2020/11/12
الأنظمة الصحية تحت الاختبار بانتظار لقاح يقي من كوفيد-19

بانتظار توفر اللقاحات ضد كوفيد-19، تخضِع الموجة الثانية لتفشي فيروس كورونا المستجد الأنظمة الصحية في الولايات المتحدة كما في أوروبا لاختبارات صعبة، لا سيما أنها ترزح أصلا تحت عبء انتشار الموجة الأولى منذ مطلع العام.

وأحيا اعلان مختبري ’’فايزر’’ الأميركي و’’بايونتيك’’ الألماني عن تطوير لقاح ’’فعال بنسبة 90%’’ ضد كوفيد-19 وفقا للنتائج الأولية لتجربة ما زالت مستمرة، الأمل في الوقت الذي تشهد حصيلة الحالات والوفيات بالفيروس ارتفاعا كبيرا في أوروبا والولايات المتحدة.

وهذا ما حمل أندريا أمون مديرة الوكالة الأوروبية لمراقبة الأمراض الأربعاء إلى الإشارة أنّ السيناريو ’’المتفائل’’ يتوقع بدء الاتحاد الأوروبي توزيع اول لقاحات ضد كوفيد-19 ’’في الفصل الاول من 2021’’.

واعلنت في المقابل أن الوضع على جبهة الوباء في أوروبا ’’مقلق للغاية’’ و’’جميع مؤشراتنا تذهب في الاتجاه السيء’’.

وأعلن المدير العام للاتحاد الدولي لمجموعات صناعة الأدوية توماس كويني لفرانس برس أن البيانات عن فعالية وسلامة أربعة لقاحات اخرى تطورها ’’موديرنا’’ و’’أسترازينيكا’’ و’’نوفافاكس’’ و’’وجونسون أند جونسون’’ ستنشر قريبا.

وأكد انه ’’يفترض أن تطرح جميعها إما نهاية السنة أو في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير من العام المقبل’’ واصفا نشر فايزر وبايونتيك للبيانات الأولية بأنه ’’أفضل خبر علمي لهذا العام’’.

إضافة إلى ذلك، أعلنت شركة ’’ميديكاغو’’ الكندية ومجموعة ’’جي اس كاي’’ البريطانية الخميس أنها ستطلق المرحلتين الثانية والثالثة من تجاربهما السريرية للقاح تنتجه شركة الأدوية الكندية ومقرها كيبيك.

وسيُختبر اللقاح الذي سيتضمن مادة تنتجها مجموعة ’’جي اس كاي’’، على 30 ألف متطوّع في العالم في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية المرتقبة قبل نهاية العام.

- ’’فترة طويلة ومأساوية’’ -

في الولايات المتحدة حيث قد تبدأ حملة تلقيح للأشخاص الأكثر ضعفا قبل نهاية العام، يزيد الارتفاع السريع لعدد الحالات في ولايات عدة (أكثر من 100 ألف إصابة جديدة يوميا) من الضغوط على مناطق متأثرة بالوباء.

وحاليا هناك أكثر من 65 ألف مصاب بكوفيد-19 يعالجون في المستشفيات على الأراضي الأميركية حسب هيئة تعقب حالات كوفيد، في حصيلة غير مسبوقة.

واعلن الرئيس السابق لوكالة الأدوية سكوت غوتلييب أنّ ’’سرعة زيادة عدد المرضى الذين يُنقلون إلى المستشفى بسبب كوفيد (...) تنذر بفترة طويلة ومأسوية تزداد معها الوفيات’’.

وقال كريغ سبينسر العامل في قسم الطوارىء في نيويورك والاستاذ في جامعة كولومبيا ’’في البداية تزداد الحالات ثم بعد أسبوعين يتم ادخال مصابين إلى المستشفيات وبعد أسبوعين تسجل وفيات’’.

وأضاف ’’كل المعطيات تذهب في الاتجاه الخاطىء وبسرعة’’.

