أثارت الصرخة التي أطلقها المعتدي الذي صفع، الثلاثاء، الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، تساؤلات حول المعنى والدلالات التي تحملها، والتي قد ”تفسر” فعلته، في وقت ندد كثيرون بما قام به.
وبينما تدل عبارة ”تسقط الماكرونية” على رفض سياسات الرئيس الفرنسي تبقى عبارة ”مون جوا سانت دونيس” غامضة بالنسبة لكثيرين.
أقدم رجل على صفع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال جولة في جنوب شرق فرنسا، الثلاثاء. وبعد أن صافحه ماكرون، فاجأ الرجل الذي كان يصرخ "تسقط الماكرونية"، الرئيس الفرنسي بصفعة على وجهه قبل أن يتدخل رجال الأمن. pic.twitter.com/Y5eXExq49Q
— قناة الحرة (@alhurranews) June 8, 2021
وقبل صفع ماكرون، أمسك المعتدي بيد الرئيس وصرخ في وجهه قائلا ”مون جوا سانت دونيس” (Monjoie Saint-Denis) وهي في الحقيقة عبارة من كلمتين، الأولى ”مون جوا ” والتي ترمز إلى راية حرب تاريخية، و”سانت دونيس” وهي مرادف لوصف القديس دونيس.
وتحمل عديد المناطق والكنائس في فرنسا اسم هذا القديس وعلى رأسها بلدية ”سانت دونيس” في العاصمة باريس.
وشعار ”مون جوا سانت دونيس” هو تعبير يستخدمه بعض أنصار اليمين المتطرف الفرنسي وخاصة أنصار الملكيين، بحسب موقع ”أكتي سانت دونيس”
ويقول مؤرخون فرنسيون إن هذه الصرخة ترمز لمعركة قديمة حدثت بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر، في عهد الكابتيين.
والكابيتيون، سلالة تضم كل من ينسب إلى أوغو كابيه ملك فرنسا القديم، وفق موقع قناة ”أر تي أل” الفرنسية.
وملك إسبانيا خوان كارلوس، ودوق لوكسمبورغ الأكبر هم أعضاء من هذه العائلة أيضا، من خلال فرع سلالة بوربون، وفق ما يوضحه بول كوينتل، في كتابه ”موسوعة يونيفيرساليس” (Encyclopedia Universalis).
وأوضح بول كوينتل أنه ”من الصعب تحديد أصل العبارة، لكنها، على ما يبدو استخدمت بالفعل في معركة ”بوفين” (Bouvines) في عهد الملك فيليب الثاني”.
وبالنسبة لملوك الكابيتيين، أتاحت هذه الصرخة استدعاء القديس دينيس والاستفادة من حمايته أثناء المعركة.
وهذه الصرخة، التي قد تبدو قديمة، ظهرت عدة مرات في التاريخ السياسي الفرنسي.
وفي الآونة الأخيرة، أدانت محكمة نانتير ثلاثة طلاب، أعضاء في ”الحركة الفرنسية” (Action Française) وهي مجموعة ملكية يمينية صغيرة تدعو إلى مناهضة البروتستانتية ومعاداة الماسونية وكراهية الأجانب ومعاداة السامية.
وأدين الطلاب الثلاثة، في 2018، إثر مشادات مع نائب بالبرلمان الفرنسي اسمه إريك كوكريل، وقد ردد ثلاثتهم نفس الشعار.
وفي تعليقه على ما حدث اليوم للرئيس الفرنسي غرد كوكريل قائلا ”هل تأخذون عنف اليمين المتطرف على محمل الجد الآن؟”.
???? « Montjoie Saint-Denis » prononcé avant la gifle sur le Président : ce slogan est celui de l’extrême-droite royaliste. Exactement ce qu’est Papacito. Ça y est, vous la prenez au sérieux la violence d’extrême-droite maintenant ? Solidaire du Présidentpic.twitter.com/MrIlcYrAQc
— Eric Coquerel (@ericcoquerel) June 8, 2021
وفي تغريدة أخرى، قال كوكريل ”هذا الشعار أعرفه جيدا، لقد هاجمتني المجموعة الملكية اليمينية المتطرفة Action Française في بداية ولايتي بنفس الصرخة”.
???? Ce slogan prononcé avant la gifle sur Macron, je le connais. Le groupuscule d'extrême-droite royaliste Action Française m'avait agressé en début de mandat avec le même cri Nous n'avons jamais cessé d'alerter. Vous mesurez le danger maintenant ? Ma solidarité au Président. pic.twitter.com/IGwPBSYRpg
— Eric Coquerel (@ericcoquerel) June 8, 2021
ثم تابع معبرا تضامنه مع الرئيس الفرنسي: ”لم أتوقف أبدا عن التنبيه، هل ترون الخطر الآن؟ تضامني مع الرئيس”.