2021/08/25
في إطار المواجهة المتفاقمة بين روسيا وبلدان الإتحاد الأوروبي ..موسكو تهاجم «الشعور الخادع بالتضامن» ضدها في أوروبا

 

بدا أمس، أن موسكو وسعت تحركاتها الدبلوماسية في إطار المواجهة المتفاقمة بين روسيا وبلدان الاتحاد الأوروبي على خلفية الوضع في أوكرانيا، والتحركات العسكرية النشطة على طول الحدود الروسية الأوروبية. وتزامن التأكيد على التحالف مع بيلاروسيا الجارة في وجه الضغوط الغربية المتزايدة عليها، وفقا لنتائج محادثات أجراها الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، مع توجيه الخارجية الروسية رسائل حادة إلى أوكرانيا وبلدان حوض البلطيق والدول الأوروبية الأخرى المتضامنة مع كييف ضد سياسات موسكو.

 

وحملت نتائج محادثات بوتين ولوكاشينكو تأكيدا جديدا على تحالف البلدين في المواجهة المتصاعدة مع الغرب، ورغم أن الملف الأساسي الذي ناقشه الطرفان كان تطورات الوضع حول أفغانستان، وفقا لبيان الكرملين، لكن اللافت أن وكالة «بيلتا» الحكومية البيلاروسية قالت إن الزعيمين ناقشا المناورات الاستراتيجية الروسية البيلاروسية «الغرب 2021»، التي من المقرر أن تجري على الشهر المقبل، مع التركيز على الوضع على الحدود بين بيلاروسيا ودول حلف الناتو.

 

وتعد هذه المناورات الأوسع التي يجرها البلدان على طول الحدود مع أوروبا، ورأت مصادر بيلاروسية فيها ردا على تحركات الحلف الغربي قرب الحدود. وكان لوكاشينكو أكد في وقت سابق أن «القوات الروسية سوف تنتشر على أراضي بيلاروسيا في حال وجدنا أنفسنا أمام مواجهة مع خصم خارجي».

 

بالتزامن، شن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هجوما حادا على السلطات الأوكرانية و«الحلفاء الغربيين» الذين يدعمونها. وقال إن مبادرة «منصة القرم» التي أطلقتها كييف وعواصم أوروبية تعكس «دفع الأمور بشكل مصطنع نحو إضفاء الشعور الخادع بالتضامن في أوروبا».

 

وكانت كييف استضافت أول من أمس، منتدى دوليا حمل عنوان «منصة القرم» بحضور ممثلين عن أربعين دولة ومنظمة أممية وإقليمية من داخل القارة الأوروبية وخارجها.

 

ووصف الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، اللقاء بـ«الناجح»، معربا عن ثقته بأن تؤسس «منصة القرم» لإنشاء «ائتلاف دولي قوي لتحرير القرم من الاحتلال الروسي».

 

لكن لافروف شكك في جدوى التحرك المناهض لروسيا، وزاد أمس خلال مؤتمر صحافي: «أود أن أقول إننا على علم بالأساليب المستخدمة لإجبار الحلفاء على الانضمام إلى مثل هذه المبادرات التي لا مغزى لها، لذا فلا عجب من رؤية الشعور الخادع بالتضامن بين دول الاتحاد الأوروبي وأعضاء الناتو الذي شكل أساسا لهذه المبادرة الدعائية الفارغة تماما والتي لا مستقبل لها إطلاقا».

 

وأشار الوزير إلى أن «منصة القرم» تعد «مبادرة معادية لروسيا بشكل واضح، وتم اصطناعها من أجل تغذية المشاعر القومية المتطرفة في أوكرانيا التي تشجعها السلطات في كييف وزعماء العالم الغربي على حد سواء».

 

وكان المنتدى اختتم أعماله بإصدار بيان ختامي لمح إلى احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ضم شبه جزيرة القرم إليها في العام 2014.

 

وجاء في الوثيقة، التي نشرت على الموقع الرسمي للخارجية الأوكرانية، أن المجتمعين قرروا «النظر في إمكانية اتخاذ مزيد من الإجراءات السياسية والدبلوماسية وفرض قيود على روسيا... في حال الضرورة وإذا تطلبت تصرفات روسيا القيام بذلك».

 

وأشار البيان إلى أن «منصة القرم» تم تأسيسها كـ«منصة استشارية وتنسيقية لاستعادة سيطرة أوكرانيا على القرم»، مع تجديد التأكيد على أن «موسكو قامت بضم المنطقة بشكل غير شرعي وعملت على تحويلها إلى قاعدة عسكرية ضخمة، فضلا عن ارتكابها انتهاكات حقوق سكان المنطقة والعمل على تغيير الوضع الديموغرافي» في شبه الجزيرة.

 

وتزامن احتدام السجال الروسي الأوروبي حول الوضع في أوكرانيا، مع احتفال الأخيرة أمس، بالذكرى الثلاثين على استقلالها بعد تفكك الاتحاد السوفياتي.

 

وحملت الاحتفالات هذا العام دلالات كبرى مع تنظيم عرض عسكري ضخم في وسط العاصمة كييف، ما عكس سعي أوكرانيا إلى توجيه رسائل مباشرة إلى موسكو وفقا لتعليقات خبراء.

 

ولا تخفي أوكرانيا سعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتعزيز التكامل مع أوروبا في مواجهة ما تصفه «العدوان الروسي».

 

في غضون ذلك، أعلنت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسية أنها اعتقلت «جاسوسا» أوكرانيا نشط في جمع معلومات عن القدرات العسكرية لروسيا. ونشرت الهيئة مقطع فيديو يظهر لحظة اعتقال المواطن الأوكراني في مدينة تولا (جنوب موسكو).

 

ووفقا لدائرة الأمن الروسية، فقد بينت التحقيقات أن المشتبه به كان عميلا للخدمات الخاصة لأوكرانيا، وكان يجمع البيانات حول الأسلحة الحديثة في روسيا.

 

وأفاد بيان أمني بأن المعتقل تحرك وفقا لتعليمات أجهزة المخابرات الأوكرانية، وحاول تجنيد موظفين عاملين في مؤسسات الدفاع الروسية المحاطة بالسرية.

 

وهذا ثاني «جاسوس» أوكراني يتم الكشف عن اعتقاله خلال الشهر الأخير وحده، إذ سبق أن أعلنت موسكو في بداية أغسطس (آب) أن أوكرانيّا حاول تهريب رؤوس توجيه صواريخ دفاعية يواجه حكما بالسجن لمدة أربع سنوات.

 

وأفادت أجهزة الاستخبارات الروسية بأنها تمكنت من إحباط عملية تهريب قطع الغيار العسكرية قبل تنفيذها، وزادت أن التحقيقات دلت إلى أن المعتقل موظف في جهاز الأمن الأوكراني.

 

في غضون ذلك، وسعت موسكو تحركات مماثلة لتشمل بلدان حوض البلطيق إستونيا ولاتفيا وليتوانيا التي تصفها وسائل إعلام روسية بأنها غدت «رأس الحربة في المواجهة المتصاعدة بين روسيا وحلف الأطلسي». وكانت موسكو تبادلت طرد سفراء وفرض قيود مع البلدان الثلاثة أخيرا، وأعلنت النيابة العامة الروسية أمس، عن تدابير إضافية إذ تم إدراج عدد من المنظمات الدينية في لاتفيا وأوكرانيا على قائمة المنظمات المحظورة في روسيا.

 

الشرق الاوسط

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news14873.html