الميسري بحجم وطن ورقم صعب في زمن الأصفار والامعات

جمال ناصر الميسري
الاربعاء ، ٢٢ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:١١ مساءً
مشاركة |

 

ليس ببعيد اُمطرت عدن وكانت الكارثة سيول وفيضانات وشهداء غرقاً وانهيارات جبلية هدمت العديد من منازل عدن الحبيبة وسيارات مواطنين واشياء كثيرة عينية وللأسف مـعـيـن لم يحرك ساكن ولم يوجه بالتعويض او اعادة بناء ممرات السيول او ، او، بل اكتفى بمراقبة الوضع عن بعد ، فواجه أبناء عدن محنتهم بصمت و تجرعوا مرارات الألم دون الرجوع لأحد ، معتمدين على أنفسهم والتكافل الاجتماعي المألوف في عدنهم .

وها نحن اليوم امام كارثة اخرى ، نسبة الوفيات والضحايا أكبر بكثير مما سبق ، أما المنازل التي انهدت على رؤوس ساكنيها فحدث ولا حرج ، ناهيكم عن عشرات السيارات الني جرفتها الفيضانات ،  متاجر بأكملها انتهت وافلس أصحابها ، وخزانات مياه المواطنين انتهت ، اي ان الاضرار كبيرة فوق مايتخيله القارئ الكريم او شاهده بمقاطع فيديو .

كـالـعـاده الكل يتخلى عن عدن في اللحظات العصيبة فلم ولن تجد حثالات المجتمع يهرعون لانقاذها ، بل ستجد ابنائها يتسارعون للذود عنها او لانقاذ ماتتعرض له من كوارث طبيعية ... وفي السلم يأتونك يجرون الحديد ليدمروا ونهبوها ويتنمروا على أهلها. 

لم نتوقع من الانتقالي وهو المسيطر على عدن ان يخرج لنا ببيان هزيل ووضع نفسه محل سـخـريـة ، وهو ( رفع الحظر عن المواطنين) .... بينما كنا نتوقع ان يحركوا كل سيارات الدفاع المدني والمجاري لشفط المياه وابعاد ضرر السيول . وكذلك اصدار الاوامر لكافة شيولات البلدية والانشاءات لرفع مخلفات ركام المنازل المحطمة او او او ... ولكن حججهم الواهية نحن لسنا دولة .

أما بطلنا المغوار مــعــيـن في فيضانات مأرب كتب تغريدة للاخ سلطان العرادة ارجو ابلاغنا بحجم الأضرار والتعويضات لتتمكن الحكومة من اتخاذ الإجراءات اللازمة ...هناك دولة يامعين لم تكن مأرب وسكانها بحاجتك ،فالعرادة سكّن كل النازحين والمتضررين في فنادق حتى يتم استكمال الوحدات السكنية التي أمر ببنائها .

ففي فيضانات عدن رأينا معين يشحت بصورة وقحة ويتسول من الدول الشقيقة بأسم عدن حتى يتمكن من الاستحواذ على هذه المنح والهبات ، يامعين كان يفترض تحرك شيولات وزارتك لفتح مجاري السيول واستبعاد تلك الحواجز أمام البنك التي أغرقت المدينة بسببها  ، المنصب أكبر منك بكثير  فاستقال انك اصبحت ملحة جداً ... فرجل الدولة يجب ان يتصرف بما تقتضيه الحاجة حينها ، ولم ينتظر الاوامر من اجندات خارجية مثلك .

الميسري رجل دولة وانسان تحركت مشاعره ووجدانيته عندما رأى ذلكم الموقف الإنساني اربعة من شباب عدن ينقذون رجل مسن جرفه السيل فسارع بتكريمهم وامر بترقية اثنين منهم وترقيم الآخرين هذه هي رجالات الدولة ..... كم انت كبير يا مـــيـــســـري رجل بحجم وطن ورقم صعب في زمن الاصفار والامعات والمنبطحين.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!