اختارت السعودية اليمنيين دون سواهم، ثم قررت اقتلاعهم من وظائفهم وأشغالهم

د. مروان الغفوري
الاربعاء ، ١٨ أغسطس ٢٠٢١ الساعة ٠٢:٣٥ صباحاً
مشاركة |

اختارت السعودية اليمنيين دون سواهم، ثم قررت اقتلاعهم من وظائفهم وأشغالهم،  واختارت الفئة الأكثر أناقة والأثقل وزنا: الأكاديميين والأطباء.  

هذا التمييز، في هذا التوقيت، بهذه الكثافة، وبلا اكتراث بالتعاقدات والحقوق  .. هو سلوك نازي على العالم كله أن يدينه. 

تواصل زملاؤنا بالجزيرة فتجاهلت الأمر، وهذا متوقع في السياق السياسي الراهن. وسائل إعلام دولية أخرى جرى الاتصال بها فتجاهلت الأمر، وهو سلوك متوقع أيضا. فقد رفضت كل من نتفليكس وأمازون برايم عرض فيلم عن حياة خاشوقجي، رغم أن منتج الفيلم حاز سابقا على الأوسكار!

ما يمكننا فعله:

على المستوى الشخصي أبدي استعدادي لنشر تجارب ومعاناة ومشاهدات الزملاء دون الإفصاح عن بياناتهم الشخصية (لمن أراد مراسلتي).

شخصيا أيضا، سبق أن جردت السعودية شقيقي من منحته الدراسية في جامعة الملك عبد العزيز، ورحلته مع المهربين واللصوص في جوف الليل. كان مبتعثا من قبل جامعة الحديدة، حيث يعمل معيدا، لبرنامجي ماجستير/دكتوراه في علوم البيئة والبحار.. الأسباب كانت واهية، بل غاية في السخف، خصوصا وقد زود السلطات بكل الوثائق المطلوبة، وبتوصيات من المشرف على بحثه، وغير ذلك. 

أعرف، من تجربتنا الشخصية، قساوة وعنف تلك الجريمة. أعرف شقيقي، وهو شاب غاية في النبل والذكاء، بعد ترحيله من السعودية و"تصفية رحلته الأكاديمية" اختفى عن الأنظار وذهب يعمل في مهن بسيطة في المهرة، وقد يكون هذا هو مصير الزملاء المطردوين من أرض الحرمين. إلى أن استطعت الوصول إليه، وأرسلته إلى العزيز الدكتور بن دغر، رئيس الوزراء آنذاك، وإلى رئيس جامعة الحديدة، وتدارك الرجلان "أحلام الشاب"وأعادا له بعضا من حقه المهدر.  وابتعثاه إلى الهند لإكمال مشروعه في البيئة والطاقة. 

السعودية بلاد شديدة القسوة. وكما يقول صديقي الطبيب التركي عنها: لا تعرف المرحمة. يقصد: الرحمة.

م.غ.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!