2021/09/07
فرار ستة معتقلين فلسطينيين يثير أسئلة تربك قوات الأمن الإسرائيلية

تستمر الثلاثاء دوامة الأسئلة حول كيفية تمكن ستة معتقلين فلسطينيين أمنيين من الفرار من سجن إسرائيلي شديد الحراسة بدون أن يتم رصدهم أو معرفة وجهتهم، ولم تقدّم قوات الأمن التي تواصل عمليات مطاردتهم إجابات واضحة عن العملية بعد.

بدأت عملية الهروب في ساعات الفجر عبر احداث حفرة أسفل مغسلة في حمام إحدى الزنزانات في سجن جلبوع (شمال)، أفضت بهم إلى مخرج نفق صغير اكتشفه عناصر الشرطة والحراس في وقت لاحق صباح الإثنين.

هذه الأحداث قريبة بشكل أو بآخر من سيناريو فيلم "فوضى" الذي تناول النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي ويبدو أنها مستلهمة أيضا من الأفلام الهوليودية.

جندت الدولة العبرية ترسانتها الأمنية كاملة في مهمة البحث والقبض على الفارين، وسيرت لذلك طائرات بدون طيار ونصبت نقاط تفتيش على الطرق وانتشر الجيش في محيط مدينة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة التي يتحدر السجناء الستة من مخيمها وقراها.

تأتي عملية الفرار التي مضى عليها أكثر من 24 ساعة في وقت تحيي إسرائيل رأس السنة العبرية الثلاثاء.

أشادت الصحف الفلسطينية بالعملية فتصدر عنوان "6 أسرى من سجن جلبوع ينتزعون حريتهم" الصفحة الأولى لصحيفة القدس المستقلة مع صورة لموقع الحفرة التي خرج منها المعتقلون وقد تجمع حولها الصحافيون والمصورون.

أما صحيفة الحياة الجديدة التابعة للسلطة الفلسطينية فكتبت "6 أسرى يفرون من سجن الجلبوع الشديد الحراسة".

المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية في الشمال قال "لم نحرز أي تقدم في الوقت الحالي".

وأضاف "تم حشد جميع القوات الأمنية سواء الجيش أو جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والشرطة وحرس الحدود وجميع الوحدات الخاصة المختلفة للعثور على السجناء".

لكن السلطات الإسرائيلية اصدرت أمرا قضائيا ضد نشر تفاصيل التحقيق ساريا لمدة شهر.

- نائم -

تبدو سيناريوهات الوجهات التي قصدها أو يمكن أن يقصدها الفارون الستة متعددة، بدءا بأماكن سكنهم في جنين أو ربما قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس الإسلامية ويسكنه قادة حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها خمسة منهم.

وثمة سيناريو ثالث محتمل، يتمثل في محاولتهم عبور الحدود إلى إحدى الدول المجاورة.

وصرح مصدر في الشرطة لصحيفة "هآرتس" العبرية الثلاثاء بأنه من "الوارد جدا" أن يكون الرجال قد عبروا إلى الأردن الذي لا تبعد حدوده من السجن اكثر من عشرين كلم.

ووفقا للصحيفة فقد يكونون قد استقلوا سيارة على بعد ثلاثة كيلومترات من السجن.

ويتركز جزء كبير من التحقيق أيضا على كيفية نجاح المعتقلين الستة بالفرار بدون أن يلحظهم أي من الحراس في السجن المعروف بأنه شديد الحراسة ومجهز بأحدث التقنيات.

وبحسب إذاعة "كان" العامة الإسرائيلية فإن كاميرات المراقبة تمكنت من التقاط المعتقلين أثناء فرارهم من مخرج النفق لكن أحدا لم يكن يرصد الشاشات حينها.

وأشارت الإذاعة إلى أن الحارسة المناوبة كانت نائمة.

وقال صحافي في صحيفة "معاريف" إن التحقيقات تشير إلى أن حفر النفق قد يكون استغرق خمسة أشهر.

ويقضي أربعة من الفارين الستة أحكاما بالسجن مدى الحياة بينما بقي إثنان منهم موقوفين بدون أحكام بعد. وتتهمهم السلطات الإسرائيلية بتنفيذ عمليات ضد أهداف في الدولة العبرية.

- فرح وقلق -

على الأرض، فإن قصة الهروب جعلت الفارين "أبطالا" في نظر معظم الفلسطينيين بينما أشادت كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي بها.

أما عائلات الستة فتعيش حالة من القلق حول مصيرهم، ويخشى افرادها إعادة اعتقالهم أو اغتيالهم.

ففي قرية كفر دان شمال غرب جنين، التقت فرانس برس فؤاد كمنجي والد أيهم وهو أحد الفارين من السجن الإسرائيلي.

وقال الأب "كان الخبر صدمة، آمل من رب العالمين أن يبقيه حيا ويمد في عمره ويتنسم الحرية مع كل الشباب".

وبحسب الأب "استدعونا (الجانب الإسرائيلي) لمقابلة وسألونا ماذا دار من حديث بيني وبينه (أيهم) في آخر زيارة".

أما في مخيم المدينة التي شهدت في الفترة الأخيرة مواجهات عديدة بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، فكانت عائلة زكريا الزبيدي القائد السابق في "كتائب شهداء الأقصى" الجناح العسكري لحركة فتح، تتابع نشرات الأخبار.

وقال عمه جمال الزبيدي "سمعنا بالخبر من وسائل التواصل الاجتماعي وفيسبوك".

واضاف لفرانس برس "كنا فرحين جدا، فرح مع قلق حول مصير زكريا والشبان الذين معه" وتابع "لكن الحمدلله حتى الآن الأخبار جيدة".

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news15107.html