في 1938، عقد مؤتمر فلسطين في العاصمة البريطانية لندن، بمشاركة “اليمن والسعودية ومصر”، وكان رئيس وفد اليمن هو سيف الإسلام أحمد حميد الدين.
يروي الصحفي المصري “السيد أبو النجا” في مذكراته التي حملت اسم “ذكريات عارية”، موقفين طريفين أظهرا حجم جهل أحمد حميد الدين، وانعدام الوعي السياسي لديه.
يقول الصحفي “أبو النجا”: “في جلسة الافتتاح للمؤتمر، احتج وفد اليمن برئاسة الأمير سيف الإسلام أحمد حميد الدين، على مكان جلوسه، كونه جاء بعد السعودية، ولم يقبل إلا بعد أن تنازل الوفد المصري عن مكانه لوفد اليمن”.
ويضيف “أبو النجا”: “وفد أن ألقى وزير الخارجية البريطاني “إيدن” كلمته في المؤتمر، وقف أحمد حميد الدين، رئيس وفد اليمن، بدون أن يدعوه أحد، وقال: “إن الخلاف القائم بين الإنجليز والعرب سببه العفاريت”، فقام حينها الدكتور أحمد فريد رفاعي، وكان أمينا عاما للوفد اليمني، وقال مترجما كلام سيف الإسلام: “إن حسن النية كفيلة بإزالة سوء التفاهم بين العرب والانجليز”، وواصل أحمد حميد الدين كلامه قائلا: “إن العفاريت ألقت علي الطوب مرة، فرددت في سري “قل هو الله أحد الله الصمد”، فجرت العفاريت، وجريت في إثرها وأنا أقول: “لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد”.. حتى اختفت”!.
وحينها ترجم الدكتور فريد رفاعي كلام “سيف الإسلام” قائلا: “إنه مهما يكن من اختلاف وجهات النظر فإن على كل طرف أن يضع في اعتباره وجهة نظر الطرف الآخر، لتلتقي النظرتان عند حل مشترك”.
وبعدها طلب أحد الحاضرين من الأمير أحمد حميد الدين، أن يجلس، إلا أنه غضب وخرج من المؤتمر، وكان الصحفيون الإنجليز يقفون في الخارج، فلما رأوا الأمير يخرج مبكرا، سألوا أمين عام الوفد اليمني، دكتور فريد رفاعي الذي كان برفقته، عن السبب فقال: “إن سموه يرفض أن يساوم على حقوق العرب”!.
وفي اليوم التالي ظهرت الصحف الإنجليزية في الصباح وعلى صدرها هذا العنوان: “أمير اليمن لا يقبل التفاوض في حقوق العرب”!.
المصدر: اليمن الجمهوري.