2021/02/06
ستزور الأهرامات وتاج محل والقطب الشمالي وأنت في منزلك.. تقنيات الواقع الافتراضي تكسر القيود وتلغي المسافات

أدت القيود المفروضة على السفر بسبب تفشي جائحة كورونا، إلى تضاعف الإقبال على نوع جديد منه، يمكّنك فعلاً من الترحال بين مدن وبلدان، والتجوال في أشهر الوجهات السياحية بالمعمورة، لكن دون أن تغادر منزلك، كل ذلك باستعمال تقنيات الواقع الافتراضي، وهو الأمر الذي اعتبر محللون أنه ’’سيكون لحظةً فاصلة بالنسبة للتكنولوجيا في عالم السياحة’’.

ونقل تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، السبت 6 فبراير/شباط 2021، آراء عدد من المتخصصين، الذين أجمعوا على أن الهروب من المكوث على الأريكة، من خلال مجموعةٍ متزايدة من تجارب السفر في الواقع الافتراضي، يخلق نوعاً من الإثارة لقضاء إجازات ما بعد الجائحة.

تقنيات وتطبيقات جديدة

رالف هوليستر، مُحلِّل السياحة بشركة Global Data الإنجليزية ومؤلِّف تقرير حديث عن الواقع الافتراضي في السياحة، يتوقع أن يزداد الإقبال على هذه التقنيات، وصرح في هذا الخصوص قائلاً: ’’طالما تزداد الجائحة ونقضي مزيداً من الوقت في الداخل، لابد أن نشهد مزيداً من تبنّي سياحة الواقع الافتراضي’’. 

في هذا السياق، أطلقت شركة Oculus، المختصة بإنتاج نظَّارات الواقع الافتراضي، سماعة الرأس Quest 2، في أكتوبر/تشرين الأول، وتشمل التجارب الأشهر تجربة National Geographic VR، التي تأخذ المستخدمين إلى أماكن مثل القارة القطبية الجنوبية، حيث يمكنهم التنقُّل بين الجبال الجليدية في قوارب الكاياك، وتسلق الجرف الجليدي، والنجاة من العواصف الثلجية المستعرة أثناء بحثهم عن مستعمرةٍ مفقودة للبطاريق. 

تطبيقٌ آخر، وهو Wander، يمكنه نقل مسافري الواقع الافتراضي من أهرامات مصر إلى حدائق تاج محل، بينما يقدِّم تطبيق Alcove تجارب مغامرة من ركوب المنطاد إلى الجولات في المدن. 

ينقلك إلى أشهر الوجهات 

تنقل هذه التطبيقات المسافرين الافتراضيين إلى باريس والبندقية والقدس وطوكيو، ومن خلال عيون السكَّان المحليين يمكنك مشاهدة الهدوء والجمال في مختلف الأماكن كما كانت خلال شهر أبريل/نيسان. 

قال متحدِّثٌ باسم شركة Oculus: ’’في هذا الوقت من التباعد الاجتماعي، يبحث الناس عن طرقٍ مختلفة للاستمتاع والنشاط، وهذا ما يقدِّمه الواقع الافتراضي’’. 

كما أضاف: ’’سواء كنت تريد نقل نفسك إلى أماكن مختلفة في العالم، أو اللعب مع الأصدقاء، أو التمتُّع باللياقة البدنية، أو مجرد التمشي، وتشعر بأنك في الغرفة نفسها، يمكنك إدراك ذلك باستخدام الواقع الافتراضي’’. 

فيما يُعَدُّ مجلس السياحة الوطني في ألمانيا أحد أبرز المتبنين لتكنولوجيا الواقع الافتراضي، وقد كشف النقاب عن عددٍ من مشاريع المغامرة. وتستخدم مؤسسة المالديف للتسويق والعلاقات العامة الواقع الافتراضي لعرض تجارب مثل اليوغا والغطس. 

إلى أين ستذهب بنا هذه التقنية؟

وقال هوليستر، إن الواقع الافتراضي لا يزال يُنظَر إليه باعتباره وسيلةً للتحايل، وأضاف: ’’يبقى أن نرى ما إذا كان الاستخدام المتزايد للواقع الافتراضي سيتزايد إلى ما بعد استئناف السفر’’. 

كما تابع: ’’أعتقد أن الزيادة ستستمر، خاصةً مع جيل الألفية في السنوات المقبلة، حيث ينتقلون إلى وظائف ذات أجورٍ أعلى، ويتعامل معهم المُسوِّقون بجديةٍ أكبر، لن يشعروا بالغربة، بسبب استخدامهم التكنولوجيا’’. 

ويُستخدَم الواقع الافتراضي حالياً في مرحلةٍ بالسياحة يبحث فيها الأشخاص عن المكان الذي يرغبون في الذهاب إليه. ومن بين عروض شركة Kuoni للسياحة، بإمكان العملاء المُحتَمَلين القيام بجولةٍ 360 درجة بمنتجع Sandy Lane في باربادوس. 

كما يتوقَّع هوليستر أنه في المستقبل سيكون بإمكان الأشخاص استخدام الواقع الافتراضي لحجز الرحلات مباشرةً، إضافة إلى اختيار المقاعد على الطائرات وغرف الفنادق بنقرةٍ واحدة على جهاز التحكُّم. 

إذ يرغب كثير من المسافرين والمستهلكين في خوض تجربةٍ سلسة، ’’للانتقال من البحث إلى حجز بأقل عددٍ ممكنٍ من النقرات، وتوفير أكبر قدرٍ ممكنٍ من الوقت’’. 

لكن هذه التقنيات لها حدودها، التي حددها المتحدث نفسه في اللمس والتذوق والشم، وكل التجارب الحسية الأخرى، التي تمتاز بها السياحة الواقعية، وهو شيءٌ ليس بإمكان الواقع الافتراضي فعله.

تم طباعة هذه الخبر من موقع المشهد الدولي https://almashhad-alduali.com - رابط الخبر: https://almashhad-alduali.com/news10097.html