2022/04/05
أطراف النزاع في اليمن تتبادل اتهامات بشأن خرق الهدنة

(وكالة الصحافة الفرنسية) – تبادلت الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون اتهامات بخرق الهدنة في البلد الغارق في الحرب، وذلك للمرة الاولى منذ بدء سريان وقف إطلاق النار المفترض أن يستمر لشهرين.

وتمثّل الهدنة التي تشمل أيضا السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب منهكة مستمرة منذ أكثر من سبع سنوات.

وبدت جبهات القتال الرئيسية هادئة منذ بدء سريان الهدنة، لكنّ وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك تحدّث الثلاثاء عن "خروقات".

وكتب في تغريدة بالإنكليزية على تويتر "لقيت الهدنة ترحيبا كبيرا لكنّها مهددة بخروقات الحوثيين، ومن بينها الانتشار العسكري وحشد القوات والمركبات وهجمات بالمدفعية والطائرات المسيرة"، من دون تفاصيل إضافية حول أماكن هذه الهجمات.

ولم يصدر تعليق فوري من المتمردين بهذا الشأن.

غير أنّ وسائل إعلام تابعة للحوثيين أفادت بأنّه "تم رصد خروقات" للهدنة يومي الأحد والإثنين، متهمين التحالف بقيادة السعودية والجيش اليمني بشن هجمات في شمال وغرب البلاد.

والسبت دخلت الهدنة وهي لمدة شهرين قابلة للتمديد حيز التنفيذ، بحسب ما أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ.

ويجري سياسيون يمنيون منذ نحو اسبوع مشاورات في العاصمة السعودية برعاية مجلس التعاون الخليجي حول مستقبل السلام في اليمن، إنّما بغياب الحوثيين.

وفي كلمة ألقاها في مأدبة إفطار حضرها مسؤولون حكوميون يمنيون، دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مساء الاثنين المتمردين الحوثيين للعودة إلى طاولة المفاوضات.

وأوضح هادي الذي يقيم في الرياض "أقول لكم عودوا كمكون سياسي يمني يلتزم بالثوابت الوطنية الجمهورية والوحدة والديموقراطية وتعالوا لطاولة الحوار لنصنع السلام لشعبنا اليمني".

وتابع "كنت أتمنى أن يلبي الحوثيون هذه الدعوة من الاشقاء في مجلس التعاون وأن يضعوا مصلحة اليمنيين فوق كل مصلحة، ومن هنا أدعوهم مرة أخرى لمراجعة حساباتهم والنظر من حولهم لحال شعبنا اليمني الذي يعاني في داخل وخارج اليمن من جراء هذه الحرب المستمرة".

- لحظة "محورية" -

يسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء منذ العام 2014 ومناطق أخرى في شمال وغرب البلاد، بينما يسيطر التحالف العسكري الذي يقدم الدعم لقوات الحكومة على الأجواء اليمنية.

وتسبّب النزاع على السلطة بين الحكومة والمتمردين المدعومين من إيران منذ بدايته في منتصف 2014، بمقتل أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو بسبب تداعيات الحرب، وفق الأمم المتحدة.

وتتضمّن بنود اتفاق الهدنة التي تم التوصّل إليها برعاية الامم المتحدة، تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى الحديدة (غرب) الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء كل أسبوع للمرة الاولى منذ 2016.

في مقابلة مع قناة "بلومبرغ" الإثنين، أكد المبعوث الاميركي لليمن تيموثي ليندركينغ أن كافة الأطراف أظهرت مرونة، مشيرا إلى أن هذه الأطراف "لم تحصل على ما تريد بالكامل".

وتابع "أعتقد أنها لحظة محورية حقا لليمن. وأعتقد أن ما تقوم به هو منح اليمنيين فترة راحة بعد سبع سنوات من الصراع".

ودخلت الأحد والاثنين سفينتان محمّلتان بالوقود لأول مرة منذ ثلاثة أشهر إلى ميناء الحديدة، حسبما أعلنت سلطات صنعاء. وتوقّع الحوثيون أن تبدأ الرحلات الجوية بين صنعاء والقاهرة خلال أيام.

ويعتمد نحو 80 بالمئة من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة.

ومع اعتماد البلاد بشكل شبه كامل على الواردات، تقول منظمات الإغاثة إن الوضع سيزداد سوءًا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا التي تنتج ما يقرب من ثلث إمدادات القمح اليمني.

ولاقت الهدنة ترحيبا حذرا من اليمنيين الذين يأملون في ثباتها ولكنّهم لا يعولون كثيرا على ذلك استنادا إلى تجارب سابقة.

في صنعاء، قال الطالب حسام فتحي (24 عاما) إن "الهدنة إذا استمرت وهناك نية صادقة من الجميع، اعتقد ان الامور سوف تفرج وسيعود الأمن والامان لهذا البلد".

وفي الحديدة، اعتبر عبد العزيز (45 عاما) ان "الهدنة تبدو مستحيلة. لم تقتلنا الحرب بعد، لكن قد يقتلنا الجوع".

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news17279.html