2022/08/06
تايوان تتهم الصين بمحاكاة هجوم على الجزيرة

اتهمت تايوان الجيش الصيني السبت بالقيام بمحاكاة هجوم على الجزيرة، في وقت تكثّف بكين خطواتها الانتقامية للرد على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايبيه.

واعتبرت بكين زيارة بيلوسي "استفزازاً" بعدما كانت واشنطن قد التزمت بعدم إقامة علاقات رسمية مع الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.

ورداً على ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الصينية مساء الجمعة "وقف" التعاون مع واشنطن في مجموعة من القضايا الأساسية، بما في ذلك مكافحة المخدّرات والمحادثات حول تغيّر المناخ.

عسكرياً، تُواصل الصين السبت أهم مناورات حول تايوان ستستمر حتى الأحد، كما يتمّ تقديمها على أنها تدريب على "حصار" الجزيرة.

وأعلنت السلطات التايوانية السبت أنها رصدت "عدّة" طائرات وسفن صينية في مضيق تايوان بين الجزيرة والبر الصيني الرئيسي.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان إنّ "عدداً من (السفن والطائرات) عَبَر الخط الأوسط" الذي يفصل المضيق إلى شطرين، معتبرة أنّها "تجري محاكاة لهجوم على جزيرة تايوان الرئيسية".

ولم تعترف بكين أبدًا بهذا الخطّ الذي رسمته، بشكل أحادي، الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة.

- "صور غير معدّلة أبدًا!" -

وعند الساعة 17,00 (09,00 بتوقيت غرينتش)، قال الجيش التايواني إن "عشرين طائرة شيوعية و14 سفينة رُصدت في المياه حول تايوان وهي تقوم بتدريبات بحرية وجوية".

وعبرت 14 منها على الأقلّ الخطّ الأوسط، بحسب الجيش التايواني، ما أجبر تايبيه على أن تامر طائراتها للدورية بشكل اضطراري لتفادي الاصطدام بالطائرات الصينية.

ونشر الجيش التايواني السبت صورًا لأحد البحّارة على إحدى فرقاطاته وهو يراقب سفينة صينية على مسافة قريبة، مرفقة بتعليق "صور غير معدّلة إطلاقا!".

وأظهرت الصور أيضًا جنودًا يشغّلون أنظمة الصواريخ الأرضية لتتبع الطائرات الصينية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقاء مع نظيره الفيليبيني السبت في مانيلا، إن واشنطن "مصممة على العمل بطريقة مسؤولة" لتفادي أزمة عالمية كبيرة.

وكان أكبر بلدين مسببين للتلوث في العالم قد تعهّدا العام الماضي، العمل معاً لتسريع التحرّك من أجل المناخ خلال العقد الحالي وأكدا أنهما سيعقدان اجتماعات دورية "للتعامل مع أزمة المناخ".

وأضاف بلينكن أن الصين لا يجب أن تأخذ المحادثات بشأن القضايا ذات الاهتمام العالمي مثل تغير المناخ "رهينة"، لأن ذلك "لا يعاقب الولايات المتحدة، بل يعاقب العالم".

ونشر الجيش الصيني ليل الجمعة السبت مقطع فيديو لطيار تابع للقوات الجوية وهو يصوّر الساحل والجبال في تايوان من قمرة القيادة الخاصة به. ونشر السبت صورة التُقطت، على حدّ قوله، من أحد سفنه العسكرية القريبة من سواحل تايوان، يظهر فيها مبنى تابع للبحرية التايوانية على بعد مئات الأمتار فقط.

وقد تكون هذه أقرب صورة التقطتها قوات بر الصيني الرئيسي من السواحل التايوانية. وتهدف إلى إظهار قدرة بكين على الاقتراب من شواطئ الجزيرة.

- "ترهيب الشعب التايواني" -

وأُرسل تحذير إلى الرئيسة التايوانية وإلى الولايات المتحدة التي تتهمها بكين بالتراجع عن تعهّداتها عبر تعزيز علاقاتها مع السلطات التايوانية في السنوات الأخيرة.

وجاء ذلك فيما أعلنت الصين عن مناورات جديدة بـ"الذخيرة الحية" من السبت حتى 15 آب/أغسطس في منطقة بحرية صغيرة قريبة جداً من ميناء ليانيونغانغ الصيني (شرق)، قرب البحر الأصفر الذي يفصل بين الصين وشبه الجزيرة الكورية.

وأفاد التلفزيون الرسمي الصيني "سي سي تي في" بأنّها المرة الأولى خلال المناورات العسكرية، التي تحلّق فيها الصواريخ فوق تايوان. لم يؤكد الجيش الصيني أو التايواني هذه المعلومات.

ودان السبت شؤون البر الرئيسي في تايبيه الذي يدير علاقات الجزيرة مع البر الصيني الرئيسي، السبت "الأفعال الوحشية والمؤسفة لبكين".

وقال "ندعو جميع شركائنا الديموقراطيين في العالم إلى مواصلة دعم تايوان ومواجهة السلوك غير المسؤول لنظام استبدادي يقوّض السلام بمغامراته العسكرية".

ودعت وزارة الخارجية التايوانية بكين السبت إلى "التوقف الفوري عن إثارة التوتر والقيام بأعمال استفزازية تهدف إلى ترهيب الشعب التايواني".

وأثارت ضخامة المناورات إدانة دول مجموعة السبع، والولايات المتحدة وحلفائها. واستدعى البيت الأبيض السفير الصيني تشين غانغ لانتقاد السلوك الذي اعتبره "غير مسؤول".

- لا مواجهة عسكرية -

أثار قرار بكين وقف الحوار مع واشنطن حول المناخ موجة أخرى من الانتقادات.

وقال ألدن ميير وهو محلّل متخصّص في تغيّر المناخ في مجموعة أبحاث "اي 3 جي"، لوكالة فرانس برس، إن "هذا الأمر مقلق جدا"، مضيفاً "من المستحيل معالجة حالة الطوارئ المناخية إذا لم يتحرّك الاقتصادان الرئيسيان وأكبر مصدرين للانبعاثات، ومن الأفضل دائماً أن يقوما بذلك عبر التعاون معاً".

كذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن استيائه. وقال المتحدث باسمه "أعتقد أنه بنظر الأمين العام، من المستحيل حلّ المشاكل الأكثر إلحاحاً في العالم من دون حوار وتعاون فاعلين بين البلدين".

من جهة أخرى، اعتبر الخبراء أنه مع وصول التوتر بين الصين وتايوان إلى أعلى مستوياتها منذ حوالى 30 عاماً وفي ظل وجود خطر محسوس باندلاع نزاع عسكري، يمكن أن يطول أمد تدهور العلاقات بين بكين وواشنطن.

وقالت بوني غلايزر المتخصّصة بالشأن الصيني في صندوق مارشال الألماني في الولايات المتحدة إن "العلاقات الأميركية-الصينية تمرّ في وضع سيء جداً حالياً".

وأشارت إلى "القلق بشكل خاص" من تعليق اتفاقيات التعاون الحاسمة لاستقرار المنطقة، مثل التعاون العسكري البحري الذي يهدف خصوصاً إلى تفادي التصعيد.

واعتبرت غلايزر أن الولايات المتحدة "قلّلت" بلا شك من غضب الرأي العام الصيني.

مع ذلك، يتفق أغلب المحلّلين على أنه رغم هذه المناورات العسكرية، لا تريد الصين الدخول في مواجهة عسكرية في الوقت الحالي.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news18476.html