها الظروف كما قال ، والأطراف السياسية الأخرى المناهضة للمشروع الحوثي الإيراني وتوحيد الصف الجمهوري ، لاستعادة الجمهورية والوقوف مع الشرعية ، والجهة الثالثة ، المملكة العربية السعودية وطالبها في إعادة النظر في إدارة الملف اليمني والتعامل مع اليمن كدولة ، تمثل عمقا استراتيجيا للمملكة .

سأكون مسرورا إذا تمت مناقشة رؤيتي بالأدب اللازم وألا يتم قراءة رأي هذا في ضوء خلفيات سياسية مفترضة ، فأنا ليست مشكلتي مع القيادة أيا كانت هذه القيادة ، بل مشكلتي مع عجزها السياسي ، وأجزم بأن دعوة الزوكا تؤكد بأن الحزب لم يصل بعد إلى مرحلة العجز عن الاستدراك واستعادة المبادرة التي تقتضي منه العودة إلى الساحة السياسية ، لكن ذلك يحتاج إلى العمل بالقوانين والسنن التي لا تحابي أحدا .

ولنبدأ بالدعوة إلى توحيد قيادات المؤتمر ، ونحن نعلم أن هناك قيادة باسم الشرعية تتواجد في الرياض وعددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ، زعموا أنهم يمثلون المؤتمر وأغلقوه على أنفسهم ومصالحهم ولم يسمحوا لأحد مشاركتهم هذه الغنيمة ، وبالمقابل توجد قيادة في صنعاء ، تماهت مع الحوثيين وأصبحت منفذة لقراراتهم ، اختطفت المؤتمر وعملت على تجريف أمواله وممتلكاته ، وربما كانت الآمال معقودة على القيادات المبعثرة في القاهرة وأبو ظبي ، لكن على ما يبدو أن منهم في أبو ظبي حولوا اجتماعات المؤتمر إلى ما يشبه اجتماعات دار الأرقم في الجاهلية ، اجتماعات سرية .

أما الدعوة الثانية ، فهي موجهة إلى القوى السياسية الأخرى ، وتحديدا الصف الجمهوري ، والذهاب نحو  توحيد الصف الجمهوري ، لا يمكن أن يتحقق إلا بتوحيد قيادات المؤتمر التي تتصارع على مكاسبها الشخصية ، وهذا يستدعي توحيد صف المؤتمر ، وهذا التوحيد يحتاج أولا تشكيل لجنة من أصحاب الخبرة السياسية في المؤتمر تقدم رؤية وتصورا واضحا تستوعب انتظار قواعد المؤتمر وأنصاره وتستوعب تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي وتجاذب المحاور والمصالح المتناقضة للدول ، تنبثق من هذه اللجنة ، لجنة أخرى ، مهمتها التواصل مع القوى السياسية وتشكيل لجنة مشتركة لتوحيد الصف الجمهوري في مواجهة الحوثي والمشروع الإيراني في اليمن .

وتأتي الدعوة الثالثة موجهة إلى المملكة العربية السعودية ومطالبتها بإعادة البوصلة إلى وضعها الصحيح ، واستثمار الحرب للوصول إلى السلام ، والتعامل مع اليمن كدولة ، تمثل عمقا استراتيجيا للمملكة العربية السعودية ، وهذا بالطبع سيستدعي قيادات المؤتمر المتحالفة مع الحوثي إعادة النظر في تحالفها هذا الذي يخل بمعادلة المواجهة مع الحوثي والمشروع الإيراني على حد سواء .

أخلص إلى القول ، إن هذه الدعوة تنطلق من صدق صاحبها ، لذلك فهي بحاجة إلى إعادة قراءة المشهد السياسي بكل جوانبه ، وأن تتجاوز هشاشة المجتمعين في أبو ظبي ، فقد جمعت هؤلاء الرغبات الشخصية الفردية وغاب العمل الجمعي ، وإذا كان هؤلاء مازالوا يفرزون القيادات وفق أهوائهم الشخصية ، فكيف سيستطيعون توحيد ما يعتقدون أن الظروف هي التي فرقتهم عن توحيد الصف مع أقرانهم .

تبقى الآمال معقودة على المؤتمر ومعه بقية الصف الجمهوري ، ولكي نحول دعوة عوض الزوكا إلى واقع ، يجب تشكيل لجان متعددة منها ما يخص توحيد قيادات المؤتمر ووضع برنامج عملي للحزب ، ومنها ما يخص توحيد الصف الجمهوري ووضع مشروع مستقبلي يخص اليمن وعلاقاتها بجيرانها والإقليم والمجتمع الدولي ، وربما تقوم اللجنة المشتركة بالجلوس مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ومع الرباعية الدولية الخاصة باليمن لتحديد آلية السلام في اليمن ، بدون ذلك ستفقد هذه الدعوة مصداقيتها وستخصم من رصيد صاحبها .

اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!