معلومات خطيرة تنشر لأول مرة.. مذيعة الغد المشرق “رندا محمد” بين تهديدات الانتقالي وصوت الحقيقة (تقرير)

قبل 3 سنة | الأخبار | أخبار محلية
مشاركة |

إفرازات عنصرية استدعاها المجلس الانتقالي للتعاطي مع ظاهرة اختفاء الفتيات في عدن، حاول من خلالها التصدّي لسهام الاتهام التي وُجِّهت نحوه باعتباره المُسيطر على العاصمة المؤقتة عدن.

وذكرت وكالة عدن الإخبارية، في تقرير لها، أن التهديدات التي أطلقها المجلس الانتقالي، يبدو أنها نجحت في كسر الحملة التي أطلقتها مذيعة الغد المشرق “رندا محمد”؛ لمناهضة صمت الأجهزة الأمنية تجاه ظاهرة اختفاء الفتيات، إذ نشرت -الأحد- مقطع فيديو أبدت فيه أسفها واعتذارها عن اتهامات التواطؤ والفساد التي أطلقتها في مقطع نشرته الأسبوع الماضي؛ ضد أجهزة الأمن بمدينة عدن.

وبحسب الوكالة، فقد أطلق المجلس الانتقالي ناشطيه -عقب الفيديو الأول- ليشنوا حملة تشويه عنصرية اتهموا فيها “رندا” بأنها شمالية وتسيء للجنوب، وطالبوا بإيقافها عن العمل في قناة “الغد المشرق”، مُهدِّدين بحملة مقاطعة للقناة إذا لم تنشر اعتذاراً رسمياً، أو - في حال رفضت التعاطي مع مطالباتهم - الاستغناء عن المذيعة التي وصفوها بـ”الدحباشية”.

ما بين فيديو الهجوم وفيديو التوضيح ساعات، أبدت فيها مذيعة “الغد المشرق” تناقضاً عجيباً على وقع تهديدات بإقالتها عن عملها.

مقطع الأسبوع الماضي مثّل هجوماً مُكتمل الأركان على أجهزة الأمن في عدن، حيث كشفت رندا عن تقاضي مسؤولين في إدارة الأمن أموالاً مقابل التغاضي عن عمليات إجرامية ترتكبها عدد من العصابات بحق أهالي المدينة، وكشفت - في الوقت ذاته - عن سيطرة زعماء تلك العصابات على زمام الأمور في إدارة أمن العاصمة المؤقتة، ووعدت (رندا) بقطع يدها في حال ثبوت تحرك أجهزة الأمن وتفتيشها عن الفتيات المُختفيات، مؤكدة تورُّط الأجهزة الأمنية في الأمر.

غير أنها - تحت الضغط - سرعان ما بدّلت نبرة حديثها، وأوردت في فيديو الأحد التوضيحي اعتذاراً تناست فيه مظلومية الفتيات المختطفات، ووعودها بفضح الواقفين خلفها واستعدادها لقطع يدها؛ ما أثار استغراب الرأي العام الذي كانت رندا قد تمكّنت من حشده في صفها، فما الذي جرى؟!

تضمّن مقطع الهجوم تحدياً من رندا عندما قالت إن الإشاعات التي ستتعرض لها لن توقفها عن المطالبة بحق الفتيات المختفيات ولن يوهِن عزمها، ولن تنطفئ حرقتها على ما يتعرض له أهالي المدينة المنكوبة حد قولها، ولكنها بدَّلت رأيها بعد أن وصفها بعض ناشطي الانتقالي بأنها “إخوانية ودحباشية من مواليد تعز”، تلقفت رندا التُّهم وعكستها صوب جهات وصفتها -هي الأخرى- بـ”الإخوانية”، مُدَّعية أن هناك من استغل مقطع الفيديو خاصتها وقام بتحويره لصالح جهات معارضة للانتقالي.

مقطع الفيديو “الهجومي” كان واضحاً جداً بلهجته الشديدة وقوة الموقف الذي تضمنه، ولم يكن بحاجة إلى أيِّ تحوير.

المذيعة ’’رندا محمد’’ قارئة متميزة للشارع العدني ومُحلِّلة استراتيجية غير اعتيادية، فقد توقّعت - في فيديو الهجوم - أن يظهر رأي مدعوم من جهات نافذة لاتهام الفتيات المُختطفات في أعراضهن ويُعيب اختفاءهن ويدَّعي أنهن هربن، وما هي إلا ساعات حتى لمَّحت إدارة الأمن أن الفتيات هربن في قضايا مُخِلَّة بالآداب لتنطلق حملة كيل الاتهامات والشتائم من قبل ناشطي الانتقالي تخوض في أعراض الفتيات المختطفات وأُسرهن، غير أن المُخجل كان دموع ’’رندا’’ التي اختفت تماماً في الفيديو الثاني، متجاهلةً حقيقة ما أوردته في مقطعها السابق.

شهدت الساعات الفاصلة بين فيديو ’’رندا’’ الأول والثاني هجوماً حاداً من قبل ناشطي الانتقالي الذين بحثوا عن مقاطع فيديو قديمة لها وأعادوا نشرها للضغط عليها وتشويه صورتها، فضلاً عن نشر عشرات السِّيَر الذاتية التي تكشف محل ميلاد رندا، ادَّعى البعض أنها من مواليد صنعاء، وآخرون زعموا أن تعز هي مسقط رأسها، في حين قال البعض الآخر إنها وُلِدت في روسيا من أبوين ذوي أصول تَعزِّية، وبين هذا وذاك لم يثبت شيء سوى قوة الكلمات التي أطلقتها ’’رندا’’ في الفيديو الأول وتراجعت عنها في الفيديو الثاني.

عادت ولاء - إحدى المختطفات - إلى منزل والديها - أمس الأول - وكشفت الإعلامية ’’علياء فؤاد’’ عن الأمر، ووثَّقت لحظة وصولها ودخولها من الباب وهي محمولة في حالة إغماء بين أذرع أسرتها، في حين رفض الجميع التوضيح أين كانت ولاء وكيف استطاعوا إيجادها، مُلمِّحين - على استحياء - إلى أنها هربت في قضية مُخلة، غير أن مصادر مطلعة أكدت أن صفقة جرت بين أسرة ولاء والخاطفين انتهت بعودتها إلى البيت.

ولا زالت عبير مختفية منذ أيام، رغم ترويج البعض لشائعات تقول إن أسرتها تلقّت اتصالاً تؤكد تواجد ابنتهم في صنعاء، ونفت الأسرة هذه الإشاعة مؤكدة أن عبير لازالت مُختطفة ولا أحد يعلم عن مصيرها شيئاً’’.

وتشهد مدينة عدن، انتشار فضيع لجرائم القتل والاغتيالات والاختطافات بشكل يومي، وانفلات أمني غير مسبوق، في ظل سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي على المدنية.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!