إلى أين تسير البلد؟

رضوان الهمداني
الجمعة ، ٢٨ مايو ٢٠٢١ الساعة ١١:١٧ مساءً
مشاركة |

كلما تعبت من العشم في شخص الرئيس، اتذكر حديثه في مؤتمر الحوار الوطني وهوي يقول ”ورطوتني” وادرك خطورة ما نحن قادمون عليه.

الرجل فيما يبدو اصبح غير آبها بما يجري في البلد او انه اصبح عاجزا عن فعل شيء او ان صمته لشيء لا نعلمه.

لقد اربكنا جميعا ولست في وارد القسوة عليه او ذمه.. انا فقط اجول بخاطري في كل هذا الفراغ بلا إجابة منطقية.

إلى أين تسير البلد؟

سؤال هو الأصعب والأكثر بعثا للتوجس والخيفة في تاريخ اليمن.

بعد عامين من الحرب كنت كلما التقيت او تواصلت مع مسئول محسوب على الشرعية اشعر كم انهم مسلمين بعودة الإمامة، أتذكر ان احدهم عزمني بمنزله في احدى الدول خارج اليمن وبمجرد ان رأيت مقلى السلتة والمداعة مركونة بزاوية المجلس حتى ادركت ان الجميع يرتبون وضعهم للحياة خارج اليمن وأن فكرة العودة ستشابه حق العودة لفلسطيني الشتات.

ربما كانوا اكثر فهما للطريقة الفاشلة التي تدار بها اخطر مراحل اليمن، فيما كنت محتشدا بالشعارات الفارغة ولغة الانتصار الخشبية وعديمة القيمة.

يمكنني أيضا توزيع صكوك الوطنية كما هو حال مجموعة الاغبياء وهم يفصلون الوطنية على مقاسات احزابهم ووعيهم المتشكل في لحظات غيبوبة الانتماء، لكنها تنطوي على خفة مستفحلة يصعب ادراكها.

أتذكر اني اشدت يوما بتعيين علي محسن نائبا للرئيس لما للرجل من علاقات وثقل سياسي وقبلي في الشمال وأنه سيفكك المنظومة المساندة للإمامة في الشمال دون وعي.

لكني أتذكر جيدا ان الدكتور اليساري معن دماج دخل ساخرا من منشوري، بينما كنت اسخر من عدم ادراكه لما أقوله له بان الامامة ستعود او الحوثي سيكتسح صنعاء.

لقد راهنت على الرجل رغم اني لا احبه لماضيه السابق ومفهومة البالي لفكرة الدولة الوطنية والعدالة والنصر، لكني ابدو مثل الغريق الذي يتعلق بقشة.

توقفت عن نقد جماعة المجلس الانتقالي، وهو نقدا كانا احمقا بالفعل، رغم خفة قياداته وتعاطيهم مع القضايا الوطنية وسلقهم لمفاهيم اليمن والتعايش والدولة والهوية وحتى الانفصال بعد ان كان بإمكان الزبيدي ان يقدم نفسه كطرف ثالث يلتف الناس حوله بعد انا ضاقوا ذرعا بالحوثية في صنعاء والشرعية في عدن.

اليوم، اراهن على طارق ومن معه، ادرك ان الطريق وعرة أمامه، وان اليمن التي عرفناها في السابق لن تعود بسهولة، لكن هذا ما اجده امامي بعد ان فشل نموذج الاخون في تنظيف مجموعة احياء في تعز ووضع حد للصعاليك والمفصعين.

كيف على طارق ان ينجح في تحرير الشمال بعد ان شعر التحالف الذي ضخ المليارات لانتصار الشرعية بالإحباط والخذلان من خداع المحسوبين على الشرعية وانهم ليسو رجال رجال دولة، ولولا حسابات عدة لكشفت السعودية خاصة عن ارقام ستصيب اليمنيين بالذهول.

ان كنت اخواني تتحلى بذرة عقل ولازلت تتطلع للعودة لليمن فعليك ان تراهن على قوات طارق.. وان كانت امعاء بطنك تتعارك بسبب ذكر اسم عفاش، فتذكر اننا جميعا عشنا السيادة في عهده وتعلمنا الكتابة والقراءة وان حزبك وانت شخصيا كنت تعيش في بلدك حرا وتعبر عن قناعاتك بكل شجاعة، ودعك من الأفكار الكاذبة التي تحاول ان تروج لها انت ومن معك. 

وان كنت تعيش في الخارج وامورك المادية جيدة، فنعرف موقفك وشعاراتك الكاذبة والبالية، مقارنة بمن هو متورط بالبقاء في الداخل او عالقا في الخارج وحالما بالعودة.

لقد تورطنا وانتهى الأمر، والمكابرة والشعارات الفارغة لن تخرجنا من الهاوية.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!