تشهد المحافظات المحررة حالة متصاعدة من التردي الخدماتي فاقم معاناة المواطنين في ظل أوضاع معيشية صعبة وعجز حكومة الشرعية والسلطات المحلية التابعة لها في تلك المناطق من الإيفاء بالتزاماتها تجاههم.
وشكا مواطنون في عدن ولحج وأبين في اتصالات بمحرر وكالة خبر، من تردي الأوضاع المعيشية وفشل حكومة الشرعية خلال الخمس السنوات الماضية في توفير أدنى الخدمات الأساسية للسكان وسط غياب وزراء الحكومة ومحافظي المحافظات عن المشهد وتقاعسهم، الأمر الذي أدى لاختلاط المهام وتداخل بعضها ببعض، نتيجة لفساد المستشري في منظومة الشرعية الكاملة لا سيما قطاعات الكهرباء والتعليم والصحة.
وأضافوا إن الأوضاع تزداد يوما تلو آخر ترديا على مستوى كل الأصعدة، حيث تعاني الكثير من المناطق المحررة من انقطاع التيار الكهربائي، وانقطاع مياه الشرب وانسداد قنوات الصرف الصحي وسط غياب مؤسسات الدولة في توفير الخدمات الصحية والتعليمية والإنسانية نتيجة فشل مؤسسات الدولة في العمل وتفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية في تلك المحافظات.
ولم تدفع حكومة الشرعية خلال الثلاث السنوات الماضية مرتبات العاملين والموظفين في تلك المحافظات أكثر من مرة ماعدا استثناءات قليلة جدا لعدد من القطاعات، مثل موظفي الخدمة المدنية الذين تلقوا رواتبهم بشكل متقطع خلال تلك الفترة.
وتمتنع حكومة الشرعية والسلطة المحلية في هذه المحافظات عن الإدلاء بأي تصريحات بشأن عدم صرف الرواتب والتدهور المتواصل في مستوى الخدمات الأساسية في محاولة للتهرب عن تحمل مسؤولياتها القانونية.
تعتبر حضرموت ومأرب والمهرة إلى حد ما استثناءات نسبية، حيث تعمل هذه المناطق بمستوى عالٍ من الاستقلالية، وتعتمد هذه المناطق على عائداتها المحلية من النفط والغاز وتتلقى الدعم الخارجي دون الحاجة إلى التنسيق مع حكومة هادي المركزية - وفقا لتقرير مركز ابحاث استراتيجي محلي.
ويطالب أهالي عدن ولحج وأبين، قيادة الشرعية والتحالف السعودي بتوفير أبسط المتطلبات المتمثلة بالكهرباء والمياه والمرتبات في المحافظات المحررة والتي تشهد تدهورا مستمرا في الجانبين الأمني والمعيشي بشكل خاص.
واتهم مسؤول محلي في عدن مؤخرا في تصريحات صحفية، حكومة الشرعية وقيادات السلطة المحلية بتعمد تعذيب الاهالي في عدن والمحافظات المحررة، وذلك لاسباب حزبية سياسية، وعلى خلفية سيطرة المجلس الانتقالي عقب المواجهات التي دارت خلال الاشهر القليلة الماضية بين مجاميعه وعناصر مليشيات حزب الإصلاح "الاخوان".
ولم تقم حكومة الشرعية بإنشاء مراكز صحية خاصة للحجر الصحي لمجابهة فايروس "كورونا" "كوفيد - 19" رغم تسلمها مبالغ مالية كبيرة من المملكة العربية السعودية بهذا الشأن.
ويرى مراقبون أن الجهات الحكومية المعنية لا يهمها سلامة صحة وأرواح المواطنين كأهمية تسلمها للأموال ونهبها لصالح قياداتها وإلا لكانت اتخذت تدابير فورية جدية لمواجهة هذا الوباء القاتل.