2020/09/29
د. عادل الشجاع يفتح النار على التحالف العربي ويتهمه بـ’’التلاعب’’ في حرب اليمن ويطرح تساؤلات خطيرة.. شاهد ما قاله

هاجم السياسي اليمني د. عادل الشجاع، التحالف العربي، متهماً إياه بالتلاعب في الحرب الدائرة في اليمن منذ ست سنوات.

وحمّل ’’الشجاع’’ التحالف العربي مسؤولية تراجع الجبهات وانحسارها، معتبراً هذا التراجع "علامة أخرى على تواطؤ التحالف مع الانقلابيين"، حد وصفه.

جاء ذلك في مقال للدكتور عادل الشجاع، بعنوان، ’’الإمارات والسعودية ومطاردة الرياح الإيرانية في اليمن’’ نشر على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، وفيما يلي نصه:

الإمارات والسعودية ومطاردة الرياح الإيرانية في اليمن

"لازال خطاب وزير الخارجية السعودي من واشنطن عادل الجبير ليلة 26 مارس 2015 ، وهو يعلن قيام المملكة العربية السعودية بتدخل عسكري بتحالف عربي لإسقاط انقلاب الحوثي الموالي لإيران وإعادة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ماثلا في الأذهان ، لكن بعد ست سنوات من مطاردة الرياح الإيرانية في اليمن تأكد للمواطن اليمني أن التحالف لم يأت لاستعادة الشرعية ، بل لقتلها ، واختلاق المشاكل وإحداث نفور لدى الناس من الشرعية ، وكل الشواهد تؤكد أن هناك مخطط تشرف عليه الإمارات التي تحرص على إبقاء الحرب في اليمن إلى أكبر وقت ممكن.

والسؤال الذي يطرح نفسه : إذا كان التحالف العربي جاء من أجل القضاء على عصابة الحوثي الإرهابية ، فما هو الزمن الذي يحتاجه لتنفيذ ذلك ، ولماذا الإمارات تسعى جاهدة إلى تدمير مؤسسات الشرعية التي جاءت من أجلها ، ولماذا تدرب مليشيات ضد الشرعية وضد الوحدة الوطنية ، ولماذا تسعى إلى تحقيق مصالحها المشروعة بطريقة لصوصية آنية وغير دائمة؟

فمهما حاولنا أن نكون إلى جانب التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات ، فلن نستطيع تبرئته من تلاعبه في الحرب الدائرة منذ ست سنوات والتي تشير كل المعطيات إلى رجحان كفة التحالف عسكريا واقتصاديا وسياسيا ، فهو يمتلك أحدث الاسلحة ويسيطر على الجو والبر والبحر ، ولن نستطيع إغفال أن التحالف خلال الحرب لم يستهدف أيا من قيادات الحوثي عدى صالح الصماد الذي صفاه محمد علي الحوثي نتيجة صراعهما على الرئاسة ، وكل القيادات التي استهدفها التحالف كانت قيادات محسوبة على المؤتمر الشعبي العام وبعضها قيادات مستقلة أقرب إلى الشرعية منها إلى الحوثي.

وإذا ما توقفنا أمام تراجع الجبهات وانحسارها فتلك علامة أخرى على تواطؤ التحالف مع الانقلابيين ، حتى لو تذرع التحالف بأن هناك قوى فساد تتلاعب بسير المعارك ، فهو المسؤول عن ذلك لأنه مسؤول عن إدارة القوات المشتركة وهي المسؤولة عن وضع الخطط العسكرية وتنفيذها ، ولم نسمع منذ قيام الحرب أن التحالف أقدم على تغيير أي شخص فشل في إدارة المعركة.

بطبيعة الحال لن يخرج توجه التحالف في إدارة الحرب عن توجه مجلس التعاون لدول الخليج العربي في إدارة المبادرة الخليجية التي كانت مقدمة لهذه الحرب ، فنحن نعلم أن دول الخليج معادية لفكرة الجمهورية وهي تتماهى مع عداء الحوثي للجمهورية ، فهم يخشون إمتدادها إلى أنظمتهم ، لهذا نسقوا مع الحوثي مبكرا لكي يعيد الحوثي اليمن ألف سنة إلى الوراء وتعيد السعودية والإمارات اليمن 58 عاما إلى الخلف.

وللتأكيد على ما سبق ، دعونا ننظر إلى اتفاق الرياض الذي يراوح منذ ما يقارب السنة في مكانه ، فهل يعقل أن السعودية عاجزة عن إلزام الأطراف بالالتزام بوحدة اليمن وسلامة أراضيه ؟ وهل الإمارات عاجزة عن إلزام المليشيات التي صنعتها بأن تساهم في بناء مؤسسات الشرعية وليس في تقويضها ؟ كل هذا يؤكد أن الإمارات ومن خلفها المملكة العربية السعودية قررتا تدمير اليمن وتركه يتخبط في أزمة سياسية واقتصادية عميقة وشل حركة الشرعية بما يخدم بقاء الحوثيين ، وأمام ذلك غاب البرلمان وأظهر أنه عديم الفائدة في اتخاذ موقف واضح ضد الانقلاب في عدن واجتياح سقطرى وطرد الشرعية من العاصمة المؤقتة عدن ولم يستطع حتى التبرير بما يجري.

خلاصة القول ، سنكون مع التحالف في أهدافه الأولى التي تقوم على دعم الشرعية والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه ، وسنكون ضده متى ما مارس سلوكا غير ذلك ، والشعوب هي التي تنتصر في الآخر وليست البلطجة واللصوصية ، والشعب اليمني لن يتراجع عن ثورة 26 سبتمر التي كنست الإمامة إلى مزبلة التاريخ ، ولا عن منجزات 14 اكتوبر التي قطعت علاقة الشعب اليمني بالمستعمر أيا كان ، وسيرص الشعب اليمني صفوفه مجددا لمواجهة الأخطار المحدقة به وببلده".  

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news6990.html