2020/06/19
القيادي المؤتمري د. عادل الشجاع يفتح النار على قيادات حزبي المؤتمر والإصلاح ويتهمهم بتدمير المشروع الوطني وتكريس الهزيمة..

انتقد القيادي المؤتمري د. عادل الشجاع قيادات حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح، واصفا إياها بالقيادات الفاشلة التي يجب تغييرها.

وفي منشور له على فيسبوك، رصده "المشهد الدولي"، اتهم "الشجاع" قيادات حزبي المؤتمر والإصلاح بتدمير المشروع الوطني وتكريس الهزائم، محملا تلك القيادات مسؤولية الهزائم العسكرية في حجور والعود وعتمة وغيرها من المواجهات الأخرى.

وقال "الشجاع"، إنه: وبدون مشروع وطني ، سيظل الإصلاحي يحمل المؤتمري سبب سقوط صنعاء ، والمؤتمري يرجع هزيمة نهم وحجور والجوف لمؤامرة إصلاحية . كل طرف يفسر الهزائم المتلاحقة بأنها نتاج مؤامرة من الطرف الآخر ولا شيء غيرها . هذه التفسيرات لاتعدو كونها أحد الأساليب التي زرعت فكر الهزيمة في عقولنا على يد بعض الساسة والإعلاميين والكتاب الذين بذلوا قصارى جهدهم لتفسير الهزيمة بغير أسبابها المنطقية .

وأضاف: ليس من اللائق أن نجد الأعذار لأنفسنا من أجل تسويغ إخفاقنا بإلقاء اللوم على بعضنا البعض ، لأننا جميعا نعلن أننا ضد الحوثي وهدفنا الأكبر هو تحرير صنعاء واستعادة الدولة ، لكننا نعيق بعضنا البعض في تحقيق النصر على هذه العصابة السلالية ، ثم نبرر فشلنا ونزيح مسؤلية الهزيمة عن أنفسنا بتحميلها للآخر( المؤتمر ، أو الإصلاح ) .

ودعا "الشجاع" قيادات الحزبين للمصالحة، وقال: لعل الوقت الحالي هو الوقت الملائم للتفكير بالمصالحة والالتفاف حول مشروع وطني والاعتراف بأن المشاريع الصغيرة والأحادية تكرس الفشل والهزيمة وترهن مصير اليمن بمصالح المنتفعين . ليس من المنطقي الاستمرار في هذا العجز وعدم الاستفادة من تراكم الفعل السياسي الذي يقود إلى تجديد الأهداف الاستراتيجية .

وأضاف: أقول بوضوح إن الخطر الحقيقي الذي يواجه مصير اليمن هو التسويق لفشل الشرعية ، وهذا لا يعني أن الشرعية لا تعاني من ضعف ، لكن هذا الضعف تتحمل وزره قيادات الإصلاح من داخل الشرعية وقيادات المؤتمر من خارجها . كل طرف يريد أن يبخس الطرف الآخر . يجب الالتفاف حول الشرعية بمشروع وطني يحقق ما دبجناه في مؤتمر الحوار الوطني . لماذا لا نبدأ من هنا ؟ لم يعد مفيدا التذكير بالخسارة التي مني بها المشروع الوطني بسبب هذه العلاقة الضدية إلا في ضرورة التأكيد أن كل الأدوات التي استخدمناها ضد بعضنا البعض تم توظيفها في تكريس واقع الهزيمة .

ودعا "الشجاع" القيادات الوطنية داخل الحزبين إلى تشكيل لجنة مشتركة لوضع مشروع وطني يستفيد من الرؤية التي قدمها الحزب الاشتراكي والناصري والوصول إلى حلول تقترب من تنفيذ اتفاق الرياض .

وفيما يلي يعيد "المشهد الدولي" نشر نص المقال كاملا:

قيادات المؤتمر والإصلاح تدمر المشروع الوطني وتكرس الهزيمة

يقول غسان كنفاني:" إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية فالأجدر بنا أن نغير المدافعين ، لا أن نغير القضية " . سئلت منذ أكثر من شهر عما ستؤول إليه الأحداث في البيضاء ، فكانت إجابتي أنها ستكون على غرار ماجرى في حجور والعود وعتمة وغيرها من المواجهات الأخرى . بدون مشروع وطني جامع يواجه مشروع السلالة والنسب ، ستظل الغلبة لمشروع النسب ، لأن الحوثي يعتمد على التفكيك وشراء الولاءات بالترغيب والترهيب . وهذه سيرته في كل المواجهات .

