هل تراجع ماكرون عن تصريحاته عن الإسلام؟

قبل 3 سنة | الأخبار | عربي ودولي
مشاركة |

تابعت صحف ومواقع عربية ما وصفته بـ’’تراجع’’ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تصريحاته وإعلانه أنه يتفهم مشاعر المسلمين إزاء الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد.

وناقش كتاب ما إذا كانت هذه التصريحات الأخيرة تُعد تراجعاً حقيقياً بينما اعتبر كتاب أنها غير كافية وأنه ينبغي عليه الاعتذار.

’’بداية التراجع’’

تصدرت تصريحات ماكرون الأخيرة عناوين صحف ومواقع عدة.

تقول ’’المصري اليوم’’: ’’ماكرون يتراجع عن تصريحاته بشأن الرسوم المسيئة: أكاذيب وتم تحريف كلامي’’.

ويقول موقع ’’أورينت نت’’ السوري: ’’ماكرون يتراجع عن تصريحاته المعادية للإسلام والنبي محمد’’.

أما موقع ’’مصراوي’’ فيقول: ’’ماكرون: الحضارة الإسلامية حققت لفرنسا الكثير.. ولسنا ضد الإسلام’’.

ويرى عبد الباري عطوان في ’’رأي اليوم’’ اللندنية أن ’’تصريحات ماكرون ﻟ 'الجزيرة‛ بداية التراجع والنزول عن شجرة الأزمة العالية التي سبّبتها تصريحاته العنصرية وتطاوله على الإسلام ورسول الرحمة’’.

ويقول إن ذلك يُعَد ’’انتصاراً لحملة المقاطعة للبضائع الفرنسية التي سادت معظم أنحاء العالم الإسلامي، ولكنه تراجع لا يكفي، ويجب على الرئيس الفرنسي أن يعتذر بكل وضوحٍ لحوالي مِلياري مسلم على الضرر المعنوي الكبير الذي ألحقه بهم، ففي هذا الاعتذار مصلحة فرنسية قبل أن يكون مصلحة إسلامية، خاصةً أن هذا الضرر قد وقع، والجرح الذي نجم عنه ما زال عميقاً’’.

ويضيف الكاتب: ’’ولعل موقف الشعب الكويتي المشرف الذي رفع لِواء المقاطعة للبضائع الفرنسية منذ اللّحظة الأُولى، وكان رائداً وقدوةً للجميع، يجسد رسالة واضحة المعالم، ليس للرئيس ماكرون فقط، وإنما لكل الزعماء الغربيين الذين ولغوا في التآمر على العرب والمسلمين... فهذه الهبّة الكويتية أدت إلى تجميد تبادل تجاري بين البلدين (الكويت وفرنسا) يصل إلى 21 مِليار دولار سنوياً، وإذا وسعنا الدائرة أكثر فإن الضرر قد يمتد إلى 300 مِليار دولار حجم الاستثمارات الخليجية وحدها في فرنسا’’.

’’لم يتراجع’’

أما حسين الوادعي فيشير إلى أن ’’ماكرون يرى أن معركته مع الإسلام الراديكالي، واختيار الجزيرة باعتبارها البوق الاعلامي الأكبر للإسلام الراديكالي يعني رغبته في التحدث مباشرة مع أتباع هذا التيار وتفكيك هجمتهم ضده’’.

ويقول الكاتب إن الرئيس الفرنسي ’’لم يتراجع، بل أكد موقفه أكثر… وقد تم تحريف تصريحاته في الاعلام العربي كالعادة. ما قاله ماكرون هو أنه يتفهم 'صدمة‛ المسلمين من الرسوم الساخرة لكنه يرفض العنف ولن يتخلى عن قيم الجمهورية أو حرية التعبير’’.

وتقول إنعام كجه جي في ’’الشرق الأوسط’’ اللندنية: ’’حين صرح ماكرون عن خطته لمواجهة هذه الأقلية كان ذلك بتاريخ 2 أكتوبر (تشرين الأول) كواحدة من أهدافه الانتخابية، ولكن حدث أن قتل المدرس بعد أسبوعين، حينها أعلن ماكرون تصريحه الثاني في 21 أكتوبر مدافعاً عن خطته وبرنامجه في حفظ 'الهوية الفرنسية‛ من العبث بها مستخدماً - لسوء حظه - مثالاً هو في الأصل مختلف عليه حتى في الداخل الفرنسي، حين وضع مبدأ حرية التعبير امتحاناً لبرنامجه في الحفاظ على الهوية’’.

وتتابع: ’’جاء تصريح ماكرون المنحاز لأحد أطراف الجدل، وحول بذلك معركته الفرنسية إلى معركة عالمية!!’’

ويقول أحمد الخميسي في ’’الدستور’’ المصرية: ’’ إن الغرب الاستعمارى يعلم علم اليقين أنه ما من دين إرهابى بطبيعته، لا المسيحية ولا الإسلام، لكن الغرب بحاجة إلى غطاء فكرى لمواصلة الهيمنة على شعوب العالم الثالث... هكذا يحتاج ماكرون وغيره للحديث عن الإرهاب الإسلامى، خاصة أن فرنسا تمر بأزمات اقتصادية واجتماعية من بطالة وإفلاس وقمع للحريات، تجلى واضحاً مع أصحاب السترات الصفراء، هكذا تدخل مقولة 'الإرهاب الإسلامى‛ فى سوق تداول الأقنعة السياسية لعمليات النهب المنظم والهيمنة الاقتصادية’’.

مسلمو أوروبا

على الجانب الآخر، يرى ناصر الظاهري في ’’الاتحاد’’ الإماراتية أن فرنسا ’’لن تتأثر بتلك المقاطعة الاقتصادية القائمة على الضجيج الإعلامي الرقمي، من سيتأثر من ذلك الضجيج والشد والجذب والتوتر الشعبي المسلمون الساكنون فرنسا وأوروبا، وعددهم بعشرات الملايين’’.

ويقول: ’’هؤلاء الناس البسطاء الذين يحملون على فرنسا دون دراية ولا معرفة إلا أنها عدوة للإسلام، ولا يعرفون عن رئيسها، الذي جعلوا منه سخرية وردة لفعلهم الغاضب، ووضعوا له من الصور المركبة ما لا يقبلها المسلم الورع، إلا أنه ضد المسلمين’’.

ويضيف: ’’فرنسا حتى عام 1951 لم يكن فيها غير مسجد واحد هو مسجد باريس، اليوم فيها 2260 مسجداً، وفيها معهد العالم العربي، وكل جامعاتها تدرس الفكر الإسلامي والأدب العربي، وفي العشرين سنة المنصرمة استقبلت 1.5 مليون مهاجر، أكثر من 87%؜ منهم من البلدان الإسلامية’’.

* نقلا عن بي بي سي عربي.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!