لو لم يكن هادي رئيساً لليمن

د. مروان الغفوري
الجمعة ، ٢٠ أغسطس ٢٠٢١ الساعة ٠١:٣٩ صباحاً
مشاركة |

في الأسابيع الماضية تداول الساسة، الحاشية، والحواش خبراً يقول إن تسوية دولية في طريقها إلى اليمن، وأن أولى نقاطها أن يتخلى هادي عن منصبه. كتب مقربون من هادي، ساسة وغيرهم، عن تلك المبادرة، وأبدوا اعتراضهم وتحذيرهم من المساس ب"مشروعية الدولة اليمنية". أي: بهادي.

هادي لم يقف مكتوف الأيدي، اجتمع بمجلس الدفاع [مجلس الدفاع؟]. ثم تلقى زيارة من ابن الملك سلمان. 

فعل هادي أكثر من ذلك، وليتني أدري ماذا فعل. 

في الوقت نفسه كانت السعودية قد شرعت في هولوكوستها ضد أهل اليمن [وصلت حد تجميد قيد طلبة الجامعات من الجنسية اليمنية، وإيقاف تلامذة المدارس] .. 

حصل هادي، فيما يبدو، على تطمينات فيما يخص منصبه الكبير. 

وفيما يتعلق بالهولوكوست؟

نسي هادي أن يسأل. ونسي كل الذين كانوا معه.

الآن وقد تذكروا لم يجدوا أحداً يسألونه.

إن كانت السعودية قد قررت اعتبار اليمن، كل اليمن، ثكنة حوثية، واتخذت قراراً بوضع نهاية لكل تلك الدراما [تصريحات أميركية أخيرة أكدت التزام أميركا بالدفاع عن حدود السعودية] 

فإنها ستحتاج لأمر واحد فقط، أمر لا بديل عنه ولا يمكنها التفريط فيه:

هادي.

ستتخذه غطاء ومطهراً لكل ما ستقوم به، ستنفذ الجريمة وهي تنظر إلى هادي مبتسمة.

 ثم ستلقي به إلى ما وراء الحدود عندما تصل اللعبة إلى تمامها.

لو لم يكن هادي رئيساً لليمن لما وقعت تلك الكارثة ابتداء، ولما دخلت البلاد في هذه العشرية السوداء .. 

يطرد اليمنيون بالآلاف لسبب بسيط: يمنيتهم. 

هادي هناك، هادي الذي فقد كل شيء: شرعيته، شرفه، رجولته، وطهارته [طهارته؟] هناك.

هادي لن يطرد، هادي يعيش في أمان، هادي لن يطالبه أحد بنقل إقامته ولا كفالته، هادي ينعم بالرضى، يأكل ويلد، هادي لا يشعر بالقلق، هادي لا يقلق .. ولماذا سيقلق هادي؟

فقد أكدوا له إن كل المبادرات لن تمس منصبه، فنسي أن يسألهم عن المجزرة التي حلت بشعبه.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!