2021/04/16
باكستان تحجب وسائل التواصل الاجتماعي لساعات بعد تظاهرات مناهضة لفرنسا

حجبت الحكومة الباكستانية وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الرسائل الفورية لبضع ساعات الجمعة، وهو اليوم الذي تنظم فيه تجمعات كبرى بعد الصلاة، في أعقاب عدة أيام من التظاهرات العنيفة المناهضة لفرنسا.

جاء ذلك غداة توصيات أصدرتها السفارة الفرنسية في باكستان للرعايا الفرنسيين والشركات الفرنسية بمغادرة البلاد موقتا بسبب ’’تهديدات جدية’’ لمصالح باريس.

وفي إشعار إلى هيئة الاتصالات الباكستانية، طلبت وزارة الداخلية ’’الحجب الكامل’’ لتويتر وفيسبوك وواتسآب ويوتيوب وتلغرام حتى الساعة 15,00 (11,00 ت غ).

وأوضحت هيئة الاتصالات أن الهدف هو ’’الحفاظ على النظام العام والأمن’’. وعاد كل شيء الى طبيعته في الوقت المحدد.

وجاءت رسالة السفارة الفرنسية عقب عدة أيام من تظاهرات عنيفة في لاهور (شرق) وكراتشي (جنوب)، أكبر مدينتين في باكستان وكذلك في العاصمة إسلام اباد (شمال) بإيعاز من حركة لبيك باكستان المتشددة للمطالبة بطرد السفير الفرنسي.

كثيرا ما تستخدم الأحزاب السياسية منصات وسائل التواصل الاجتماعي لحشد المؤيدين. وتخشى السلطات أن يستخدم هذا الحزب صلاة الجمعة، لتأجيج استياء مناصريه وحشدهم بعد انتهائها.

وغالبا ما تلجأ الحكومة الباكستانية الى هذا التكتيك القائم على قطع شبكات الهاتف النقال وحجب وسائل التواصل الاجتماعي لمنع تنظيم تظاهرات حاشدة.

بعد اعتقال زعيمهم سعد رضوي الاثنين رد أنصار حركة لبيك باكستان بغضب في لاهور فقطعوا العديد من مفترقات الطرق الرئيسية في المدينة وكذلك في كراتشي وفي العاصمة إسلام أباد.

واعتقل رضوي نجل خادم حسين رضوي مؤسس الحركة الذي توفي في تشرين الثاني/نوفمبر بعد ساعات من دعوته إلى تنظيم تظاهرة في 20 نيسان/ابريل في إسلام أباد للمطالبة بطرد السفير الفرنسي لمسألة تتعلق بنشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في فرنسا.

وقالت مصادر في الشرطة لوكالة فرانس برس إن أكثر من 200 من مناصري الحركة اعتقلوا خلال عدة أيام من المواجهات مع السلطة.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الجمعة إن أربعة شرطيين قتلوا وأصيب أكثر من 600.

وقالت مريم جمال التي تعمل في شركة تسويق رقمية في لاهور لوكالة فرانس برس ’’الأيام الماضية كانت فوضوية’’. وأوضحت ’’اولا لم نتمكن من الوصول الى العمل في الوقت اللازم بسبب اغلاق الطرقات والحواجز والآن لا يمكننا تقريبا القيام بشيء لان شبكات التواصل الاجتماعي حجبت’’.

تراجعت التظاهرات بشكل كبير صباح الجمعة. في لاهور واصلت مجموعة من مناصري حركة لبيك باكستان التظاهر امام مدرسة دينية هي أيضا مقر للحزب.

-هدوء-

عملت حكومة عمران خان جاهدة من أجل السيطرة على حركة لبيك باكستان لسنوات، لكنها أعلنت هذا الأسبوع فرض حظر تام على الجماعة مصنفة إياها على أنها إرهابية.

تزايدت المشاعر المناهضة لفرنسا في باكستان منذ أن دافع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نشر رسوم كاريكاتورية باسم حرية التعبير وذلك خلال مراسم تكريم استاذ قُتل في 16 تشرين الأول/اكتوبر في الشارع بعدما عرض على تلاميذه الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها أسبوعية شارلي ايبدو الساخرة.

وعززت التدابير الأمنية في محيط السفارة الفرنسية في إسلام أباد كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس الخميس، وتم نشر حاويات على طول الحائط الخارجي للسفارة وحراس تابعين لقوة شبه عسكرية باكستانية.

لكن الفرنسيين الذين تحدثت اليهم وكالة فرانس برس يبدو أنهم يحافظون على هدوئهم. وقال أحدهم وهو يقيم في اسلام اباد رافضا الكشف عن اسمه ’’ليس هناك قلق كبير’’.

وأضاف ’’أتخيل أنه كان هناك تهديدات أكثر لمصالح اقتصادية، لكن نحن في اسلام اباد لا نتحرك كثيرا من المنزل بمطلق الأحوال بسبب الوضع الصحي والمدارس مغلقة بالتالي، هذا الامر لا يغير كثيرا بالنسبة الينا’’.

وتصريحات ماكرون التي أكد فيها ان فرنسا لن تتراجع عن حرية نشر الرسوم، أثارت احتجاجات في باكستان نظمتها الحركة.

ونظمت احتجاجات كذلك في عدة دول مسلمة وأدت أيضا الى إطلاق دعوات لمقاطعة منتجات فرنسية.

في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، اتهم عمران خان الرئيس الفرنسي ب’’مهاجمة الإسلام’’ وتم استدعاء السفير الفرنسي مارك باريتي للرد على ما وصف بأنه ’’حملة منهجية مناهضة للإسلام تحت غطاء حرية التعبير’’ من جانب الرئيس الفرنسي. ومنذ ذلك الحين، بقيت العلاقات متوترة بين سلطات البلدين.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news11798.html