2020/11/17
بومبيو يزور اسطنبول لكن بدون لقاء المسؤولين الأتراك

أجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زيارة الثلاثاء لاسطنبول تتمحور على ’’الحرية الدينية’’ من دون أن تتضمن أي لقاءات مع المسؤولين الأتراك رغم تأكيده أنه يريد ’’اقناعهم’’ بوقف تحركاتهم ’’العدائية’’.

بدأ بومبيو زيارته التي أثار برنامجها انتقادات انقرة بلقاء بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول، الزعيم الروحي للكنيسة الارثوذكسية، في مقر البطريركية قبل أن يقوم بجولة في مسجد رستم باشا القريب.

وبرفقة زوجته والسفير الأميركي في أنقرة ديفيد ساترفيلد، التقى بعدها في فندقه بالقاصد الرسولي في تركيا بول راسل.

وكان من المقرر أن تتناول هذه اللقاءات ’’مسائل دينية في تركيا والمنطقة’’ على أن يؤكد ’’الموقف الحازم’’ للولايات المتحدة حيال هذه المواضيع التي جعلها بومبيو على رأس أولياته في مجال حقوق الإنسان.

وقال مسؤول أميركي لصحافيين ’’هناك بالتأكيد أمور يمكننا مناقشتها’’ في مجال الحرية الدينية في تركيا منتقدا ضمنيا أداء تركيا.

وكانت تركيا أثارت موجة انتقادات في العالم المسيحي في تموز/يوليو عبر تحويلها كاتدرائية آيا صوفيا السابقة، المصنفة ضمن التراث العالمي للبشرية، الى مسجد بعدما جعلتها في السابق متحفًا.

واحتجت مجموعة صغيرة من المتظاهرين بدعوة من جمعية قومية، قرب مقر البطريركية على زيارة بومبيو ورددوا ’’يانكي (أيها الأميركي)، عد الى بلادك’’ بحسب مصور لوكالة فرانس برس.

وعبرت الخارجية التركية عن امتعاضها من برنامج زيارة بومبيو مؤكدة أن الحرية الدينية ’’محمية’’ في تركيا. وقالت انقرة ’’سيكون من المناسب أكثر للولايات المتحدة أن تنظر في المرآة وتفكر بالعنصرية ومعاداة الاسلام وجرائم الحقد على أراضيها’’.

وتجازف واشنطن بالتالي بفتح جبهة جديدة في حين أن العلاقات الثنائية تعاني اساسا من عدة نقاط خلاف.

- عقوبات ’’محتملة جدا’’ -

وفي غياب لقاءات ثنائية، لن يتمكن بومبيو من أن يناقش مع السلطات التركية الخلافات الكثيرة التي عددها الاثنين في ختام لقاء عقده في باريس مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

وقال لصحيفة ’’لوفيغارو’’ الفرنسية ’’الرئيس ماكرون وأنا أمضينا الكثير من الوقت في مناقشة تصرفات تركيا الأخيرة واتفقنا على أنها شديدة العدائية’’.

واشار خصوصا إلى ’’دعم تركيا لأذربيجان’’ و’’حقيقة أنّها زرعت قوات سورية في المنطقة أيضاً’’، في إشارة إلى مرتزقة سوريين أكّدت يريفان أنّ أنقرة أرسلتهم لمؤازرة القوات الأذربيجانية في ناغورني قره باغ.

وأضاف ’’بحثنا أيضاً في ما تقوم به تركيا في ليبيا حيث أدخلت أيضاً قوات من دول أخرى، وأفعالها في شرق البحر المتوسط، والقائمة تطول’’.

وشدّد الوزير الأميركي على أنّ موقف بلاده هو أنّ ’’تدويل هذه الصراعات مؤذٍ ويضرّ بكل الدول المعنية، لذلك طالبنا كلّ الدول بوقف تدخّلها في ليبيا، سواء كانت روسيا أم تركيا أم سواهما’’.

وأضاف ’’الشيء نفسه في أذربيجان’’ حيث إنّ ’’الاستخدام المتزايد للقدرات العسكرية التركية يقلقنا’’.

واعتبر بومبيو أنّه ’’يجب على أوروبا والولايات المتحدة العمل معًا لإقناع (الرئيس رجب طيب) أردوغان بأنّ مثل هذه الأعمال لا تصبّ في مصلحة شعبه’’.

وبرعاية موسكو، أبرمت أرمينيا وأذربيجان اتفاقاً لوضع حدّ للحرب التي اندلعت بينهما في نهاية أيلول/سبتمبر في إقليم ناغورني قره باغ، لكنّ هذا الاتفاق اعتبر مذلّاً ليريفان لأنّه كرّس المكاسب الميدانية التي حقّقتها باكو في الحرب.

وتضاف هذه المواضيع الى الخلافات بخصوص شراء انقرة نظام الصواريخ الروسية اس-400 والذي يفترض أن يؤدي، بحسب القانون الاميركي، الى عقوبات أميركية لكن تركيا حصلت على ارجاء من ترامب الذي كان حريصا كما يبدو على الحفاظ على علاقته الجيدة مع اردوغان.

لكن الجيش التركي قام الآن بتجربة صواريخ اس-400 وبالنسبة للولايات المتحدة هذا الامر يشكل خطا أحمر.

وحذرت الخارجية في الآونة الاخيرة من أنه ’’يجري التفكير في العقوبات’’ وانه ’’احتمال فعلي جدا’’.

يبقى أن نرى ما إذا كان الملياردير الجمهوري دونالد ترامب سيرغب في تنفيذ هذا التهديد قبل تسليمه البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير، أم أنه سيترك للرئيس المقبل جو بايدن أمر التعامل مع هذا الوضع الدقيق.

وبعد تركيا، يتابع وزير الخارجية الأميركي جولته في جورجيا ثم في القدس وبعدها الى دول الخليج وبينها السعودية والإمارات، المعارضتان لإيران. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فان ترامب بحث الأسبوع الماضي مع مسؤولين أميركيين كبار في احتمال توجيه ضربة الى موقع نووي ايراني، لكن يبدو أنهم اقنعوه بعدم القيام بذلك.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news8091.html