2020/11/19
محمد جميح يكشف عن الخطوة الوحيدة التي تعرقل تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة.. ومن الطرف المعرقل؟

كشف مندوب اليمن لدى اليونسكو، الدكتور محمد جميح، عن الخطوة الوحيدة التي تعرقل تنفيذ اتفاق الرياض، وتشكيل الحكومة.

وقال ’’جميح’’ إن ’’الخطوة الوحيدة التي تعرقل تنفيذ اتفاق الرياض هي عدم تنفيذ الشق الأمني والعسكري من الاتفاق، وهي آخر وأهم خطوة تنتظر التنفيذ’’.

وأضاف، أن ’’معظم الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق تم تنفيذها’’ وأنه ’’بمجرد الاتفاق على الشق الأمني، فإن الأمر لا يتطلب أكثر من لحظة يصدر فيها الرئيس قراراته بتعيينات الوزراء’’.

جاء ذلك في منشور لـ’’جميح’’ على فيسبوك، رصده محرر ’’المشهد الدولي’’، وفيما يلي نصه:

إنك لا تكسب دون تضحية

محمد جميح

الخطوة الوحيدة التي تعرقل تنفيذ اتفاق الرياض هي عدم تنفيذ الشق الأمني والعسكري من الاتفاق، وهي آخر وأهم خطوة تنتظر التنفيذ.

معظم الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق تم تنفيذها:

تم تعيين رئيس الوزراء.

تم تعيين محافظ ومدير أمن لعدن.

تم خفض عدد الحقائب الوزارية.

تم التوافق على الحقائب الوزارية بين المكونات.

تم اعتماد المناصفة حسب مواد الاتفاق.

أسماء المرشحين للوزارات رفعت.

الحكومة شبه جاهزة، وهذا شبه إنجاز للاتفاق.

بمجرد الاتفاق على الشق الأمني، فإن الأمر لا يتطلب أكثر من لحظة يصدر فيها الرئيس قراراته بتعيينات الوزراء.

الشق الأمني والعسكري هو الأصعب دائماً في كل الاتفاقات وهو الذي يفشل الاتفاقات، وفي 2014 رفض الحوثيين تنفيذ الملحق الأمني من ’’السلم والشراكة’’ بسحب مليشياتهم خارج صنعاء والمدن الأخرى، وجاءت الحرب.

لا نريد للشق الأمني والعسكري أن يفجر اتفاق الرياض.

لا شك أن الجميع أسهم في محادثات تشكيل الحكومة، ولا شك أن حالة من عدم الثقة تجعل الجميع يتوجس من تنفيذ الالتزامات الأمنية والعسكرية المنصوص عليها في اتفاق الرياض، ولا شك كذلك في أن تشكيل الحكومة وعودتها إلى عدن دون تنفيذ الالتزامات الأمنية سيجعلها عرضة للابتزاز والمساومة، وربما يعرض حياة المسؤولين للخطر.

تنفيذ الشق الأمني مهم لعمل الحكومة في بيئة مدنية، ومهم لتوحيد الجهود ضد الانقلابيين الحوثيين الذين لم يسلم منهم أحد، ومهم لمنع عسكرة الحياة الاجتماعية في عدن والمدن الأخرى، بل ومهم للأحزمة الأمنية والقطاعات العسكرية نفسها، لأن تلك القطاعات والأحزمة والوحدات تعاني اليوم من أزمات مالية يمكن للحكومة أن تساعد على حلها حال تشكيلها وعودتها إلى عدن، ودمج تلك الوحدات ضمن المؤسسات الرسمية.

لا يمكن أن تكسب إذا كنت تصر على أن تكسب وحدك، ولا يمكن أن تأكل اللحمة وتحتفظ بالكبش حياً، لابد من أن نعي جميعاً أن الحياة ليست مكايدات وحسب، ولابد أن نعي أن ملايين اليمنيين، لديهم مشاكل في قطاعات الماء والكهرباء والصحة والطريق والمدرسة والتنمية والحرب والإغاثة والقائمة تطول. هذه المعضلات ينبغي أن تتضاءل إزاءها معيقات تشكيل الحكومة.

وضع الناس المعيشي، وحالة التراجع على كل الصعد، كل ذلك يحتم على المكونات اليمنية الخروج من دائرة التفكير الضيقة التي تمنع حتى اللحظة تشكيل الحكومة.

اتفاق الرياض انجاز كبير ليس للرياض وحدها، ولكن في المقام الأول لليمنيين الذين يعانون على المستويات كافة، ولذا فإن أحداً لا يخسر بتنفيذه، ولكن الجميع خاسرون حال فشله.

ولا ننسى في الأخير أن المماطلة في التنفيذ لن تجدي، وليست دليل ذكاء من يماطل، بل الذكي من خرج وأخرج شعبه من ضنك العيش ونتائج الحروب التي كانت بدورها نتيجة حتمية لانقلاب الحوثيين الذين يشنون الحرب على شعبنا منذ 2004 دون توقف.

والقول الذهبي هنا: إنك لا تنجح وحدك، ولا تكسب وحدك، ولكن نجاحك وكسبك مرتبط بنجاح الآخرين ومكاسبهم، ومخطئ من يظن أن نجاحه سيأتي من إفشال الآخرين، أو أن مكاسبه لن تكون إلا إذا خسر غيره، وكم هو مخطئ من يظن أنه يمكن أن يكسب دون أن يقدم التضحيات.

’’وعلى الله قصد السبيل’’.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news8141.html