2020/11/13
عملية عسكرية مغربية في الصحراء الغربية والبولساريو تعتبر أن ’’الحرب بدأت’’

أعلن المغرب الجمعة أنه أطلق عملية عسكرية في منطقة الكركرات العازلة في الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، وردّت الجبهة معتبرة أن العملية أنهت وقف إطلاق النار بين الجانبين المعمول به منذ 30 عاما، وأن ’’الحرب بدأت’’.

وقال بيان لوزارة الخارجية المغربية إن العملية تأتي بعد إقفال أعضاء من جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، الطريق الذي تمرّ منه خصوصا شاحنات نقل بضائع من المغرب نحو موريتانيا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء.

وأوضحت قيادة القوات المسلحة المغربية في وقت لاحق أنها ’’أقامت ليل الخميس الجمعة حزاما أمنيا من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة’’ في الكركرات.

وشددت في بيان نقلته وكالة الأنباء المغربية على أن العملية ’’ليست لها نوايا عدوانية’’، و’’تقوم على تجنب أي احتكاك مع أشخاص مدنيين وعدم اللجوء إلى استعمال السلاح إلا في حالة الدفاع الشرعي’’.

بدوره، قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لوكالة فرانس ’’لا يتعلق الأمر بعملية هجومية إنما هو تحرك حازم إزاء هذه الأعمال غير المقبولة’’، مؤكدا أن عناصر بعثة الأمم المتحدة المكلفة مراقبة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار ’’مينورسو’’ والموجودين على الأرض ’’سجلوا عدم حدوث أي احتكاك مع المدنيين’’.

وأكد رئيس الحكومة المغربية ’’عدم وقوع أي احتكاك مع ميليشيات الانفصاليين، إذ انسحبت بمجرد تدخل القوات المسلحة’’، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء المغربية إثر اجتماع مع قادة الأحزاب السياسية في وقت لاحق الجمعة.

وثمّن هؤلاء العملية العسكرية في أعقاب الاجتماع.

في المقابل، قال وزير الخارجية الصحرواي محمد سالم ولد السالك ’’الحرب بدأت. المغرب ألغى وقف إطلاق النار’’.

وأضاف في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس في الجزائر ’’إنه عدوان’’، مؤكدا أن ’’القوات الصحراوية تجد نفسها في حالة دفاع عن النفس وترد على القوات المغربية’’.

-’’وقف الاعتداء’’-

وأفاد السفير الصحراوي في الجزائر عبد القادر الطالب عمر وكالة فرانس برس أن رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية والأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي بعث رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش طلب فيها عرض المسألة على مجلس الأمن الدولي لوقف ’’الاعتداء المغربي على الصحراويين الذين يتظاهرون سلميا في الكركرات’’.

وقال غالي في رسالته ’’نحمل دولة الاحتلال المغربية المسؤولية كاملة على تداعيات تحركها العسكري، وندعو الأمم المتحدة للتدخل بشكل عاجل’’.

وشدد السفير على أنه ’’مع هذا الاعتداء وفتح ثلاث ثغرات في الجدار العازل، ليس هناك عودة إلى الوراء. لم يعد يوجد وقف لإطلاق النار’’.

ويفصل هذا الجدار الذي أقامه المغرب بين المقاتلين الصحراويين والمنطقة التي تسيطر عليها المملكة، وتحيط به المنطقة العازلة وعرضها خمسة كيلومترات من الجهتين.

وتحدثت وسائل إعلام مغربية عن وقوع مناوشات بين الطرفين في منطقة المحبس حوالي ألف كيلومتر شمال الكركرات، دون أن يتسنى لوكالة فرانس برس تأكيد ذلك من مصادر رسمية.

وكانت جبهة بوليساريو هددت الاثنين بإنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع مع الرباط، إذا ’’أدخلت’’ المملكة عسكريين أو مدنيين إلى منطقة الكركرات العازلة.

والصحراء الغربية منطقة صحراوية شاسعة على الساحل الأطلسي لإفريقيا ومستعمرة إسبانية سابقة يسيطر المغرب على ثمانين بالمئة منها، ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، في حين تطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر، باستقلالها.

وضمّ المغرب الصحراء الغربية في 1975، واندلع على الأثر نزاع مسلح بين الطرفين استمر حتى وقف إطلاق النّار في 1991.

والكركرات منطقة عازلة تقوم قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، بدوريات منتظمة فيها. وشهدت في الماضي توترات بين بوليساريو والمغرب خصوصا مطلع العام 2017.

وتحتجّ جبهة بوليساريو على حركة العبور عبر هذه النقطة الى المغرب، بينما يعتبر الجانب المغربي المعبر حيويا للتبادل التجاري مع إفريقيا جنوب الصحراء.

-’’وضع حد لعرقلة المرور’’-

وذكر بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن ’’نحو ستين شخصا مؤطرين من قبل ميليشيات مسلحة ل+البوليساريو+ قاموا بعرقلة المحور الطرقي العابر للمنطقة العازلة للكركرات التي تربط بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وبمنع الحق في المرور’’.

وتحدثت وزارة الخارجية المغربية عن ’’التضييق باستمرار على المراقبين العسكريين للمينورسو’’.

وكان العاهل المغربي محمد السادس أكد في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي ’’الرفض القاطع (...) لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني’’.

وتبادل الملك محمد السادس في الأيام الأخيرة رسائل مع كل من الأمم المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة وموريتانيا ودول أخرى ’’معنية بالملف’’، لإطلاعهم على العملية الرامية إلى ’’وضع حد لعرقلة’’ التنقل في المعبر الحدودي، بحسب ما أكد وزير الخارجية المغربي.

وكان حوالى مئتي سائق شاحنة مغربي وجهوا الأسبوع الماضي نداء استغاثة إلى كلّ من الرباط ونواكشوط، قالوا فيه إنّهم عالقون على معبر الكركرات، بعدما منعتهم البوليساريو من العبور.

وأوضح المسؤول في الخارجية المغربية أن 108 أشخاص يعملون في نقل البضائع عالقون في الجانب الموريتاني من الحدود و78 آخرين في الجانب الآخر، في شاحنات من بلدان مختلفة من المغرب وموريتانيا وفرنسا.

وترعى الأمم المتحدة منذ عقود جهودا لإيجاد حل سياسي ينهي النزاع حول الصحراء الغربية. ومدّد مجلس الأمن في نهاية تشرين الأول/أكتوبر مهمة بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لعام آخر.

ودعا القرار أطراف النزاع إلى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ أشهر طويلة والتي تشارك فيها أيضا موريتانيا والجزائر.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news7993.html