إيران تتهم الموساد ومجاهدي خلق باغتيال فخري زاده في عملية ’’معقدة’’

قبل 3 سنة | الأخبار | عربي ودولي
مشاركة |

اتهمت إيران جهاز ’’الموساد’’ الإسرائيلي ومنظمة ’’مجاهدي خلق’’ المحظورة، بتنفيذ عملية ’’معقدة’’ باستخدام أسلوب ’’جديد بالكامل’’، لاغتيال العالم النووي محسن فخري زاده الذي شيّع الإثنين في مراسم تليق بكبار ’’شهداء’’ البلاد.

وعلى هامش وداع العالم البارز الذي اغتيل الجمعة قرب طهران، تعهد مسؤولون إيرانيون مواصلة الدور الذي كان يؤديه.

وكانت وزارة الدفاع أفادت الجمعة أن فخري زاده (59 عاما)، توفي متأثرا بجروحه بعد عملية استهداف لموكبه شملت تفجير سيارة وإطلاق رصاص، وذلك على طريق في مدينة آب سرد بمقاطعة دماوند شرق طهران.

وكشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني الإثنين أن الاغتيال كان ’’عملية معقدة استخدمت فيها أجهزة الكترونية، ولم يكن ثمة أي شخص في المكان’’، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأن ذلك.

وأتت تصريحاته في مقابلات مصورة نشرها التلفزيون الرسمي ووكالة ’’فارس’’ للأنباء، على هامش مراسم التشييع.

وكانت الوكالة أوردت الأحد، أن إطلاق النار كان من خلال رشاش آلي موضوع على متن شاحنة صغيرة، وتم التحكم به عن بعد، قبل أن يتم تفجير السيارة.

وأفاد شمخاني في تصريحاته ’’استخدم العدو أسلوبا (...) جديدا بالكامل، واحترافيا’’، كاشفا أن فخري زاده كان مهددا ’’منذ عشرين عاما’’، وتم إفشال محاولات سابقة لاستهدافه.

وأوضح المسؤول أن العملية ’’تورط فيها (...) المنافقون’’، وهي مفردة يستخدمها المسؤولون الإيرانيون عادة للإشارة الى منظمة ’’مجاهدي خالق’’ المعارضة في المنفى، والمصنفة ’’إرهابية’’ من قبل إيران.

الا أن ’’العنصر الإجرامي في كل هذا هو النظام الصهيوني والموساد’’، في إشارة الى جهاز الاستخبارات الخارجية للدولة العبرية، بحسب شمخاني.

وأقيمت صباح الإثنين مراسم التشييع في مقر وزارة الدفاع في طهران، بمشاركة رسمية وحضور محدود، على عكس المشاركة الشعبية العارمة الذي عادة ما تمتاز بها وداعات مماثلة، في ظل الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد.

وحضر المراسم التي أقيمت في باحة خارجية، مسؤولون عسكريون ومدنيون بدا عليهم التأثر.

- ’’أولى هزائمهم’’ -

وقال وزير الدفاع أمير حاتمي ’’لو لم يرتكب الأعداء هذه الجريمة الخسيسة وأسالوا دماء شهيدنا العزيز، لكان بقي مجهولا’’، مضيفا ’’على الاعداء أن يعلموا أن هذه الجريمة ستكون أولى هزائمهم’’.

وأظهرت اللقطات تأثرا بالغا من الحاضرين، ومن بينهم قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، وقائد فيلق القدس في الحرس العميد اسماعيل قاآني، ورئيس منظمة الطاقة الذرية علي أكبر صالحي، ووزير الاستخبارات محمود علوي.

وسجي نعش الراحل وقد لف بالعلم الإيراني، الى جانب منبر الخطباء، محاطا بأكاليل الزهور. ورفعت صور تظهره بجانب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

كما رفعت صور تظهر وجه فخري زاده الى جانب وجه اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، والذي اغتيل في كانون الثاني/يناير الماضي بضربة جوية أميركية في بغداد.

