2020/12/02
ثورة 2 ديسمبر.. منارة عهد جمهوري جديد

رسَّخت ثورة 2 ديسمبر في العام 2017م، المفاهيم الثورية لدى ملايين اليمنيين، منذ لحظة إعلان الرئيس اليمني السابق الزعيم علي عبدالله صالح إطلاق شرارتها الأولى وتوليه قيادتها بكل شجاعة وتفان وطني، لارتباطها الوثيق وامتدادها لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، اللتين حملتا مشاعل التحرر من براثن الإمامة ودمامة المحتل، في ظل ما يعانيه الوطن من الاماميين الجُدد.

الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، كان الأمل الوحيد لملايين اليمنيين، فقبل أن يكون رئيساً لأكبر حزب في الساحة ’’المؤتمر الشعبي العام’’، هو الشخصية السياسية والقيادية الأكثر قدرة على إدارة الأزمات والحروب، وإنقاذ شعبه من بين ألسنها، حيث نجح طيلة سنوات حكمه للبلاد في إخماد العديد منها، على الصعيدين المحلي والدولي، فضلاً عن قدرته في إدارة الملفات السياسية الدولية مع الأشقاء والأصدقاء، دون ضرر أو ضرار، منتصراً في جميعها للشعب والوطن وسيادته، بحسب تأكيد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الديمقراطي ’’حشد’’، ناجي بابكر.

ويضيف بابكر، في حديثه لوكالة ’’خبر’’، ومنذ سيطرة المليشيا الحوثية على معظم مناطق البلاد في سبتمبر/ أيلول 2014م، كان الزعيم الشهيد ’’صالح’’، شوكة ميزان، بالرغم من محاولة قوى دولية وأخرى محلية مدعومة خارجياً جرِّه إلى مربع الاحتراب، وفشلها في إيجاد موطئ قدم خارجية على أرض اليمن، من خلال تقديم تنازلات جمَّة آخرها نقله السلطة إلى نائبه -آنذاك- عبدربه منصور هادي.

وفي حين وجدت نفسها تلك القوى محاطة بالفشل، بينما اليمن أرضا وإنسانا ما يزال واقفا على قدميه، لجأت إلى دعم المليشيا الحوثية بشكل مباشر وغير مباشر، وقدَّمت البلاد -باسناد من اذرعها الداخلية- على طبق من ذهب، بينما لجأ الزعيم ’’صالح’’ إلى الشعب، فهو لم يقبل أن يكون خادماً لسواه، وقال ذلك مراراً وبعدِّة خطابات.

اختار ’’صالح’’ الشعب والوطن، وعمل لكليهما، فكان صوته مجلجلا، وحضوره حُساما، ومع تمادي صلف المليشيا طيلة الثلاث السنوات الأولى من الحرب، وصمّ أذنيها تجاه المناشدات الشعبية بتوفير ولو أبسط الخدمات مثل الماء والكهرباء والصحة والتعليم والرواتب -اخذين بعين الاعتبار ما تمر به البلاد من حرب- كبرت المعاناة ونزح ملايين المدنيين واكتظت المعتقلات بالمئات من الأبرياء، بالمقابل تنامت ارصدة قيادات ونافذين حوثيين وطفا على السطح فجأة نشاط تجاري وعقاري لهم وغيره، كان لا بد لـ’’صالح’’ أن يجدد نصحه لتلك المليشيا علَّها تعود إلى صوابها، مخاطبا قيادات وقواعد حزبه وحلفائهم ومناصريه بمزيد من الصبر.

مفاهيم الولاء الوطني

مراقبون وسياسيون، أكدوا أن ’’سياسة النفس الطويل’’ التي يتَّسم بها ’’صالح’’، أوتيت ثمارها، ونجحت بتقديم حقيقة صورة تلك العصابات الكهنوتية والارهابية التي لا تعترف إلا بادعائها (الحق الإلهي في الحكم والثروة)، وغالبا ما أكد الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ’’لسنا متحالفين لكننا وجدنا أنفسنا في خندق من دون تحالف’’، مجسدا بذلك مفاهيم وقيم الولاء للنظام الجمهوري دون سواه، والحفاظ على أهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر العظيمتين، التي شكَّلت انتفاضة 2 ديسمبر 2017 امتدادا لهما، وانتصارا لدماء ثوارهما وتضحيات أبناء الشعب طيلة عقود.

الزعيم ’’صالح’’ وبندقيته

وما إن دعا الزعيم صالح في 2 ديسمبر عبر خطاب متلفز إلى الانتفاضة الشعبية ضد الكهنوت الحوثي، وتصدر واجهة المشهد الثوري وبندقيته بيده متمنيا الشهادة في سبيل الله والوطن، رافضا مساومة المليشيا بالتخلي عن القضية الجمهورية مقابل مصالح شخصية ودنيوية، إلا تنفَّس ملايين اليمنيين الصعداء وبدأت تتهاوى أصنام المليشيا في قلب العاصمة صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية، فيما زعيم المليشيا يلوك الخطابات من كهوف صعدة.

ويرى محللون سياسيون، أن الزعيم ’’صالح’’ بقيادته انتفاضة 2 ديسمبر قلب الطاولة على المليشيا الحوثية وهدم معبد طغيانها فوق رؤوس قياداتها، كما أنه كان طوق النجاة الوحيد لهذا الشعب ولم يخذله، بعد أن فقد ثقته برئيس الدولة وكبار قياداتها العسكريين وقادة الأحزاب السياسية المعارضة بعد تخليهم عنه وفرارهم إلى خارج البلاد، وتركه يواجه مصيره وحيدا.

وبحسب المحللين السياسيين، كان الزعيم ’’صالح’’ يدرك أن التفاف الملايين حوله هو نابع عن ثقتهم بقيادته وحكمته في إنقاذ هذا البلد وأن كلَّفه ذلك التضحية بنفسه في سبيله والوطن فبادله ذات الوفاء، ولم يساوم به بالرغم مما قدمته المليشيا من عروض مقابل تخليه عن شعبه، لإيمانه بان تقديمه أي تنازلات ستنعكس سلبا على شعب سلَّمة دفة قيادة مركب البلاد، وستزرع في نفوسهم المساومات، وهو ما لم يقبله لنفسه وشعبه، ليختار الدفاع عن الجمهورية والشعب متوجا مسيرته النضالية بالشهادة.

الوصايا العشر

ويؤكد المحللون، أنه كان لـ’’صالح’’ ما أراد.. أسَّس القيم والمبادئ والتضحية طيلة سنوات حكمه وبعد مغادرته السلطة، حتى خط وصاياه الثورية العشرة بدمه، وجلّها امتداد لأهداف ثورتي سبتمر وأكتوبر اللتين أخرجتا الشعب اليمني من براثن الإمامة وكهنوتها في شمال الوطن، ودحرتا المحتل الأجنبي من جنوبه، بينما بقيت دماء قياداتها ومشعلي مصابيحها أمانة في أعماق اليمنيين.

والوصايا العشر التي أوردها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح: ’’دافعوا عن الحرية والجمهورية- لا تقبلوا الأوامر الحوثية ـ تمسكوا بالمؤسسة العسكرية ـ انتفضوا للثورة والوحدة ـ حافظوا على الأمن والاستقرار ـ اختاروا قيادة جديدةـ استمروا في الصمود ـ التصافح والتسامح ـ السلطة ملك الشعب ـ لا ترضخوا للتعسف الحوثي’’.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news8459.html