ولم تتراجع الموجة الأولى أصلا في الولايات المتحدة لكن منحنى الإصابات شهد ثلاثة ارتفاعات ملحوظة: الأولى في الربيع مع تحوّل ولاية نيويورك إلى بؤرة للوباء، وإعادة تفشيه في الصيف خصوصا في جنوب البلاد وموجة جديدة قوية منتصف تشرين الأول/أكتوبر بمستويات غير مسبوقة.

وفي مواجهة هذا الارتفاع، في بلد يفتقر إلى استراتيجية وطنية تمليها واشنطن، تفرض كل ولاية قيودها التي غالبا ما تكون موضع معارضة على المستوى المحلي لأسباب سياسية واقتصادية.

وفي ولايتي نيويورك ومينيسوتا ستضطر المؤسسات التي تملك تراخيص بيع الكحول (بما فيها المطاعم) للإغلاق في العاشرة مساء. وفي يوتا بات وضع الكمامة إلزاميا.

وأجاز حاكم داكوتا الشمالية لأفراد الطواقم الطبية الذين تبينت إصاباتهم بكوفيد-19 مواصلة مزاولة عملهم في الوحدات المخصصة للفيروس لمواجهة ’’الضغوط الكبرى’’ التي يرضخ تحتها النظام الصحي.

وفي أوروبا، حيث تزداد القيود لاحتواء الموجة الثانية من الوباء، ظهر بصيص أمل الخميس في ألمانيا حيث أشار معهد ’’روبرت كوخ’’ للمراقبة الصحية إلى ’’أولى مؤشرات’’ تحسن في منحنى الإصابات.

وأكد مدير المعهد لوثار فيلر إن ’’المنحنى يتجه أفقياً’’، معتبرا ذلك ’’مؤشرا على أننا لسنا عاجزين أمام هذا الفيروس’’ وبأن إجراءات الوقاية مثل التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات يمكن أن تساهم في الحد من كوفيد-19.

وقال ’’يجب أن نحول دون تدهور الوضع’’ مشددا على أن هدف ألمانيا هو خفض عدد الإصابات إلى مستوى يمكن للمنظومة الصحية أن تتحمله.

- ارتفاع في الحصيلة -

وتفرض المجر منذ الأربعاء عزلا جزئيا يتوقع أن يستمر 30 يوما على الأقل تحظر في ظله التجمعات وتغلق المطاعم وتلغى الأحداث الثقافية والترفيهية ويوسع حظر التجول.

في فرنسا، افتُتح مركز لاختبارات المستضدات للكشف عن كوفيد-19 في مطار رواسي - شارل ديغول للركاب الآتين من دول مصنّفة ’’حمراء’’ وتطلب منهم فرنسا تقديم فحص سلبي للدخول إلى أراضيها.

واليونان التي دخلت منذ السبت فترة إغلاق، اعلنت حظر تجول اعتبارا من الجمعة بين التاسعة مساء والخامسة صباحاً بعد ارتفاع عدد الحالات اليومية بكوفيد-19 ما زاد ’’الضغط’’ على النظام الصحي.

وترتفع الحصيلة بلا هوادة؛ فقد تخطت بريطانيا البلد الأكثر تضررا بكوفيد-19 في أوروبا، الأربعاء عتبة 50 ألف وفاة وإسبانيا 40 ألفا وإيطاليا تجاوزت مليون إصابة بكوفيد-19.

وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة 1,285,160 شخصا في العالم منذ الإبلاغ عن ظهور المرض في الصين نهاية كانون الأول/ديسمبر، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة الخميس الساعة 11,00 ت غ.

وأصيب أكثر من 52,151,580 شخصا في العالم بالفيروس تعافى منهم 33,563,800 شخص على الأقل حتى اليوم.

والولايات المتحدة هي أكثر البلدان تضرراً من حيث عدد الوفيات والإصابات مع تسجيلها 241,808 وفاة من أصل 10,402,274 إصابة، وفقا لتعداد جامعة جونز هوبكينز.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news7964.html