2022/05/08
في آزوفستال آخر المقاتلين الأوكرانيين يقاومون على الرغم من الصعوبات الهائلة

على الرغم من تضاؤل كمية الذخيرة والغذاء والظروف المعيشية القاسية، ما زال آخر المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين في مصنع آزوفستال يكافحون بينما يشدد الجيش الروسي حصاره على جيب المقاومة الأخير هذا في مدينة ماريوبول (جنوب-شرق).

وروت يفغينيا تيتارينكو الممرضة العسكرية التي ما زال زوجها العضو في كتيبة آزوف وزملاؤه في المصنع، تفاصيل عن الحياة في الداخل والقتال الدائر.

وقالت تيتارينكو التي تمكنت من البقاء على اتصال مع أقاربها في الداخل إن ”عدد كبير من الجنود في حالة خطيرة. إنهم جرحى وليس لديهم دواء”. واضافت أن ”الغذاء والماء ينقصان أيضا”.

كتب زوجها ميخايلو في رسالة نصية قصيرة تمكنت وكالة فرانس برس من قراءتها ”سأقاتل حتى النهاية”.

وباتت ماريوبول بأكملها تقريبا منذ أسابيع تحت سيطرة القوات الروسية. ولم يفلت منه سوى مجمع مصانع الصلب الضخمة في آزوفستال الذي يقصفه الجيش الروسي بلا هوادة، إلى جانب هجمات كبيرة على الأرض في بداية المعارك العنيفة.

تروي يفغينيا (34 عاما) أن ”المقاتلين ودعوا زوجاتهم. قال أحدهم لزوجته +لا تبك، سنعود إلى المنزل مهما حدث: حيا أو ميتا+”.

وأضافت أن احتمال إجلائهم ضئيل جدا.

وتتحدث الممرضة عن حالة فوضى في أقبية المصنع حيث يقاتل الجنود بينما يقومون أيضا بنقل مدنيين وجثث عبر متاهة الأنفاق التي تعود إلى الحقبة السوفياتية.

ويتم لف الجثث في أكياس بلاستيكية وتتعفن بسبب توقف أنظمة التبريد. لكن أفراد كتيبة آزوف يريدون خصوصا ألا تقع هذه الجثامين بأيدي القوات الروسية.

وقالت ”يحملون معهم الجثث في كل مكان تقريبا”.

واضافت تيتارينو ”إنهم يستحقون أن يتم إجلاؤهم (...) الأحياء والجرحى والموتى”.

وأعلنت كييف السبت أنه تم إجلاء كل المدنيين والأطفال وكبار السن الذين تحصنوا مع الجنود، مما يطرح تساؤلات عن مصير الجنود الآن.

- بترت ساقه -

هربت يفغينيا من ماريوبول في 24 شباط/فبراير يوم الغزو الروسي عندما كانت هذه المدينة الساحلية الجنوبية قد بدأت تتعرض للقصف.

كان قد جاءت قبل يومين من زواجها من ميخايلو وهو أيضا ممرض عسكري دفع زوجته الحامل إلى مغادرة المدينة عندما اندلع القتال لأول مرة.

منذ ذلك الحين بنى ممرضون آخرون مستشفى مؤقتا داخل مجمع آزوفستال الشاسع بعدما استهدف الروس مستشفيات المدينة حسب دافيتي سليمانشفيلي وهو جورجي ينتمي إلى كتيبة آزوف.

وأنشأ هذه الكتيبة في 2014 في بداية الصراع ضد الموالين لروسيا، مسلحون من اليمين المتطرف قبل دمجها بسرعة في الحرس الوطني.

وأوضح دافيتي سليمانشفيلي إنه تلقى العلاج في هذا المستشفى في آذار/مارس بعد إصابته بنيران دبابة خلال قتال شوارع في ماريوبول. وبُترت ساقه اليسرى هناك.

وقال في اتصال هاتفي مع فرانس برس ”العلاج صعب جدا في هذه الظروف”، وتحدث من المكان عن نقص المنشآت الصحية الاساسية والمعدات الطبية والتدفئة.

وتم إجلاؤه من آزوفستال جوا في سيناريو أشبه بأفلام هوليود. فقد تمكنت ثلاث مروحيات أوكرانية من خداع صواريخ روسية لنقل عدة جرحى. وقال ”كانت معجزة” و”لم أر ذلك سوى في الأفلام”.

- ”ليس الوحيد” -

على الرغم من الرعب في موقع آزوفستال، يجد البعض أن الوجود في الخارج أمر لا يحتمل.

وقالت رولانا بوندارينكو (54 عاما) إن لديها عشرات الأصدقاء من أعضاء كتيبة آزوف ما زالوا موجودين داخل آزوفستال. وكانت مع ابنها من أوائل الذين انضموا إلى الكتيبة في 2014.

منذ ذلك الحين علمت رولانا أن ابنها قُتل في منتصف نيسان/ابريل.

وقالت لفرانس برس في اتصال هاتفي من ألمانيا حيث تعيش منذ عام لأسباب طبية ”وضعوه في كيس أسود وجثمانه يتعفن”. وأضافت ”إنه ليس الوحيد في هذا الوضع. هناك مئات مثله!”.

لكن حتى بعد فقدان ابنها، تواصل رولانا دعمها بقوة للمقاتلين الأوكرانيين الباقين الذين يواجهون قوة نيران المدفعية والطائرات الروسية.

وهي ترسل كل يوم رسائل نصية مزينة برموز تعبيرية لرفع الروح المعنوية للمقاتلين الذين يحاولون من جانبهم، مواساتها عبر الحديث عن فخرهم وصمودهم أكثر من معاناتهم.

وقالت رولانا محذرة إن بعضهم فقدوا ”بين 15 وعشرين 20 كيلوغراما” بينما هناك نقص كبير في المواد الغذائية.

واضافت متنهدة ”أتمنى لوكنت بجانبهم الآن”.

وتابعت ”إذا مت هناك فسأكون مع عائلتي”.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news17629.html