2021/11/30
الصين تتعهد دعم إفريقيا بدون فرض إرادتها على دول القارة

وعدت الصين الثلاثاء الدول الإفريقية بمساعدتها في تجاوز تداعيات كوفيد-19 والتصدي لآثار الاحتباس الحراري، وعدم "فرض إرادتها على إفريقيا" التي ستمتنع بدورها عن التدخل في الشؤون الداخلية الصينية.

 

كما دعت الصين و53 دولة إفريقية اجتمع ممثلوها في منتدى التعاون الصيني الإفريقي قرب العاصمة السنغالية دكار في البيان الختامي إلى "أن تظهر الدول المتقدمة طموحا أكبر" في مواجهة تغير المناخ وتعزيز دعم البلدان الإفريقية في هذا الملف بعد أسبوعين من مؤتمر المناخ كوب26.

 

وأضاف البيان أن الصين وإفريقيا "لديهما الحق في التنمية"، مشيرا إلى القلق واسع النطاق في إفريقيا من التضحية بالتنمية في سبيل مكافحة الاحتباس الحراري.

 

بعد ثلاث سنوات من الدورة الأخيرة للمنتدى التي عقدت في بكين، ظهرت خلال الدورة الحالية توقعات قوية من البلدان الإفريقية تجاه الشريك التجاري الأول للقارة، لناحية دعم التنمية والمساعدة في التمويل والاستثمار وتخفيف عبء الديون والاستجابة الصحية.

 

وفي حين أبدى القادة الأفارقة أملهم في أن تواصل الصين مشاريعها الكبرى، أعربوا عن رغبتهم في أن يكون التبادل التجاري أكثر توازنا وأن تكون العلاقة مربحة أكثر لدول القارة.

 

وتابع البيان الختامي أنه بروح التعاون "المربح للجانبين"، سيعمل المسؤولون الأفارقة والصينيون على تعزيز التعاون في مجالات "الصحة العامة والاستثمار والتجارة والتصنيع والبنية التحتية والزراعة والأمن الغذائي وتغير المناخ والسلام والأمن".

 

تتعرض الصين إلى اتهامات بأنها تستغل القروض التي تمنحها للدول الإفريقية، لا سيما لتمويل البنى التحتية الرئيسية مثل المطارات وخطوط القطارات، من أجل زيادة نفوذها في الدول العاجزة أو التي تواجه صعوبات في تسديد الديون. كما تتعرض لانتقادات لاختلال التوازن التجاري مع القارة، فضلا عن ممارسات أخرى اجتماعية وبيئية.

 

- "مظالم تاريخية" -

 

وشدد البيان الختامي على أن "الصين تمتنع عن التدخل في سعي الدول الإفريقية لوضع مسار تنمية ملائم لظروفها الوطنية، والتدخل في شؤونها الداخلية، وفرض إرادتها على إفريقيا". ودعا إلى "تسوية القضايا الإفريقية (عن طريق ايجاد) حلول إفريقية".

 

في خضم التوتر الدبلوماسي بين بكين وواشنطن التي أجرى وزير خارجيتها جولة في إفريقيا قبل أيام، أكدت دول القارة أنها "تؤكد على تمسكها بمبدأ الصين الواحدة" الذي ينص على أن تايوان والبر الرئيسي للصين جزء من صين واحدة.

 

وأضافوا في البيان الختامي أن "القضايا المتعلقة بهونغ كونغ وشينجيانغ والتبت من شؤون الصين الداخلية".

 

يعارض النص "تسييس" حقوق الإنسان ويقف "ضد تسييس الأنشطة الرياضية"، وذلك بعد أن قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه يفكر في مقاطعة دبلوماسية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين المقررة في شباط/فبراير 2022، وهو أمر أغضب الصين.

 

من جهته، تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ، المشارك في المنتدى عن بعد، الإثنين منح إفريقيا مليار جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد على شكل تبرعات ودعم للإنتاج المحلي من أجل سد "فجوة اللقاح" التي تعانيها القارة.

 

وأعلن الرئيس الصيني عن عشرات المشاريع للقارة في مجالات الصحة وكذلك القطاع الرقمي والأمني علاوة على إلغاء ديون وتخصيص عشرة مليارات دولار من حقوق السحب الخاصة لبكين في صندوق النقد الدولي لصالح دول إفريقية.

 

في البيان الختامي للمنتدى، أعلنت بكين دعمها مطالبة عدة قادة أفارقة برفع حقوق الملكية الفكرية عن اللقاحات المضادة لكورونا لجعل تصنيعها في متناول كافة الدول، ودعوتهم الأمم المتحدة لتصحيح "المظالم التاريخية" التي تعرضت لها البلدان الإفريقية على مستوى التمثيل في مجلس الأمن، علاوة على دعم إعفاء دول إفريقية من ديونها.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news16183.html