2021/03/25
’’مكاسب’’ ما قبل إنهاء القتال في اليمن.. الهجوم على مأرب مقابل ضربات التحالف

رغم الاقتراح السعودي بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في اليمن، يستكمل الحوثيون طريقهم نحو السيطرة على مأرب، مما يجعلهم يملكون اليد الأقوى في أي مفاوضات مستقبلية، بحسب بوبي غوش محرر الرأي بوكالة بلومبرغ الأميركية.

ويقول غوش إنه بعد ساعات من اقتراح السعودية وقف إطلاق النار لإنهاء حرب اليمن المستمرة منذ ست سنوات، قصفت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء تابعة للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. 

وأضاف ’’لا ينبغي أن نتفاجأ. فمن غير المألوف في الحروب المستمرة منذ فترة طويلة ألا تتبع الهدنة ضربة قتال، حيث يحاول المتحاربون كسب بعض المزايا التي يمكنهم استخدامها على طاولة المفاوضات’’.

’’لكن إذا كان هذا هو ما كان يسعى إليه التحالف، فمن المؤكد أنه سيصاب بخيبة أمل’’، بعد أن رفض الحوثيون العرض السعودي ووصفوه بأنه ’’غير جاد ولا يحتوي على شيء جديد’’.

ويرى غوش أن الحوثيين يعملون نحو هدف أكثر طموحا، وهو الاستيلاء على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، والواقعة شرق صنعاء.

وتابع قائلا: ’’الحوثيون مصممون على الاستيلاء على المدينة، مما سيعزز سيطرتهم على شمال ووسط اليمن. ويبدو السعوديون وحلفاؤهم حريصين بنفس القدر على منع مأرب من الوقوع في أيدي المتمردين’’. 

ويتوقع أن تنتظر المناقشات بشأن إنهاء ما تسميه الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم حتى نتيجة هذه المعركة.

إلا أنه يقول: ’’قد يكون الانتظار طويلا، لأن المتمردين ليسوا في عجلة من أمرهم. كان الحوثيون، في حالة حرب مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا منذ عام 2014. وفي العام التالي، تدخل تحالف تقوده السعودية إلى جانب الحكومة، وكان تأثيره محدودا’’.

وتابع ’’لا يزال المتمردون يسيطروا على جزء كبير من البلاد، بما في ذلك صنعاء. فشلت جهود الأمم المتحدة للتوسط في تحقيق السلام، وذهبت دعوات التحالف السابقة لوقف إطلاق النار أدراج الرياح’’.

كما أشار إلى رفض الحوثيين خطة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ.

ومضى قائلا: ’’أودت الحرب حتى الآن بحياة أكثر من 230 ألف شخص، وشردت الملايين، ودمرت بالكامل أفقر دولة في الشرق الأوسط’’.

أما الحوثيون، فقد واصلوا حملة الهجمات على الأراضي السعودية، وضربوا المنشآت النفطية والمطارات.

وفي ظل هذه الظروف، من المرجح أن يفسر الحوثيون العرض السعودي بإنهاء الحرب على أنه علامة ضعف، ويضغطون من أجل ما هو أكثر بكثير من وقف الأعمال العدائية تحت إشراف الأمم المتحدة، وفقا لغوش. 

وبحسب غوش، سيدرك الحوثيون ’’أن الكثير قد تغير، في الغالب لصالحهم، منذ اتفاق السلام قصير الأجل الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في ستوكهولم قبل أكثر من عامين’’.

وفي المقابل تواجه السعودية الآن هجمات من وكلاء إيران في الشمال من العراق وكذلك من الجنوب، في وقت علق فيه بايدن الدعم العسكري الأميركي للتحالف في اليمن، وأوقف مبيعات الأسلحة لكل من السعودية والإمارات. 

بينما يمتلك الحوثيون ’’المزيد من الأسلحة الإيرانية، وتشجيع طهران على الاستمرار في تهديد عدوهم المشترك’’.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news11230.html