بدون مشروع وطني ، سيظل الإصلاحي يحمل المؤتمري سبب سقوط صنعاء ، والمؤتمري يرجع هزيمة نهم وحجور والجوف لمؤامرة إصلاحية . كل طرف يفسر الهزائم المتلاحقة بأنها نتاج مؤامرة من الطرف الآخر ولا شيء غيرها . هذه التفسيرات لاتعدو كونها أحد الأساليب التي زرعت فكر الهزيمة في عقولنا على يد بعض الساسة والإعلاميين والكتاب الذين بذلوا قصارى جهدهم لتفسير الهزيمة بغير أسبابها المنطقية .

ليس من اللائق أن نجد الأعذار لأنفسنا من أجل تسويغ إخفاقنا بإلقاء اللوم على بعضنا البعض ، لأننا جميعا نعلن أننا ضد الحوثي وهدفنا الأكبر هو تحرير صنعاء واستعادة الدولة ، لكننا نعيق بعضنا البعض في تحقيق النصر على هذه العصابة السلالية ، ثم نبرر فشلنا ونزيح مسؤلية الهزيمة عن أنفسنا بتحميلها للآخر( المؤتمر ، أو الإصلاح ) .

لعل الوقت الحالي هو الوقت الملائم للتفكير بالمصالحة والالتفاف حول مشروع وطني والاعتراف بأن المشاريع الصغيرة والأحادية تكرس الفشل والهزيمة وترهن مصير اليمن بمصالح المنتفعين . ليس من المنطقي الاستمرار في هذا العجز وعدم الاستفادة من تراكم الفعل السياسي الذي يقود إلى تجديد الأهداف الاستراتيجية .

أقول بوضوح إن الخطر الحقيقي الذي يواجه مصير اليمن هو التسويق لفشل الشرعية ، وهذا لا يعني أن الشرعية لا تعاني من ضعف ، لكن هذا الضعف تتحمل وزره قيادات الإصلاح من داخل الشرعية وقيادات المؤتمر من خارجها . كل طرف يريد أن يبخس الطرف الآخر . يجب الالتفاف حول الشرعية بمشروع وطني يحقق ما دبجناه في مؤتمر الحوار الوطني . لماذا لا نبدأ من هنا ؟ لم يعد مفيدا التذكير بالخسارة التي مني بها المشروع الوطني بسبب هذه العلاقة الضدية إلا في ضرورة التأكيد أن كل الأدوات التي استخدمناها ضد بعضنا البعض تم توظيفها في تكريس واقع الهزيمة .

ولست بحاجة للقول إن المرحلة القادمة تتطلب مشروعا وطنيا قادرا على مواجهة المشروع السلالي وبنفس الوقت مواجهة مخلفات التبعية والاستسلام للعجز والروح الانهزامية التي يسعى طامعون في الزعامة إلى تكريسها حتى وهم مجرد زعماء من ورق . المشروع الوطني لن يقبل بأقل من الجمهورية اليمنية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها . ولن يقبل بأقل من العدالة والحقوق المتساوية لكل اليمنيين .

غياب المشروع الوطني يجعلنا مجرد أتباع في جوقة الصراع الإقليمي ويجعل كل طرف ينظر كل يوم صورته في مرآته من أجل أن يقنع نفسه أنه مازال على قيد الحياة ، لكنه يدرك أن هذه الحياة هي الموت نفسه الذي يتربص به . فهل نستطيع الربط اليوم بين وثيقة الاتفاق التي وقعتها دولة الإمارات مع إيران عام ٢٠١٩ ، حول أمن الحدود البحرية بين البلدين وبين مهاجمة مليشيا الحوثي التابعة لإيران للبيضاء ومهاجمة مليشيا الانتقالي التابعة للإمارات لجزيرة سقطرى بنفس التوقيت ؟

المشروع الوطني سيجنب اليمن تحمل تبعات الصراع الإقليمي وسيسقط المشروع السلالي ، لأنه مشروع مزيف مآله التفكك والذوبان ، فكل العصابات الهشة والمركبة والتجميعية اجتماعيا وثقافيا ونفسيا مآلاتها إلى الغياب والانقراض . حينما غاب المشروع الوطني تحولت الإمارات من دعم الشرعية في اليمن إلى تقويض الدولة .

من غير مشروع وطني لا قيمة للمؤتمر ولا للإصلاح . قد يقول قائل : أنت تتحدث عن المؤتمر والإصلاح وكأنه لا توجد قوى أخرى . أقول إن تركيزي على المؤتمر والإصلاح بوصفهما يشيطنان بعضهما البعض ويتهم كل طرف الطرف الآخر بما يمارسه هو . وهذا أدى تكريس المشاريع الصغيرة على حساب المشروع الوطني الجامع . مواجهة الحوثي بمعارك صغيرة وبقبائل متفرقة ستجعل الغلبة له .

أدعو القيادات الوطنية داخل الحزبين إلى تشكيل لجنة مشتركة لوضع مشروع وطني يستفيد من الرؤية التي قدمها الحزب الاشتراكي والناصري والوصول إلى حلول تقترب من تنفيذ اتفاق الرياض .  

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news4479.html