فجّر واتفورد مفاجأة من العيار الثقيل، وألحق الهزيمة الأولى بضيفه المتصدر ليفربول، وهذه أول هزيمة للفريق الأحمر في الدوري هذا الموسم، بعدما فاز في 26 مباراة وتعادل مرة، ليتجمد رصيده عند 79 نقطة بفارق 22 نقطة أمام حامل اللقب مانشستر سيتي الذي يملك مباراة مؤجلة. وزاد واتفورد من حظوظه في البقاء بالدوري الممتاز، بعدما رفع رصيده إلى 27 نقطة بالتساوي مع بورنموث في المركز 16.

كان يورغن كلوب مدرب ليفربول أبعد ما يكون عن الشعور بالقلق من أول هزيمة لفريقه في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم، ويعتقد الألماني أن الخسارة المفاجئة بنتيجة 3 – 0 قد تطلق العنان لفريقه الساعي لإحراز ثلاثية من الألقاب.

وقدم فريق كلوب، البطل المنتظر للدوري، أسوأ أداء له هذا الموسم وتفوق عليه تماما واتفورد الذي بدأ المباراة وهو في المركز قبل الأخير بفارق 55 نقطة عن منافسه البعيد في الصدارة. لكن في حين أقر كلوب بأن مسيرة فريقه الخالية من الهزائم في 44 مباراة في الدوري كانت ستنتهي آجلا أو عاجلا، أكد المدرب الألماني المتفائل دائما أنه لا يشعر بخيبة أمل من نهاية مطاردة بعض الأرقام القياسية الإعجازية.

وأبلغ كلوب الصحافيين “أنظر للأمر بإيجابية لأننا منذ هذه اللحظة يمكننا اللعب بحرية مرة أخرى. لا ينبغي علينا الدفاع أو محاولة تحقيق رقم قياسي، علينا فقط محاولة الفوز بالمباريات مجددا وهذا ما سيحدث”. وردا على سؤال عما إذا كان هناك أي شعور بالإحباط، قال كلوب “لا في الواقع، لأنني لا أعتقد أن بوسعنا تحطيم أرقام قياسية لمجرد أننا نرغب في ذلك، نحطم الأرقام القياسية إذا تحلّينا بالتركيز بنسبة 100 في المئة في كل خطوة. ومن أجل ذلك علينا الأداء بصورة جيدة”.

وزاد “اللاعبون أدوا جيدا ولهذا السبب نفوز بالمباريات، لكن في تلك الليلة لم نكن جيدين بما يكفي”. وأضاف “أصبح ذلك الآن من التاريخ، عندما ينظرون لما حدث بعد 500 عام سيقولون إن ليفربول كاد أن يفعلها. لا يمكننا تغيير ذلك وكان الأمر واضحا دائما، كنا سنخسر مباراة آجلا أو عاجلا”.

 ورفض كلوب ما يتردد حول أن الإرهاق ربما حل بفريقه الذي خسر في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو مدريد ولم يكن في أفضل حالاته خلال انتصاره على وست هام يونايتد. وقال المدرب الألماني “الأمر لا علاقة له بالإرهاق. ليس من السهل شرح ذلك لكن لا ينبغي أن يكون ما حدث هو أهم شيء في عالم كرة القدم”.

وكان كلوب حريصا على الإشادة بما قدمه منافسه الذي استمد الإلهام من المتألق إسماعيلا سار بعدما سجل هدفين في الشوط الثاني بالإضافة إلى صناعة الهدف الثالث للقائد تروي دييني. وقال “أهم شيء هو تهنئة واتفورد، إنه يستحق ذلك. يجب أن تكون العناوين بهذا الشكل. لم نلعب بالطريقة التي يجب أن نلعب بها وقدم المنافس الأداء الذي كان يريده بالضبط”.

وواصل “هذه هي كرة القدم. الأمر لا يتعلق بالمباريات التي فزت بها من قبل، ولا بالتي ستفوز بها، إنها فقط هذه المواجهة لسوء الحظ. علينا الاعتراف بأن واتفورد كان الفريق الأفضل”.

وستكون مواجهة ليفربول التالية خارج ملعبه ضد تشيلسي في الدور الخامس لكأس الاتحاد الإنجليزي، الثلاثاء، مع استمرار سعيه لتحقيق ثلاثة ألقاب؛ دوري الأبطال والدوري الممتاز والكأس. وقال كلوب “ما فعله اللاعبون حتى الآن استثنائي، لكن الموسم لم ينته بعد. هذا فقط ما يهمني الآن. سننهض مجددا وأنا أتعهد بذلك بنسبة 100 في المئة، وسنرى إلى أين يقودنا ذلك”.

اهتمت الصحف الإنجليزية الصادرة صباح الأحد، بالخسارة الثقيلة التي تكبدها ليفربول وكتبت صحيفة ستار سبورت، “نخبة أبطال كلوب يشاهدون نهاية مسيرة 44 مباراة من دون هزيمة، وفان دايك يقول: لا داعي للذعر”. كما كتبت أيضا “راشفورد يمنح الأسود الثلاثة دفعة معنوية في اليورو”.

وبدورها عنونت صحيفة اندبندنت، “أخيرا ليفربول يخسر”. وكتبت في الأسفل “كلوب.. الريدز ليسوا جيدين بما فيه الكفاية”. ومن جانبها عنونت صحيفة ديلي ميل “صدمة كلوب.. واتفورد ينهي مسيرة اللاهزيمة لليفربول”. وفي هذا السياق علق أندي روبرتسون على الخسارة، وقال في تصريحات صحافية “لقد بدأ واتفورد المباراة بقوة، بينما احتجنا بعض الوقت للدخول في الأجواء. قدمنا بعض الفترات الجيدة، ولكن كنا بعيدين عن مستوانا المعهود”.

وأضاف “نعلم أن الجماهير لم تتوقع ظهورنا بهذا الشكل، ومن جانبنا لا يسعنا سوى الاعتذار لها. نقدم موسما ممتازا حتى الآن، ولكننا لم نظهر بالمستوى الذي اعتدنا عليه، وعلينا أن نبدي رد فعل قويا، لأن هذا سبيلنا الوحيد للفوز بالمباريات والمضي نحو تحقيق أهدافنا”. وتابع “لم نظهر بالوجه المعتاد ضد واتفورد، ويجب علينا الاعتراف بأنه استحق الفوز”. وواصل “لقب البريميرليغ؟ الأمور لم تحسم بعد، ونقول دائما لا يمكن أن نغتر بوضعنا في جدول الترتيب”. وزاد “الوضع مختلف بعض الشيء بالنسبة للجماهير. نعلم أنها تستمتع بالأداء الذي نقدمه منذ بداية الموسم”.

وأكمل “عندما تكون الجماهير راضية عن أداء الفريق، هذا يعني أننا نسير على الطريق الصحيح. المنافسة في البريميرليغ صعبة للغاية، وكنا نريد تحقيق الفوز على واتفورد لنصبح على بعد 3 انتصارات فقط من التتويج باللقب، والآن علينا جمع 12 نقطة للوصول إلى هدفنا”. وأتمّ “نحتاج إلى إظهار رد فعل قوي أمام تشيلسي، الثلاثاء، ثم ضد بورنموث في أنفيلد. لا بد أن نقدم أداء قويا وأن نثبت للجميع أن الخسارة كانت مجرد كبوة عابرة”.