2021/04/25
وكالة الصحافة الفرنسية: الحوثيون يواصلون التقدم نحو مدينة مأرب ومقتل 65 في معارك ضارية

حقّق المتمردون الحوثيون في اليمن تقدما مهما نحو مدينة مأرب الاستراتيجية، آخر معاقل السلطة في الشمال، بعد معارك ضارية مع القوات الحكومية قتل فيها 65 من الطرفين، حسبما أفاد مسؤولون عسكريون الأحد لوكالة الصحافة الفرنسية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) عن مسؤولين في القوات الموالية للحكومة إن المتمردين استكملوا السيطرة على الكسارة شمال غرب المدينة وانتقلت المعارك الى أطراف منطقة الميل على بعد أقل من ستة كلم عن وسط مدينة مأرب وأصبحت الجبال المحيط بمنطقة الميل خط الدفاع الأهم عن المدينة من جهتها الغربية.

لكن الكاتب والسياسي اليمني، الدكتور محمد جميح، نفى صحة الخبر الذي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، معتبراً أن ما نشرته الوكالة يعد فضيحة مهنية بامتياز، مطالباً الوكالة بتحري الدقة.

وقال ’’جميح’’ في سلسلة تغريدات على ’’تويتر’’، رصدها محرر ’’المشهد الدولي’’:

’’نشرت وكالة الصحافة الفرنسية اليوم خبراً هو فضيحة مهنية بامتياز حول سقوط جبهة الكسارة  بمأرب ونسبت الخبر لمسؤولين موالين للحكومة!’’

وأضاف: ’’تواصلت مع بعض الصحفيين، وأبلغتهم عدم صحة الخبر، وبعد طول نقاش تبين أن محرر الخبر اعتمد على حساب حوثي على تويتر باسم مستعار’’ مضيفاً أن ’’على الوكالة تحري الدقة’’.

وتابع جميح قائلا: ’’محرر وكالة الصحافة الفرنسية الذي نشر خبر سقوط جبهة الكسارة في مأرب، ونسبه لمسؤولين موالين للحكومة، هذا المحرر اتضح أنه ينقل عن حساب مغرد حوثي باسم مستعار’’. دخلت الحساب، ووجدته ينشر أن الحوثيين ’’يمكن يصلون الظهر’’ في حوش مستشفى الهيئة بالمدينة. عيب يا ’’فرانس برس’’!!!

وأضاف: ’’وكالة الصحافة الفرنسية ذات سمعة محترمة، لكن عندما تنشر خبراً مفبركاً عن سقوط جبهة الكسارة بمأرب، وأن المعارك تبعد عن مدينة مأرب ستة كيلو متر ، وعندما يتضح أن محرر الخبر يعتمد على حساب مزور لأحد الحوثيين، فإن على الوكالة أن تراجع أداء المحرر الذي نسب الخبر لمسؤولين موالين للحكومة’’.

 

ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، يسعى الحوثيون لوضع يدهم على كامل الشمال اليمني. وبهدف تحقيق ذلك يشنون هجمات متواصلة لدخول مدينة مأب الواقعة في محافظة غنية بالنفط تحمل الاسم ذاته، تحت تهديد غارات تحالف عسكري بقيادة السعودية يدعم القوات الحكومية.

منذ عام ونيّف يحاول الحوثيون المدعومون من إيران السيطرة على مدينة مأرب.

وبعد فترة تهدئة، استأنف الحوثيون في الثامن من شباط/فبراير هجومهم على القوات الحكومية المدعومة من التحالف العسكري منذ بدء عملياته في اليمن في آذار/مارس 2015.

وقُتل مئات من الطرفين في المعارك التي تدور بالقرب من المدينة التي تبعد نحو 120 كلم شرق العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ 2014.

وفي الساعات الـ48 الماضية، لقي 26 من القوات الموالية للحكومة بينهم أربعة ضباط و39 في صفوف المتمردين مصرعهم، وفقا للمسؤولين العسكريين. ولا يعلن الحوثيون عادة عن خسائرهم.

ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة ف بها خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.

ودفع الحوثيين بمئات المقاتلين خلال اليوممن الماضيين الماضية لحسم المعركة. ورغم ضربات الطيران، إلا أن مقاتليهم "لا يتوقفون عن التدفق والقتال لتحقيق مزيدا من التقدم"، بحسب أحد المصادر العسكرية.

- دراجات نارية -

اضطر الحوثيون وفقا للمصدر ذاته "لاستخدام الدراجات النارية في هجماتهم بعدما بات الطيران يستهدف معظم مركباتهم العسكرية".

ويتواصل هجوم المتمردين على مأرب رغم الدعوات من أجل هدنة في البلد الذي تمزّقه الحرب منذ 2014.

وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3,3 ملايين شخص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة.

في آذار/مارس، رفض الحوثيون دعوة السعودية إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، إذ إنهم يطالبون برفع كامل للحظر الجوي والبحري الذي تفرضه السعودية. وبدلاً من ذلك، صعّدوا الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية نحو عمق المملكة التي توفر الدعم الجوي للقوات الموالية للحكومة في معارك مأرب.

وبقيت مأرب في منأى من الحرب في بدايتها.ويُعتبر موقع المدينة الصغيرة مهما ليست فقط لقربها من صنعاء، بل لانّها تعتبر منطلقا نحو مناطق الجنوب والشمال على حد سواء بفضل مفترق الطرق الرئيسي الذي تتوزع منازلها على جوانبه.

وكان يقطن في مأرب بين 20 و 30 ألف شخص في فترة ما قبل اندلاع النزاع في 2014، لكن عدد سكانها تضاعف إلى مئات الآلاف بعدما لجأ إليها نازحون من كل مناطق اليمن وباتت تضم نحو 140 مخيما للنازحين.

وبحسب مجلس الأمن الدولي، فإنّ معركة مأرب "تعرّض مليون نازح داخليا لخطر كبير وتهدد جهود التوصل إلى حلّ سياسي، في وقت يتحد المجتمع الدولي بشكل متزايد لإنهاء النزاع".

واتّهم مسؤول في القوات الحكومية الحوثيين هذا لاشهر بالدفع بموجات من المجندين الشبان، وبينهم أطفال حتى، بهدف إضعاف القوات الموالية واستنفاد ذخيرتها.

*فرانس برس.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news12097.html