عدن التي يُصعب شرحُها

محمد سالم بارمادة
السبت ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٤٠ صباحاً
مشاركة |

لا يزال أفق الحل السياسي في تطبيق اتفاق الرياض في مدينة عدن غائباً رغم مرور قرابة خمسة أشهر على توقيعه برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفخامة الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، فمدينة عدن تعيش في حالة فوضى . 

وهذه الفوضى تتفاقم كل يوم بسقوط قتلى وإصرار مليشيات الانتقالي على عدم تطبيق ما تم الاتفاق عليه في مدينة الرياض, لكن هذا الوضع قد يجعل البلد ينزلق إلى متاهات خطيرة، لاسيما أن المواطنين في هذه المدينة أصبحوا أكثر إحباطاً واكتئاباً بسبب عدم الاستقرار وانعدام الأمن في حياتهم, ففي الوقت الذي تنعم اغلب المناطق المحررة من المليشيات الانقلابية الحوثية بالأمن والأمان, تشتهر البعض الآخر من المدن اليمنية المحررة بارتفاع نسبة جرائم العنف والقتل والفساد من قبل المليشيات التي تسيطر عليها، الأمر الذي يجعل التعرّض للقتل أو الخطف أو حتى السرقة في أفضل الظروف أمراً لا مفرّ منه عند التجوّل في المكان الخطأ بمثل تلك المدن .

مدينة عدن العاصمة المؤقتة لكل أبناء اليمن ازداد فيها معدل القتل والاغتيال خلال الفترة القليلة الماضية, وانتشرت الجرائم المختلفة مثل السرقة والسطو على الأراضي بنسبة كبيرة, وأصبحت عدن مدينة الموت التي لا مكان فيها للفرحة بسبب فشل مليشيات المجلس الانتقالي في الحد من هذه الجرائم العنيفة, عدن التي مزقوا بقاياها بشعاراتهم الحاقدة البلهاء التي تباع وتشتري بحفنة ريالات . 

إنه زمن لم تعد فيه مدينة عدن الموطن والهوية والانتماء، حيث تحولت مدينة عدن لأداة تخدم أهواء البعض الشيطانية الخبيثة ويمارس فيها هواية القتل بتأثير أهواء وشهوات مَرَضية عدوانية، أداة تستغل في بيوت الرحمن لتحرض الابن علي قتل أبيه، والأخ علي قتل أخيه، زمن تحول به المثقف لبوق ملعون يروج لبضاعة فاسدة، أفسدت العقول وعبئت الصدور بسموم الأفاعي, زمن تحولت فيه البندقية لمأجورة تقتل لمن يدفع أكثر, زمن تُقتل فيه النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق بوضح النهار تحت ذرائع كاذبة واهية . 

العلاج يقع على عاتق الجميع أولاً وأخيراً، ويتمثل ببساطة، في الاستجابة الفورية لتطبيق اتفاق الرياض بكل بنوده, ووحدة الصف والكلمة للجميع من أجل إخراج مدينة عدن مما هي فيه, وكذا تحجيم الخارج مقابل الارتكاز إلى الداخل والخروج من المناطقية المقيتة إلى رحاب الوطنية والتخلص من الانتماءات الخارجية والاعتماد على القرار الوطني . 

أخيرا.. عطفاً على ما قلت سلفاً أقول .. يصعب شرح مدينة عدن هذه الأيام، فهي ليست درساً، تصعب كتابتها فهي ليست نصاً، يصعب قولها فهي ليست كلاماً، يصعب موتها فهي ليست قابلة للموت, هذا ليس نصاً في عدن.. إنه محاولة لفهمها، والله من وراء القصد .

حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها ممثلة في فخامة الرئيس القائد عبدربه منصور هادي من كل سوء وجعلها دوماً بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار ..

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!