2021/06/20
بعد فوز قاض من غلاة المحافظين بالرئاسة.. ما مصير العلاقات الإيرانية الخليجية؟ وماذا عن حرب اليمن؟

قال محللون إن دول الخليج العربية لن تتراجع على الأرجح عن الحوار لتحسين العلاقات مع إيران بعد فوز قاض من غلاة المحافظين بالرئاسة لكن محادثاتها مع طهران قد تصبح أكثر صعوبة، وفق ما نقلته وكالة رويترز.

وقالوا إن آفاق تحسن العلاقات بين إيران الشيعية والأنظمة الملكية العربية السنية في الخليج قد تتوقف في نهاية المطاف على إحراز تقدم في إحياء اتفاق طهران النووي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى بعد فوز إبراهيم رئيسي في انتخابات الرئاسة التي جرت يوم الجمعة.

ويتولى القاضي ورجل الدين الإيراني، الخاضع لعقوبات أمريكية، منصبه في أغسطس آب، في حين تستمر المحادثات النووية في فيينا في عهد الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، وهو رجل دين أكثر براجماتية.

وبدأت السعودية وإيران، الخصمان الإقليميان منذ أمد بعيد، محادثات مباشرة في أبريل نيسان لاحتواء التوتر في نفس الوقت الذي انخرطت فيه القوى العالمية في المفاوضات النووية.

وقال عبد الخالق عبد الله المحلل السياسي الإماراتي ”بعثت إيران الآن رسالة واضحة مفادها أنها تميل إلى موقف أكثر تطرفا وأكثر تحفظا”. وأضاف أن انتخاب رئيسي قد يجعل تحسين العلاقات مع دول الخليج تحديا أصعب.

وتابع قائلا ”لكن إيران ليست في وضع يمكنها من أن تصبح أكثر تطرفا... لأن المنطقة أصبحت صعبة للغاية وخطيرة للغاية”.

وسارعت الإمارات وسلطنة عمان بتهنئة رئيسي. وتمثل دبي، المركز التجاري الإماراتي، بوابة تجارية لإيران، ولعبت عُمان دور الوساطة الإقليمية في كثير من الأحيان.

وباتت السعودية والبحرين البلدين الوحيدين بالخليج اللذين لم يعقبا بعد على النتيجة.

وقال خالد السليمان في صحيفة عكاظ السعودية ”تعددت الوجوه والرئيس هو (آية الله علي) خامنئي”.

وعبر رئيسي، وهو من أشد المنتقدين للغرب وحليف الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الذي يتمتع بالسلطة المطلقة في إيران، عن دعمه لمواصلة المفاوضات النووية.

وقال عبد العزيز صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث ”إذا نجحت محادثات فيينا وكان الوضع أفضل مع أمريكا، فعندئذ قد يتحسن الوضع في ظل وجود غلاة المحافظين القريبين من الزعيم الأعلى في السلطة”.

“تأثيــــــر”

قال جان مارك ريكلي المحلل في مركز جنيف للسياسات الأمنية إن إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأمريكية عن إيران من شأنه أن يعزز موقف رئيسي ويخفف من حدة الأزمة الاقتصادية الإيرانية ويكون له تأثير في محادثات الخليج.

ولا ترغب إيران ولا دول الخليج العربية في العودة إلى حالة التوتر التي شهدها عام 2019 جراء سلسلة من الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط في مياه الخليج ومنشآت نفط سعودية، ثم إقدام واشنطن خلال حكم الرئيس السابق دونالد ترامب على اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في العراق.

وقال محللون إن التصور بأن واشنطن تنفصل الآن عسكريا عن المنطقة تحت قيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن يدفع إلى اتباع نهج أكثر واقعية في منطقة الخليج.

ومع ذلك طالب بايدن إيران بالحد من برنامجها الصاروخي والتوقف عن دعم وكلائها في المنطقة مثل جماعة الحوثي في اليمن وهي مطالب تحظى بدعم قوي من دول الخليج العربية.

وقال ريكلي ”لقد أدرك السعوديون أنه لم يعد بوسعهم الاعتماد على الأمريكيين من أجل أمنهم... ورأوا أن إيران تمتلك الوسائل لممارسة ضغط حقيقي على المملكة من خلال الهجمات المباشرة وأيضا من خلال مستنقع اليمن”.

وتركز المحادثات السعودية الإيرانية بشكل أساسي على اليمن حيث لم تعد الحملة العسكرية التي تقودها الرياض منذ أكثر من ست سنوات ضد جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران تحظى بدعم الولايات المتحدة.

وتحافظ الإمارات على اتصالاتها مع طهران منذ عام 2019 في حين تقيم علاقات أيضا مع إسرائيل عدو إيران اللدود في المنطقة.

وفي الأسبوع الماضي، كتبت سنام وكيل الباحثة في مؤسسة تشاتام هاوس البريطانية تقول إنه كان من المتوقع استمرار المحادثات الإقليمية لا سيما المتعلقة بالأمن البحري ولكن ”لا يمكن أن تكتسب (المحادثات) الزخم إلا إذا أظهرت طهران حسن النية”.

“رويترز”

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news13592.html