2022/06/29
الناتو يعد أوكرانيا بالدعم “طالما لزم الأمر” وروسيا تندد بـ“عدائيته”

أكدت دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأربعاء أن أوكرانيا يمكن أن تعتمد على دعمها ”طالما لزم الأمر” في مواجهة ”وحشية” موسكو التي نددت من جانبها بخطط توسيع الحلف ليشمل السويد وفنلندا واعتبرته ”عدائيا” و”مزعزعا للاستقرار”.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ خلال القمة المنعقدة حتى الخميس في مدريد، ”أوكرانيا يمكن أن تعتمد علينا طالما لزم الأمر”.

وأعلنت الدول الأعضاء في الناتو عن خطة جديدة لمساعدة كييف من خلال ”تسليم معدات عسكرية غير قاتلة” تهدف إلى ”تحسين دفاعات أوكرانيا” ضد الهجمات الإلكترونية، وفق ما جاء في بيان مشترك.

وندد الحلفاء بـ”وحشية روسيا المروعة التي تتسبب في معاناة إنسانية هائلة ونزوح جماعي وتؤثر بشكل غير متناسب على النساء والأطفال”، قائلين إن روسيا تتحمل ”المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة الإنسانية”.

من جهته رحّب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عبر تويتر بالإعلانات الصادرة في مدريد قائلا إنها ”تثبت أن الناتو يستطيع اتخاذ قرارات صعبة ولكن ضرورية”، وأشاد بـ”الموقف الواضح” للمنظمة بشأن روسيا و”موقفها القوي” إزاء ما تشهده أوكرانيا.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد دعا قبل ساعات قليلة في كلمة بالفيديو أمام قادة الحلف، إلى زيادة الدعم العسكري والمالي لتمكين أوكرانيا من مقاومة ”المدفعية الروسية”.

- ”تهديد كبير” -

ووصف قادة حلف الأطلسي الذين اعتمدوا خريطة طريق استراتيجية جديدة في قمة مدريد، روسيا بأنها ”أكبر تهديد مباشر لأمن الحلفاء والسلام” في المنطقة الأورو-أطلسية.

بعد أن كانت روسيا توصف بأنها ”شريك استراتيجي” في خريطة الطريق السابقة التي وضعت عام 2010، جاء في الوثيقة الجديدة أن ”لا يمكننا استبعاد احتمال وقوع هجوم على سيادة أو وحدة أراضي الحلفاء”.

كما تتحدث خريطة الطريق الجديدة ولأول مرة عن ”التحديات” التي تطرحها الصين، وشددت الوثيقة على أن ”طموحات بكين المعلنة وسياساتها القسرية تتحدى مصالحنا وأمننا وقيمنا”.

في مواجهة التهديد الروسي، أيّدت الدول الأعضاء في الناتو الأربعاء تعزيز وجودها العسكري في الجناح الشرقي للحلف وزيادة عديد قواته عالية الجاهزية إلى أكثر من 300 ألف عسكري.

في هذا الصدد قال ستولتنبرغ ”إنها إعادة التنظيم الأكبر لدفاعنا الجماعي منذ الحرب الباردة”، متحدثا عن ”لحظة محورية” في تاريخ الحلف الذي أنشئ عام 1949.

من جهته قال الرئيس الأميركي جو بايدن ”نحن على الموعد” و”سنثبت أن حلف الاطلسي ضروري أكثر من أي وقت مضى” معلنا عن تعزيز الوجود العسكري الأميركي في كل أنحاء أوروبا وخصوصا في دول البلطيق.

- رفع الفيتو التركي -

مثّلت قمة مدريد أيضا فرصة لإطلاق عملية انضمام السويد وفنلندا للحلف ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا، بعد حياد تقليدي استمر لفترة طويلة.

وكانت تركيا العضو في الحلف منذ 1952 تعطل انضمام البلدين متهمة ستوكهولم وهلسنكي بإيواء ناشطين من حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة ”منظمة إرهابية”.

لكن بعد اجتماعات طويلة على هامش القمة، أعطت تركيا الضوء الأخضر لدخول هذين البلدين إلى الحلف. واعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أنه حصل على ”تعاون كامل” في مكافحة حزب العمال الكردستاني.

وقال الرئيس الأميركي لنظيره التركي على هامش قمة الحلف ”أريد أن أشكرك على ما فعلته لإصلاح الوضع مع السويد وفنلندا وعلى العمل الرائع الذي تقوم به” لإخراج الحبوب من أوكرانيا.

وسارعت موسكو للتنديد بتوسع الحلف ليشمل الدولتين الواقعين في شمال أوروبا والذي يجب أن تصادق على انضمامهما الرسمي برلمانات الدول الأعضاء الثلاثين في خطوة قد تستغرق أشهرا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن هذا ”عامل مزعزع بشدة للاستقرار للشؤون الدولية”، وندد بالخطوة ”العدائية” تجاه بلاده.

ولوحت الخارجية الروسية في بيان بالرد على النروج العضو في الناتو لمنعها عبور بضائع إلى الروس المقيمين في أرخبيل سفالبارد النروجي في القطب الشمالي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بعد الاتفاق الذي تم توصل إليه في العاصمة الإسبانية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي برر الهجوم على أوكرانيا خصوصا بالخوف من توسيع جديد للحلف ليشمل هذا البلد ”كان يأمل في حضور أقل لحلف شمال الأطلسي على جبهته الغربية” لكنه ”كان مخطئًا تمامًا” فقد ”تعزز حضور الناتو”.

لكن التطورات الدبلوماسية لم تحل دون استمرار دفع أوكرانيا ثمنا باهظا على الأرض، إذ أبلغت السلطات الأربعاء عن ضربات مميتة جديدة ضد المدنيين لا سيما في منطقتي ميكولايف (جنوب) ودنيبرو (وسط).

وجاءت الضربات بعد يومين من غارة على مركز تجاري مزدحم في كريمنتشوك على بعد 330 كيلومترًا جنوب شرق كييف، ما أسفر عن مقتل 18 شخصًا على الأقل وفقدان نحو 40 آخرين وفق الحكومة الأوكرانية.

في المقابل، أعلنت السلطات الأوكرانية أنها استردت 144 عسكريا من بينهم 95 من ”المدافعين عن آزوفستال” في ماريوبول، في إطار ”أكبر عملية تبادل أسرى منذ بدء الغزو الروسي الشامل”.

من جانبه قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس الأربعاء إن روسيا ”فشلت في كل أهدافها الرئيسية” على المستوى العسكري.

وأكد والاس في مقابلة مع إذاعة ”إل بي سي” أن الحرب لها ”تكلفة باهظة” على موسكو، وقدر عدد القتلى من العسكريين الروس منذ بدء النزاع بـ”25 ألفا”.

واعتبر بوريس جونسون أن الحرب سببها ”ذكورية سامة” من جانب بوتين، وأضاف في مقابلة مع شبكة التلفزيون الألمانية ”زي دي اف” مساء الثلاثاء ”لو كان بوتين امرأة وهو ليس كذلك كما هو واضح، فأنا لا أظن أنه كان سيشن هذه الحرب الذكورية المجنونة” التي تهدف إلى ”اجتياح” أوكرانيا.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news18141.html