الأحرار الخونة

د. عادل الشجاع
الاربعاء ، ٠٢ يونيو ٢٠٢١ الساعة ٠٣:٠٩ صباحاً
مشاركة |

تريدون أن تعرفوا من هم الأحرار الخونة ، إنهم أولئك الذين يتصدرون المشهد السياسي ، ويرتدون أفخم الملابس ويملكون العقارات في الداخل والخارج ويقتاتون على دماء اليمنيين ويتحدثون عن السيادة وهم عبارة عن حراس لدول ، يتظاهرون بالحرية أمام شعبهم وهم مجرد عبيد لدى من جندهم ضد وطنهم.

من يستطيع أن يجد لفظا مناسبا لهؤلاء الذين سلموا وطنهم لدول أخرى جندتهم لحراستها والدفاع عنها واستعباد شعبهم ، فليقل لنا عليه ، فنحن أمام حالة عجيبة نعيشها ، حيث أصبح الخونة يتفاخرون بخيانتهم لشعبهم ووطنهم ويفتخرون بتبعية بلدهم لهذه الدولة أو تلك.

يدعون تحرير المواطن ويسمحون باحتلال الوطن ، ويدعون الحرية وهم خونة ، نحن أمام أمثلة حية لمن أراد أن يلقي السمع وهو شهيد ، فبعد ست سنوات من الحرب ، لم يحرر التحالف العربي اليمن من إيران ، بل احتل أجزاءا منها ، ولم يعد الحوثيون السيادة الوطنية التي زعموا أنهم جاؤا لاستعادتها ، بل اوغلوا في جراليمن نحو إيران ، فلا الدولة عادت ولا اليمن تحررت.

لم ننتج سوى مليشيات تأتمر بأوامر مموليها ، وتعددت الجبهات لتكون شاهدة ومعبرة عن ضياع السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني اليمني وعن رهنها لمستقبل اليمن للمحاور الإقليمية والدولية.

يتلقون الأموال من الخارج ويدعون أنهم وطنيون ، يستلمون مرتبات عساكرهم من الخارج ويدعون أنهم مستقلون ، ودساتير الدول وأعرافها ، بما فيها دستور اليمن يجرم استلام الأموال من الخارج ويعتبرها عمالة وخرقا فاضحا للسيادة الوطنية وهم يعتبرونها قمة الوطنية.

نحن أمام كيانات تضحي بالمصالح العليا لليمن ، تضحي بسيادة اليمن ووحدة ترابه البرية والبحرية والجوية وتضحي بثرواته ، بسبب مناكفاتها الداخلية وارتهانها للخارج ، وتصر على أنها تريد تحرير الوطن والمواطن ، لذلك ليس مستبعدا أن تتحدث إيران أو الإمارات أو السعودية باسم اليمن.

نحن أمام كيانات تعتقد في نفسها الحرية وأنها تناضل من أجل السيادة وهي في حقيقة الأمر تعمل لصالح قوى خارجية ، تسهل لها الاستيلاء على الوطن ومقدراته وتستعبد مجتمعها وتعبث بأقدارهم والأدهى من كل ذلك أنها تعمل كل ذلك في العلن ، تعتقد في نفسها الحرية ، لكن الخيانة تجري في دمائها.

الخونة أعلنوا عن أنفسهم ولم يتحرجوا وأصبحوا يأخذون التمويل العسكري دون مواربة ، فمتى سيصحوا الجمهوريون لينتشلوا جمهوريتهم من مخالب الخونة الذين يعملون تحت شعار الطائفية والمناطقية ، متى سيصحوا أولئك الذين يعتبرون اليمن لجميع أبنائه؟

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!