مؤشرات مواجهة عسكرية وشيكة في ابين وعدن

ياسين التميمي
الجمعة ، ١٧ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ١٠:١٤ مساءً
مشاركة |

مؤشرات مواجهة عسكرية وشيكة في أبين وعدن

الوضع في أبين يؤشر إلى أن المحافظة مقبلة على تطور عسكري مهم خلال الأيام إن لم يكن خلال الساعات القادمة.. التحشيد العسكري بين شقرة وزنجبار يبدو أنه بات بديلاً للفشل الذي أفضت إليه المحادثات التي رعاها ضباط سعوديون ومحافظ المحافظة اللواء أبوبكر حسين وضباط من الجيش وآخرون من الانتقالي ووجهاء قبليون.

على خلفية ما تم إعلانه يوم الثلاثاء من تفاهمات بين القوات الحكومية وتلك التابعة للمجلس الانتقالي لتقاسم إدارة الأمني في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، سرى اعتقاد بأن التفاهمات من شأنها أن ترسي نمطاً من التعايش في هذه المدينة بين الحكومة والمتمردين.

لقد كان ذلك يرسل إشارات سلبية للغاية فيما يتعلق بمستقبل المحافظات الجنوبية، والدور السعودي الذي يقف خلف هذه الترتيبات، لكن التوتر على مشارف زنجبار مرده إلى أن المطلوب من المجلس الانتقالي أن ينفذ اتفاق الرياض بما يعنيه ذلك من انسحاب وتسليم أسلحة وإخلاء الطريق أمام الدور المفترض للجيش الوطني والأجهزة الأمنية التابعة للشرعية وللسلطة المحلية لتقوم بدورها.

التوتر كشف عن وضعية يائسة للمجلس الانتقالي، فكل ما يستطيع أن ينجزه هو المزيد من التهديدات والاستعراضات والتحشيد الذي لم يعد يتوفر على إمكانيات من شأنها أن تعدل كفة المواجهة المحتملة كما كان الحال عندما كان المعسكر الإماراتي في البريقة يتدخل بالإمدادات وبالأباتشي لحسم المواجهات وتكريس نفوذ الانتقالي خلال الفترة الماضية.

الأنباء الواردة من أبين تشير إلى انسحابات لمقاتلين تابعين للانتقالي من مسرح المواجهات باتجاه محافظة لحج، وهذا يعني أن المحاولات اليائسة للمجلس الانتقالي والتي تشمل الدعوة إلى التجنيد خصوصاً في مدينة عدن.

اللافت في تطورات ابين أنها تتزامن مع ما يقال إنه مغادرة شبه جماعية لممثلي المنظمات الدولية من مدينة عدن، وهذا الإجراء في الغالب يرتبط بتوقعات سلبية بشأن مستقبل الصراع والذي يبدو أن عدن ستكون مسرحه الرئيس وليس أبين، لأن الهدف النهائي هو أن يغادر الانتقالي تصلبه الراهن ويفسح المجال للسلطة الشرعية لتقوم بدورها استناداً إلى صلاحياتها الدستورية وما نص عليه اتفاق الرياض.

لا يمكن فصل ما يجري في محافظة أبين عما يجري حالياً في سقطرى، إنها الترتيبات الهادفة إلى إرباك المشهد في مناطق يهيمن عليها سعوديون ويتحملون مسؤولية استقرارها الأمني، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الإمارات وبالذات أبوظبي تلعب دوراً سيئاً بهدف إرباك المشهد والدفع بالفوضى إلى ذروتها.

هذا يشير بوضوح إلى أن التفاهمات السعودية الإماراتية باتت تقتصر فقط على التغريدات المراوغة التي يصدرها وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، وتعطي انطباعاً بأن أبوظبي على وفاق تام مع السياسات السعودية في اليمن.

لا شيء من هذا بالطبع فالصدام موجود وتتجلى مظاهره في أعمال التقطع التي تستهدف قوافل المساعدات العسكرية السعودية لقوات تقاتل الحوثيين في البيضاء خلال مرورها في الطريق المؤدي إلى يافع ومنها إلى الزاهر المجاورة التابعة لآل حميقان أو في لودر وهي في طريقها إلى معسكر حكومي هناك.

 وتتجلى في التعنت الذي يظهره المجلس الانتقالي والقوات التابعة له إزاء الترتيبات المتصلة بتنفيذ اتفاق الرياض، وتتجلى في سلسلة التمردات التي ينفذها قادة وعناصر تابعة للانتقالي ومعظمها مرتبطة مناطقياً بقادة المجلس الانتقالي الذي ينتمي معظمهم للضالع ويافع.

الإمارات انسحبت من اليمن عسكرياً لتبقى مشاركتها ضمن التحالف تضامنية أكثر من أي شيء آخر وحارسة لآخر التحالفات الإقليمية التي تأسست على نية التخريب في منطقتنا وهدم ما بنته الشعوب بعرقها ودمائها حتى تصل إلى الحرية والكرامة والديمقراطية.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!