اليمن تحترق والمسؤولون مشغولون بامتيازاتهم

د. عادل الشجاع
الاثنين ، ٢١ يونيو ٢٠٢١ الساعة ٠٢:٢٥ صباحاً
مشاركة |

نكبة اليمن أساسا في القيادات التي وضعت في مكان المسؤولية وهي لا تعي ماهي المسؤولية ، قيادات لا تقبل التغيير ولا التبديل وكل همها توريث الأبناء والأقارب ، قيادات تواطأت على خراب بلد كان متألقا ديمقراطيا ، شفطت كل ما استطاعت من موارد البلد وتركت الشعب يغرق في فقره وحولت البلد إلى هيكل من عظام ، باعت القرار الوطني للخارج الذي أتاح لعصابة الحوثي الإرهابية أن تمتص ما تبقى من رمق ومرق كما يقولون ، وأوصلت الموت إلى كل بيت ووسعت المقابر وزرعت الجثث في كل شبر من تراب اليمن.

أجراس الفجيعة تصدح على ألسنة التقارير الدولية بأن 80% من الشعب اليمني تحت خط الفقر وقيادات البلد تكدس ثرواتها المسروقة في البنوك الدولية والفقراء ينزفون صديدا طافحا ، لا يعرفون إلى الكهرباء ولا المياه النقية طريقا ، مرتباتهم مسروقة وحياتهم خالية من الوقود والدواء والغذاء وأولادهم يتعلمون فنون القتل ليقتل بعضهم بعضا في سبيل أن تبقى حياتهم ملكا للمليشيات والعصابات.

نسلم بأن كل هذا الخراب تتحمل مسؤليته إيران ومليشياتها من الحوثيين ، لكننا لا نجهل أن مسؤولية الشرعية ومن ورائها التحالف تبدو ظاهرة ، فالتحالف ترك اليمن تتداعى قوائمه ولم يدرك أنه سرة الأمن القومي العربي ، وأنه يقود معركة نيابة عن العرب جميعا ، وعن الأماكن المقدسة تحديدا والتي أكد التاريخ أن استهدافها يأتي دوما عن طريق اليمن ، وما غزو الأحباش عنا ببعيد ، ودخول الفرس لمواجهة الأحباش يؤكد ذلك.

بغباء إستراتيجي أو بمصالح آنية تفتقر إلى الأسس الصحيحة حول التحالف اليمن إلى ساحة وملعب مفتوح للحرب ولتوحش النفوذ الإيراني ولسلاسل المليشيات المتوالدة بدعم من التحالف ذاته وبتمويل منه ، من دون أن نسمع عن مبادرة عربية لإنقاذ اليمن ومن ثم إنقاذ ما تبقى من المشروع العربي ، بل نجد دول الخليج تشبع شهوة الانتقام لديها وتتلذذ بمص دم أصابعها ، ولا تجدع سوى أنوفها فيما تحدثه من خراب في اليمن.

أما النخب السياسية اليمنية فهي تعيش حالة انفصال عن الناس ومعاناتهم ، وتبدو هذه النخب منهمكة في العمل من أجل مصالحها الضيقة ، وقد وصل منحنى التردي إلى نقطة القاع ، حتى أضحت صورة أحدهم مع زايد بن سلطان هي أداة التعريف للفت بن زايد إلى هذه النكرة التي كانت معرفة لو أنها التصقت بحجم بلدها الجغرافي والتاريخي وبموقعها على كرسي المسؤولية ، لكن من يهون يسهل الهوان عليه.

وبالعودة إلى أزمة قيادات الشرعية والتحالف الداعم لها ، نجد ضبابية في معرفة أسباب تعثر عودة الحكومة إلى عدن ، ولماذا تصر السعودية على تغييب السلطة المسؤولة التي يمكنها أن تكون واجهة لليمنيين وأمام المجتمع الدولي ، ولماذا هذا الأصرار على أن تلعب المملكة دور طبيب التخدير ، أمام الإمارات التي تلعب دور الطبيب الممسك بمشرط العمليات.

يبدو المشهد ضبابي ولا يدري المواطن اليمني إلى أين هو ذاهب ، ربما يدرك وضوح إيران فيما تريده من اليمن ، كونها تفاوض على ملفها النووي ومشروعها الصاروخي ، بالإضافة إلى ما يشاهده من نتائج على الأرض في لبنان والعراق وسوريا ، لكنه لا يدري ماذا ينوي أن يفعل التحالف بنا ، لقد فرح كثيرا بجمع الرياض للشرعية والانتقالي واعتقد أن الأشقاء في المملكة قد أدركوا حجم الخطر الإيراني ،لكنهم اتخذوا منحى مرنا مع الانتقالي يثير الاستغراب ، لأنه يقوي المعطلين والفاسدين والتدميريين ، وساعد هذا الاتفاق الانتقالي على تعويم نفسه لمواصلة انقلابه على الشرعية.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!