وأقيمت لفخري زاده الذي كان يعد من أبرز العلماء الإيرانيين في مجاله، مراسم تكريم اعتبارا من السبت، فنقل جثمانه الى مدينة مشهد (شمال شرق) للصلاة عليه في العتبة الرضوية، وبعدها الى العتبة الفاطمية في مدينة قم جنوب طهران، ومرقد الإمام الخميني في العاصمة طهران.

وكان فخري زاده رئيسا لمنظمة الأبحاث والابداع (سبند) التابعة لوزارة الدفاع. وقال حاتمي بعد وفاته، إن الراحل كان معاونا له وأدى ’’دورا مهما في الابتكارات الدفاعية’’ وفي ’’الدفاع النووي’’.

وفي كلمته الاثنين، أكد حاتمي أن الحكومة قررت ’’مضاعفة موازنة سبند’’، وأن إيران ’’ماضية في مسار التقدم والاقتدار (...) ونهج الشهيد فخري زاده سيستمر باقتدار’’.

وأمّ الصلاة السيد ضياء الدين آقاجان بور، ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، والذي قال في التأبين ’’سنظهر الصبر في مواجهة المصائب، سنقاوم، لكن أمتنا تطلب بصوت واحد انتقاما حاسما’’.

وفي ختام المراسم في الوزارة، نقل حرس الشرف النعش على الأكف الى مساحة مفتوحة حيث ألقى الحاضرون نظرة الوداع عليه، قبل نقله الى مزار امامزاده صالح في شمال طهران حيث ووري الثرى، على مقربة من عالمَين نوويين إيرانيين آخرين تم اغتيالهما عامي 2010 و2011.

وفقدت الجمهورية الإسلامية عددا من علمائها خلال الأعوام الماضية، في اغتيالات وجهت أصابع الاتهام فيها لإسرائيل.

ولم تعلق الدولة العبرية رسميا على الاغتيال.

وقالت الخارجية الفرنسية في بيان الاثنين ’’في ظروف اقليمية متوترة، نتابع من كثب التداعيات في ايران والمنطقة’’ لاغتيال العالم الايراني، و’’ندعو الى ضبط النفس للحفاظ على سبل الحوار والتفاوض’’، داعية الى ’’تجنب تصعيد التوتر’’.

وفي لبنان، دانت وزارة الخارجية الاغتيال في بيان الاثنين، داعية ’’جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس تفاديا من الانزلاق نحو السيناريو الأسوأ في المنطقة’’.

وكان المرشد الأعلى خامنئي أكد السبت ضرورة ’’معاقبة’’ الضالعين في الاغتيال، ومواصلة نشاطات العالم الراحل.

من جهته، اتهم الرئيس حسن روحاني إسرائيل بالاغتيال، وشدد على رد في ’’الوقت المناسب’’، وإن أكد أن ’’الأمة الإيرانية أذكى من أن تقع في فخ المؤامرة الذي نصبه الصهاينة’’.

وأدرجت وزارة الخارجية الأميركية فخري زاده على لائحة العقوبات عام 2008 على خلفية ’’نشاطات وعمليات ساهمت في تطوير برنامج إيران النووي’’، بينما اتهمته اسرائيل سابقا عبر رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو، بالوقوف خلف برنامج نووي ’’عسكري’’ تنفي طهران وجوده.

وأتى الاغتيال قبل نحو شهرين من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامه، وهو الذي وعد بـ’’تغيير مسار’’ سلفه دونالد ترامب مع إيران. واعتمد الأخير سياسة ’’ضغوط قصوى’’ حيال طهران، شملت خصوصا الانسحاب الأحادي عام 2018 من الاتفاق حول برنامجها النووي، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها.

وأعاد اغتيال أحد أبرز علماء الجمهورية الإسلامية، فتح باب النقاش بشأن التزامات إيران النووية لا سيما الاتفاق المبرم مع القوى الكبرى عام 2015.

ووقّع أعضاء مجلس الشورى بالاجماع بعد جلسة مغلقة الأحد، بيانا يدعون عبره للرد على الاغتيال، ومنع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول منشآت البلاد.

وعادة ما يعود القرار النهائي في الأمور المتعلقة بالملف النووي في إيران الى المجلس الأعلى للأمن القومي.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!